أخبارعربي وعالمي

حرائق الغابات ( تستعر ) عالمياً وتركيا تكافح على 6 جبهات

وسط استمرار حرائق الغابات، التي اجتاحت دولاً عدة حول العالم، واجتذبت اهتماماً غير مسبوق، ودفعت أوروبا والشرق الأوسط لإرسال فرق إطفاء للمساعدة، استيقظت اليونان، أمس، على يوم آخر من الجحيم، في وقت توسعت رقعة أكبر نيران أتت على الغابات في تاريخ تركيا الحديث.

وواصل مئات عناصر الإطفاء جهودهم للسيطرة على حرائق في جزيرة إيفيا أتت على مساحات واسعة من غابات الصنوبر، ودمّرت منازل وأجبرت سياحاً وسكاناً على الفرار.

وتواجه اليونان وتركيا حرائق مدمّرة منذ نحو أسبوعين، فيما تشهد المنطقة أسوأ موجة حر منذ عقود.

وأشار مسؤولون وخبراء إلى وجود رابط بين أحداث طقس غير مألوفة كهذه والتغير المناخي.

وأدت الحرائق حتى الآن إلى مقتل شخصين في اليونان و8 في تركيا المجاورة، فيما نقل العشرات إلى المستشفيات.

وفي حين خففت الأمطار من حدة الحرائق في تركيا خلال عطلة نهاية الأسبوع، لا تزال اليونان تعاني في ظل درجات حرارة مرتفعة جداً.

واستعرت النيران في منطقة بيلوبونيز اليونانية، لكن تراجعت حدة الحرائق المشتعلة في ضاحية شمال أثينا.

وتحوّلت الطبيعة العذراء وغابات الصنوبر الكثيفة في إيفيا التي جعلتها وجهة للسياح إلى كابوس لعناصر الإطفاء.

وحوّلت الحرائق في ثاني أكبر جزيرة يونانية تقع شرق العاصمة آلاف الهكتارات إلى رماد ودمّرت منازل. وتم إجلاء الآلاف فيما هرب مئات السكان والسياح على متن عبّارات. وقال جيانيس كوتزياس عمدة مدينة استيايا لشبكة “سكاي” اليونانية: “نحن بمفردنا. نهايتنا اقتربت”.

وشهدت المدينة الواقعة شمال جزيرة وابية، ثاني أكبر الجزر اليونانية، بعضاً من أسوأ الحرائق هذا الموسم.

وتزايدت حدة التوتر في الجزيرة، حيث بدأت جهود الإطفاء الجوي، أمس. واشتكى الكثيرون من أنه تم تركهم ليواجهوا مصيرهم، ويقاوموا الحرائق التي امتدت مسافة عدة كيلومترات مربعة، وتحولت بعض الأحيان لجدران من النيران تمتد لمسافة سبعة كيلومترات.

وقال رجل لشبكة “سكاي”: “لقد تركونا نحترق” مشيراً إلى أن أسطول طائرات مكافحة الحرائق يركز فقط على المنطقة المحيطة بأثينا حتى الآن.

ولكن المسؤولين دافعوا عن قراراتهم، وأرجعوا الأمر إلى محدودية الموارد. وقال أحد رجال الإطفاء” لا نستطيع أن نوجد في كل مكان. عليك أن تتخيل فقط ما كان ليحدث إذا امتدت الحرائق شمال أثينا إلى منطقة مأهولة بالسكان”.

وكان رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس قال عدة مرات في الأيام الأخيرة أن الأولوية لإنقاذ الأرواح وليس الممتلكات أو الغابات. ويوجد نحو 4 ملايين شخص في منطقة أثينا الكبرى، ويبلغ تعداد سكان جزيرة وابية نحو 220 ألف نسمة، والمنطقة المعرضة للخطر كثيفة الأشجار.

وجرى إجلاء الآلآف من الجزيرة. وعاد نشاط العبارات مجدداً أمس، إذ تقوم بنقل الأشخاص من على الساحل لأنه لم يعد آمنا التحرك على الطرق. وامتد الدخان الناجم عن هذه الحرائق، وشوهد في أثينا، على بعد 100 كيلومتر.

وفي أنقرة، ذكر وزير الزراعة والغابات التركي بكر باكدميرلي، أن أكثر من 5 آلاف فرد، مدعومين جواً وبراً، يكافحون أسوأ حرائق غابات تشهدها البلاد على مدى أكثر من عقد.

ويحاول رجال الإطفاء، إضافة إلى فرق من 6 دول على الأقل بينها إسبانيا وروسيا، السيطرة على حرائق الغابات منذ 12 يوماً وسط ما وصفه الوزير بأنها “ظروف جوية استثنائية”، مشيرا إلى درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة والرياح.

وقال باكدميرلي، إنه جرى إخماد 6 حرائق من 12 حريقاً على مدار الليل ومازالت 6 أخرى مشتعلة قرب المدينتين الساحليتين موغلا وأيدين. وأضاف: “نحن نواجه كارثة سيذكرها التاريخ”، مضيفاً أن البلاد شهدت 16 حريقاً هائلاً حتى الآن العام الحالي مقارنة بـ 4 فقط في 2020.

وأتت حرائق الغابات على نحو 150 ألف هكتار في مقاطعة سانت كروس في بوليفيا قرب الحدود مع البرازيل، على ما أعلنت السلطات المحلية، بينما يتزايد تهديد حرائق الغابات لقطاع الزراعة والمحميات الطبيعية في جنوب إيطاليا.

وحذرت رابطة الزراعة، أمس، من حجم الدمار، الذي تسببه موجة الجفاف الحالية على قطاع الزراعة، وخصوصاً في الجزء الجنوبي.

وتراجعت مساحات القمح بنسبة 10 في المئة، في حين توقع الخبراء تراجع إنتاج عدة فواكة مثل الخوخ والتوت بنسبة تصل إلى 50 في المئة في بعض الحالات، مقارنة بالعام العادي.

في السياق، يبحث رجال الإنقاذ عن 5 أشخاص على الأقل فُقدوا في حريق “ديكسي” المدمر الذي يستعر حاليا في الغرب الأميركي ويواصل تقدمه السريع.

ودمر “ديكسي”، وهو ثالث أكبر حريق في تاريخ كاليفورنيا، الأسبوع الماضي، متاجر ومنازل في مدينة غرينفيل الصغيرة وفي بلدة كانيوندام.

وأتى الحريق على 180 ألفاً و782 هكتاراً في 4 مقاطعات حتى الآن، منذ اندلاعه منتصف يوليو.

وقالت إدارة الإطفاء في كاليفورنيا، إنه تم احتواء الحريق بنسبه 21 في المئة فقط. وأصيب 3 رجال إطفاء بجروح خلال عمليات تطويق الحريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى