عربي وعالمي

الأمم المتحدة: الوضع في السودان «يخرج عن السيطرة»

حذرت الأمم المتحدة، أمس، من أن الملايين في السودان يعانون من نفاد الغذاء، وأن بعضهم يموتون بسبب غياب الرعاية الصحية بعد أربعة أشهر من اندلاع الحرب التي دمرت العاصمة الخرطوم وقادت إلى هجمات بدوافع عرقية في دارفور.

وذكرت وكالات الأمم المتحدة في بيان مشترك، «الوقت ينفد أمام المزارعين لزراعة المحاصيل التي ستطعمهم هم وجيرانهم. الإمدادات الطبية شحيحة. الوضع يخرج عن السيطرة».

ودفع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، البلاد في أتون العنف ودق أجراس الإنذار من خطر الاضطرابات وزعزعة الاستقرار بالمنطقة. وبدأ الصراع في 15 أبريل الماضي، بسبب التوتر المرتبط بالتحول المزمع للحكم المدني.

وتسببت الحرب في تشريد أكثر من أربعة ملايين منهم قرابة المليون فروا إلى بلدان مجاورة. وقُتل مدنيون في المناطق التي امتدت إليها الهجمات.

وقالت إليزابيث ثروسل، الناطقة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في إفادة في جنيف، «كثير من القتلى لم يتم جمع رفاتهم أو التعرف عليهم أو دفنهم».

وتعد النساء خصوصاً، الأكثر تأثّراً باعتبارهن ضحايا أعمال عنف واغتصاب يرتكبها المقاتلون فيما يحرمن من الرعاية النفسية والصحية اللازمة.

وقالت ليلى بكر، من صندوق الأمم المتحدة للسكان «شهدنا ازدياداً في العنف القائم على النوع الاجتماعي بنسبة تتجاوز 900 في المئة في مناطق النزاع. تواجه تلك النساء خطراً كبيراً جداً».

وحذّرت من أن ضحايا هذا النوع من أعمال العنف واللواتي يصبحن حوامل في نهاية المطاف، يحصلن على رعاية محدودة أو معدومة أحيانا.

أما المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، فلفت في بيان إلى أن مكتبه «تلقى تقارير موثوقة عن 32 حادثة عنف جنسي ارتُكبت بحق 73 ضحية حتى 2 أغسطس».

وتابع أن «ذلك يشمل 28 حادثة اغتصاب على الأقل. تورّط رجال ببزات قوات وحدات الدعم السريع في 19 حادثة كمرتكبين لها»، مضيفاً أن «العدد الفعلي للحالات أعلى بكثير على الأرجح».

ويواجه الملايين الذين ظلوا في الخرطوم ومدن بمنطقتي دارفور وكردفان عمليات نهب على نطاق واسع وانقطاعات طويلة الأمد للكهرباء والاتصالات والمياه.

انقطاع الكهرباء

وأفادت الهيئة القومية للكهرباء في بيان بأن مساحات شاسعة في السودان تعاني من انقطاع التيار منذ يوم الأحد، ترافق معه أيضاً توقف شبكات الهاتف المحمول عن العمل.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الأمطار الموسمية، التي تزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه، دمرت منازل ما يصل إلى 13500 شخص أو ألحقت أضراراً بها.

واتهم قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، في كلمة ألقاها الاثنين قوات الدعم السريع بالسعي إلى إعادة البلاد لعصر ما قبل الدولة الحديثة وارتكاب كل جريمة يمكن تخيلها.

في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع، الجيش، بمحاولة الاستيلاء على السلطة بالكامل بتوجيه من الموالين للرئيس السابق عمر البشير الذي أطاحت به انتفاضة شعبية في عام 2019.

وتوقفت الجهود بقيادة السعودية والولايات المتحدة للتفاوض على وقف لإطلاق النار في الصراع الحالي، فيما تجد الوكالات الإنسانية صعوبات في تقديم الإغاثة بسبب انعدام الأمن والنهب والعقبات البيروقراطية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى