منظمة الصحة العالمية: الصلة بين لقاح أسترازينيكا والجلطات الدموية «ممكنة ولكنها غير مؤكدة»
قالت هيئات منظمة لقطاع الأدوية في أوروبا وبريطانيا أمس إنها وجدت صلة محتملة بين لقاح كوفيد-19 الذي تنتجه شركة أسترازينيكا وحالات تجلط دموي نادرة جدا بالمخ لدى أناس تلقوا اللقاح، لكن منظمه الصحه العالميه أكدت انه أمر نادر الحدوث ولم تنفِ حدوثه تماما.
وقالت مجموعة استشارية تابعة للحكومة البريطانية إنه ينبغي عدم إعطاء اللقاح لمن هم دون الثلاثين من العمر، رغم أن مسؤولا قال إن هذا يأتي «توخيا لأقصى درجات الحذر، وليس لأن لدينا أي مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة».
وأعلنت السلطات البريطانية أمس وفاة 19 من أصل 79 شخصا تم الإبلاغ عن إصابتهم بجلطات بعد تلقيهم لقاح أسترازينيكا.
وقالت وكالة الأدوية البريطانية إنه «من بين 20 مليون جرعة هناك 79 حالة تجلط»، وأن هنا «19 شخصا توفوا بعد إصابتهم بالجلطات»، وأن «التجلطات أصابت 51 امرأة و28 رجلا».
وأشارت الوكالة إلى أن «الارتباط بين الجلطات الدموية ولقاح أسترازينيكا تزداد وضوحا، لكن التأكد من الارتباط المطلق سيحتاج لعمل علمي مكثف».
من جهتها، قالت وكالة الأدوية الأوروبية في بيان إنها «تذكر العاملين في الرعاية الصحية ومن يتلقون اللقاح بأن يكونوا على دراية باحتمال حدوث حالات نادرة للغاية من التجلطات الدموية مصحوبة بانخفاض عدد الصفائح الدموية خلال أسبوعين من التطعيم».
وقالت هيئة تنظيم الأدوية في الاتحاد الأوروبي ومقرها أمستردام في بيان أمس: «خلصت لجنة السلامة التابعة للهيئة إلى أن جلطات الدم غير العادية مع انخفاض عدد الصفائح الدموية يجب أن تدرج على أنها آثار جانبية نادرة جدا» للقاح.
وقالت الوكالة «أحد التفسيرات المعقولة لاجتماع التجلطات الدموية مع انخفاض عدد الصفائح الدموية هو الاستجابة المناعية، مما يؤدي إلى حالة مشابهة لتلك التي تظهر أحيانا في المرضى الذين يعالجون بالهيبارين».
وأظهرت رسالة اطلعت عليها رويترز أن وزراء الصحة في الاتحاد الأوروبي أبلغوا بأن إعلان وكالة الأدوية الأوروبية بشأن سلامة اللقاح سيكون له تداعيات فورية على خطط التطعيم وسيتطلب استجابة منسقة.
وأكدت جون رين، الرئيسة التنفيذية للهيئة المنظمة للقطاع الصحي في بريطانيا، أن فوائد اللقاح أكبر من المخاطر بالنسبة للغالبية العظمى من الناس.
بدوره، قال وي شين ليم، المسؤول باللجنة المشتركة للقاحات والتحصين التي تقدم المشورة للحكومة، إن من الأفضل إعطاء لقاح آخر لمن هم دون الثلاثين الذين لا يعانون من أي أمراض مزمنة.
ويعد إعلان الوكالة انتكاسة جديدة للقاح، الذي يباع بسعر التكلفة مقابل بضعة دولارات للجرعة، وهو إلى حد بعيد أرخص وأكبر لقاح من حيث التوزيع تم طرحه حتى الآن.
وبعد استخدامه على نطاق واسع في بريطانيا وأوروبا، من المقرر أن يكون الدعامة الأساسية لبرامج التطعيم في معظم العالم النامي.
ويقول خبراء إنه حتى إذا ثبت وجود صلة سببية بين اللقاح وتجلطات دموية فإن المخاطر التي تواجه عموم السكان من الإصابة بجلطة خطيرة ضئيلة جدا مقارنة بالمخاطر الناتجة عن عدوى محتملة بكوفيد-19، والتي يمكن أن تسبب أيضا جلطات مماثلة، أو مخاطر العديد من الأدوية الأخرى المستخدمة على نطاق واسع مثل حبوب منع الحمل.
وقال إيمير كوك المدير التنفيذي للوكالة أمس «خطر الوفاة بسبب كوفيد أكبر بكثير من خطر الوفاة بسبب هذه الآثار الجانبية النادرة».
بدورها، اعلنت منظمة الصحة العالمية أن الصلة بين لقاح أسترازينيكا والجلطات الدموية هو أمر «ممكن ولكنه غير مؤكد».
وقال خبراء المنظمة في مجال اللقاحات في بيان «لابد من إجراء دراسات متخصصة من أجل فهم كامل للصلة المحتملة بين التلقيح وعوامل الخطر الممكنة»، لافتين الى أن هذه الظواهر «نادرة جدا رغم كونها مقلقة».
إلى ذلك، أعلنت شركة «ديلفارم» أنها أنتجت أمس أولى جرعات لقاح فايزر- باونتيك المضاد لكورونا التي يتم تصنيعها على الأراضي الفرنسية، في خطوة رحب بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع أن الإنتاج لن يخصص فقط للفرنسيين.
وقالت الشركة المكلفة العملية بموجب عقد من الباطن لوكالة فرانس برس إن الإنتاج بدأ صباح أمس، حيث تقوم «ديلفارم» بتعبئة هذه اللقاحات التي يتم صنعها في الخارج.
وجاء إعلان الشركة بعد دقائق من إعلان مماثل للرئيس الفرنسي في تغريدة على تويتر.
وعلى صعيد اللقاحات أيضا، أجرت مقاطعة بافاريا الألمانية مفاوضات بشأن «عقد مبدئي» للحصول على 2.5 مليون جرعة من لقاح «سبوتنيك-في» الروسي، شرط أن توافق هيئة تنظيم الأدوية الأوروبية عليه، كما أعلن الزعيم السياسي ماركوس سودر أمس.
وقال المسؤول المحافظ المنتخب الذي ينتمي إلى حزب المستشارة أنجيلا ميركل إن هذا «العقد الأولي تم التوقيع عليه» أمس، موضحا أنه «إذا تمت الموافقة على سبوتنيك في أوروبا، فستتلقى ولاية بافاريا جرعات إضافية من اللقاح»، يبلغ عددها 2.5 مليون في الأشهر المقبلة.