إصابات «كورونا» تتجاوز 130 مليوناً عالمياً.. وبريطانيا لإصدار ( شهادة خاصة )
احتفل ملايين المسيحيين بعيد الفصح للمرة الثانية في ظل تدابير احتواء فيروس كورونا، في حين تسعى الدول إلى السيطرة على موجة جديدة من «كوفيد ـ 19».
وعلى الرغم من تسارع حملات التطعيم في بلدان كثيرة، أجبر التزايد الكبير في أعداد الإصابات دولا عدة من كندا إلى أوروبا وأميركا اللاتينية على إعادة فرض قيود لا تلقى تأييدا شعبيا.
لكن بريطانيا تبدو الاستثناء الأكثر مدعاة للتفاؤل، ومكنتها حملة التطعيم التي تجريها من خفض معدل الإصابات والوفيات. وستجري المملكة المتحدة في الأسابيع المقبلة تجارب على نظام «شهادة» خاصة بـ «كوفيد ـ 19» في أماكن عدة بينها ملاعب كرة القدم.
وبحسب الحكومة، تظهر هذه «الشهادة» ما إذا كان حاملها خضع لفحص الإصابة بـ «كوفيد ـ 19» وجاءت نتيجته سلبية وما إذا تلقى اللقاح أو لديه مناعة، وقد تشكل وسيلة تتيح لحاملها تخطي قيود احتواء فيروس كورونا.
هذا وسجلت المملكة المتحدة عشر حالات وفاة خلال 24 ساعة، لليوم الثاني على التوالي. وذكرت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية أمس أن المملكة واسكتلندا قد أبلغتا عن ألفين و297 حالة إصابة جديدة خلال الفترة نفسها، مشيرة إلى أن حالات الإصابة الجديدة بالفيروس بالمملكة المتحدة وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ شهر سبتمبر الماضي، كما اقترب عدد الأشخاص الذين تلقوا اللقاح المضاد للفيروس من حاجز الـ 32 مليون شخص.
خلافا لذلك، دخلت بلجيكا وفرنسا القيود المشددة حيز التنفيذ، حيث تسابق السلطات الوقت لاحتواء طفرة في الإصابات وضعت مستشفيات باريس تحت وطأة ضغوط كبيرة.
على الضفة المقابلة للأطلسي، تخطت كندا التي تشهد موجة تفش جديدة استدعت تشديد القيود في عدد من المقاطعات قبيل عيد الفصح، عتبة مليون إصابة بـ «كوفيد ـ 19».
كذلك خفتت رهجة الاحتفالات في أميركا اللاتينية، حيث تشهد البرازيل تفشيا واسع النطاق يرجح أن يكون سببه نسخة فيروسية متحورة محليا أسرع تفشيا.
ودفع سوء الأوضاع البيرو إلى فرض إغلاق خلال العيد، وبوليفيا إلى إغلاق حدودها مع البرازيل، وتشيلي إلى إغلاق كل الحدود.
وقارب عدد الوفيات بسبب الجائحة 2.9 مليون وفاة حول العالم، وتجاوز عدد الإصابات الـ 130 مليونا بحسب احصاءات جامعة جونز هوبكنز الأميركية، وباتت القيود المفروضة على التنقل تثير إحباطا متزايدا.
وفي ألمانيا، احتج الآلاف في شتوتغارت على قيود احتواء فيروس كورونا، وسط جدال محموم حول تشديد التدابير في البلاد التي تشهد موجة تفش ثالثة.
وباتت التظاهرات ضد تدابير احتواء الفيروس من المظاهر الاعتيادية في ألمانيا، وأحداثا تحشد أعضاء في اليسار المتطرف ومؤمنين بنظريات مؤامرة ومناهضين للتلقيح ومناصرين لليمين المتطرف.
من جهته، أعلن وزير الصحة الألماني ينس شبان أن قواعد الوقاية من كورونا المتمثلة في التزام مسافة تباعد والنظافة الصحية وارتداء الكمامات سيستمر سريانها في المرحلة الحالية من الوباء أيضا على الأشخاص الذين أتموا تطعيمهم.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال الوزير المنتمي إلى حزب المستشارة انجيلا ميركل المسيحي الديموقراطي «رغم أن الاختبار اليومي والتطعيم الكامل يقللان من خطر الإصابة بصورة ملحوظة لكنهما لا يعطيان أمانا بنسبة 100% من إصابة آخرين بالعدوى».
وأكد ينس شبان في الوقت نفسه «من أتم تطعيمه، يمكن معاملته أثناء السفر أو التسوق معاملة شخص لديه نتيجة اختبار سلبية، وهذه نتيجة مهمة وستسهل الحياة اليومية بشكل هائل».
وتشكل المعلومات المضللة حول اللقاحات مشكلة كبرى تواجهها حملات التصدي للفيروس، وقد فاقمها الانتشار السريع على وسائل التواصل الاجتماعي لنظريات مؤامرة لا أساس لها.
وتشكل صربيا مثالا على هذا الأمر، إذ تسعى الحكومة جاهدة لإقناع السكان بتلقي اللقاح المتوفر منه نحو مليون جرعة تتراوح بين «فايزر» و«أسترازينيكا» و«سبوتنيك V» و«سينوفارم»
ومؤخرا ناشد الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش مواطنيه بقوله «أتوسل إليكم، تلقوا اللقاح. لدينا لقاحات متوفرة، وستتوفر لقاحات إضافية، أتوسل إليكم بحق الله، تلقوا اللقاح».
وقال عالم الفيروسات الصربي بريدراغ كون إن بطء وتيرة التلقيح هو بسبب حملة التضليل الإعلامي عبر الإنترنت.