«الصحة العالمية» توصي بمواصلة استخدام «أسترازينيكا»: منافعه أكثر من مضاره
أوصت منظمة الصحة العالمية أمس بمواصلة استخدام أسترازينيكا ضد كوفيد-19 «في الوقت الحالي» بعدما علقت عدة بلدان استخدامه خوفا من آثار جانبية محتملة، بانتظار أن ينتهي خبراؤها من مراجعة بيانات السلامة المتعلقة به.
وأعلنت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في بيان أمس أنها «تعتبر في الوقت الحالي أن فوائد لقاح أسترازينيكا تفوق مخاطره وتوصي بمواصلة حملات التطعيم».
وأشارت إلى أن خبراءها الذين يترقب صدور رأيهم، يواصلون «تقييم» البيانات المتعلقة بالمشكلات الصحية التي أصيب بها بعض الأشخاص الذين تلقوا اللقاح.
وأشارت منظمة الصحة في بيانها المقتضب إلى أنه لم يتم التأكد في الوقت الحاضر من وجود أي علاقة سببية، موضحة أن «الجلطات الدموية أعراض غالبا ما تحصل» وهي ثالث أمراض القلب والأوعية الدموية الأكثر شيوعا.
من ناحية أخرى، كشفت المفوضية الأوروبية أمس مشروعها لإصدار شهادات أو ما يعرف بـ «جواز السفر الصحي»، لتسهيل التنقل داخل الاتحاد الأوروبي لمن تلقوا لقاحا ضد كورونا وتهدف لإنقاذ موسم السياحة الصيفي، ومن المنتظر أن تجري حوله نقاشات حامية بين دول الاتحاد.
والوثيقة التي تحمل رمز استجابة سريعة (كيو آر) تثبت أن حاملها تلقى لقاحا ضد كوفيد-19 أو أجرى فحص بي سي آر نتيجته سلبية أو صار محصنا إثر إصابته بالفيروس.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في مؤتمر صحافي: «نريد مساعدة الدول الأعضاء على استعادة حرية التنقل بطريقة آمنة ومسؤولة وجديرة بالثقة».
ورغم بطء حملات التلقيح داخل الاتحاد الأوروبي، تطالب الدول الأكثر اعتمادا على السياحة بإصدار الوثيقة، وفي مقدمتها اليونان.
في المقابل، تتحفظ دول أخرى على الإجراء وترفض إقرار تدابير تقييدية.
ويمكن حيازة الشهادة إلكترونيا على الهاتف الجوال أو ورقيا، وهدفها «تسهيل» حرية التنقل داخل الاتحاد لكنها لن تكون «شرطا مسبقا» للتنقل الحر، وفق النص.
من جهته، أوضح مفوض العدل الأوروبي ديدييه رايندرز أن الهدف هو بدء سريان الإجراء قبل الصيف، وقبل يونيو إذا أمكن.
والشهادة صالحة في كل دول الاتحاد، ويمكن إلغاؤها عندما تعلن منظمة الصحة العالمية انتهاء الجائحة.
أما الأشخاص غير الملقحين، لأنهم ليسوا من الفئات ذات الأولوية أو لعدم رغبتهم في التطعيم، فبإمكانهم مواصلة التنقل والخضوع إلى حجر إذا لزم الأمر.
لكن يجب على أي دولة في الاتحاد الأوروبي أن تبرر لبروكسل دواعي رفضها دخول حملة الشهادة أو إخضاعهم لحجر أو فحص.
وتعترف الشهادة بـ 4 لقاحات ضد كوفيد-19 رخصها الاتحاد الأوروبي (فايزر – بايونتيك وموديرنا وأسترازينيكا – أكسفورد وجونسون آند جونسون).
وصادقت دول عدة على إصدار وثيقة السفر الصحية أو أعلنت نيتها تبنيها. لكن ديبلوماسيا أوروبيا نبه من أنه «لن يتم التوصل إلى اتفاق سريعا».
وتنتقد جهات عدة، المبادرة معتبرة أنها محاولة من مؤسسات الاتحاد الأوروبي لفرض سلطتها في مجال الصحة على الدول الأعضاء.
لكن تحركات بروكسل ترمي حتى الآن إلى إصدار توصيات غير ملزمة.
وتتحفظ بلجيكا على فكرة إخضاع الدخول إلى الدول الأوروبية للوثيقة الصحية.
بدورها، اعتبرت منظمة «ليبرتيز» غير الحكومية أن الإجراء سابق لأوانه، وأن على الاتحاد الأوروبي «تركيز جهوده على تسريع برنامجه للتلقيح».