خطر السلالات الجديدة.. أسئلة حول مناعة القطيع
يتسابق مسؤولو الصحة في جميع أنحاء العالم لتحصين عدد كاف من الناس ضد ڤيروس كورونا، للوصول إلى ما يعرف بـ «مناعة القطيع» لوقف تفشي الوباء، ويتم الحصول على «مناعة القطيع» من التطعيم أو الإصابة بالڤيروس، مما يعني أن الڤيروس لن ينتقل بسهولة من شخص لآخر، مما يساعد على حماية أولئك الذين لايزالون عرضة للإصابة به، لكنها لا تجعل أي شخص محصنا من الڤيروس.
وبالرغم من أنه لا أحد يعرف على وجه اليقين ما هي عتبة مناعة القطيع لڤيروس كورونا، إلا أن العديد من الخبراء يقولون إنها 70% أو أعلى، بحسب تقرير لأسوشيتد برس. كما أن ظهور الطفرات يزيد من تعقيد الصورة.
كيف نعلم أننا وصلنا إلى مناعة القطيع؟
قالت آشلي سانت جون، التي تدرس أنظمة المناعة في كلية الطب في سنغافورة، إن الدليل على اقترابنا من مناعة القطيع سيكون «اضطرابا في سلسلة الانتقال». وأضافت «لكن لا تنتظر أي يتم إعلان كبير بأننا وصلنا إلى هذا الإنجاز قريبا».
ولتحديد ما إذا كان سيتم تخفيف القيود أم لا، سيراقب مسؤولو الصحة اتجاهات العدوى والاستشفاء مع بدء التطعيمات. ومن المرجح أن تبدأ تلك القرارات قبل وقت طويل من الوصول إلى عتبة المناعة المثالية للقطيع، على الرغم من أنها ستكون تدريجية وتختلف حسب المنطقة.
في الهند، على سبيل المثال، يعتقد العلماء أن المزيد من الناس سوف يحتاجون إلى الحماية في المدن المكتظة بالسكان، حيث ينتشر الڤيروس بشكل أسرع، مقارنة بريفها الشاسع.
وقال الدكتور جايابراكاش مولييل، الذي يقدم المشورة للحكومة بشأن مراقبة الڤيروسات، إن الهند تخطط للبحث عن الأجسام المضادة لدى الناس على الصعيد الوطني لمعرفة النسبة المئوية للذين لديهم المناعة بالفعل ضد الڤيروس.
وتلعب فعالية اللقاح دورا أيضا، حيث يحتاج عدد أقل من الناس إلى التطعيم لتحقيق مناعة القطيع إذا كانت الحقن ذات فعالية أعلى.
كيف تؤثر السلالات المتحورة على مناعة القطيع؟
يعتمد ذلك على الحماية التي توفرها لك العدوى السابقة أو التطعيم من اللقاحات.
وقال الدكتور والتر أورنشتاين، خبير الأمراض المعدية في جامعة إيموري، إنه إذا ثبت أن اللقاحات أقل فعالية بشكل ملحوظ ضد السلالات الجديدة، فإنها تتطلب تطعيم جزء أكبر من السكان أو تحديث اللقاحات الموجودة لجعلها أكثر فعالية.
حتى الآن، يبدو أن اللقاحات المتوافرة توفر على الأقل بعض الحماية من الطفرات الأكثر إثارة للقلق. لكن العلماء مازالوا يدرسون الموقف ويخشون حدوث المزيد من الطفرات.
وأكد ظهور هذه الطفرات الجديدة على أهمية تطعيم الناس في أسرع وقت ممكن.
هل يجب أن تكون حصانة القطيع عالمية؟
مناعة القطيع العالمية مثالية لكنها غير محتملة، فقد احتفظت الدول الغنية بمعظم اللقاحات التي سيتم تصنيعها هذا العام. في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، قال المسؤولون إنه يمكن تطعيم عدد كاف من الناس بحلول الخريف للبدء في العودة إلى طبيعتهم.
ومن المرجح أن يتعين على العديد من البلدان الفقيرة الانتظار لفترة أطول. هذا هو السبب في أن منظمة الصحة العالمية حذرت من أن المناعة العالمية للقطيع من غير المرجح أن تتحقق هذا العام. كما أن الاختلافات في مستويات التطعيم بين البلدان سبب اعتقاد العديد من الخبراء أن الڤيروس لن يتم القضاء عليه تماما.
هل يمكن أن تتلف المناعة؟
من غير المعروف كم من الوقت تستمر المناعة، سواء بعد التطعيم أو من العدوى، على الرغم من أن الخبراء يعتقدون أنها يجب أن تكون عدة أشهر على الأقل.
وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن تعمل لقاحات كورونا الحالية ضد الطفرات الجديدة في المملكة المتحدة وأماكن أخرى، فمن المحتمل أن يتحور الڤيروس بدرجة كافية بمرور الوقت بحيث تحتاج اللقاحات إلى التحديث.
على سبيل المثال الطفرات في ڤيروسات الإنفلونزا هي سبب حصولنا على لقاحات الإنفلونزا كل عام. لكن الخبراء يشيرون إلى أن ڤيروسات كورونا عموما لا تتحور بسهولة.
ماذا لو لم تمنع لقاحات كورونا العدوى؟
يبدو أن لقاحات كورونا التي يتم طرحها الآن فعالة للغاية في منع الناس من الإصابة بالمرض. لا نعرف حتى الآن مدى جودتها في وقف انتقال الڤيروس، لكن الخبراء يقولون إنه ينبغي عليهم المساعدة بشكل كبير في تقليل انتشار الڤيروس.
وقالت ديبورا فولر، خبيرة اللقاحات في جامعة واشنطن، إنه حتى لو أصبت بالعدوى بعد التطعيم، فإن جسمك يجب أن يفرز ڤيروسات أقل ولفترة أقصر.
وقد أشار الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، يوم الأربعاء إلى أهمية التلقيح في الحد من انتشار المرض. وقال: «إنه ليس مفيدا لك ولعائلتك ومجتمعك فحسب، بل سيكون له تأثير مهم جدا على ديناميكيات تفشي المرض في بلدنا».