أميركا تدرس إرسال “أسلحة متطورة” إلى أوكرانيا
أفادت صحيفة واشنطن بوست” نقلاً عن مسؤولين أميركيين، بأن إدارة الرئيس جو بايدن تعمل مع الحلفاء الأوروبيين للإسراع بإرسال أنظمة دفاع جوي “أكثر تطوراً”، وأسلحة أخرى إلى أوكرانيا.
وتجري المناقشات بهذا الشأن قبل لقاء وزير الدفاع لويد أوستن الأسبوع المقبل، حلفاء الناتو في بروكسل وسلوفاكيا.
وكانت سلوفاكيا أبدت مع بولندا ورومانيا، استعدادها لنقل المساعدات العسكرية إلى جارتها المحاصرة. وتمتلك سلوفاكيا كذلك نظام صواريخ أرض-جو (إس 300)، الذي يستخدم لإسقاط الطائرات.
وقال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي للصحافيين، إن الولايات المتحدة ملتزمة بتسليح الحكومة في كييف “بأنواع القدرات التي نعلم أن الأوكرانيين يحتاجونها ويستخدمونها بشكل جيد للغاية”. ورفض تحديد أنواع الأسلحة التي يمكن تضمينها في الموجة التالية من الشحنات.
وأضاف: “بعض هذه المواد موجودة لدينا ونوفرها، وبعضها ليس لدينا، ولكننا نعلم أن الآخرين يمتلكونها، ونحن نساعد في تنسيق ذلك أيضاً”.
ضغوط على بايدن
وتواجه الإدارة الأميركية رد فعل عنيف بشأن قرارها في وقت سابق من هذا الأسبوع، إلغاء اقتراح بولندا الذي كان من شأنه إرسال عدد من طائراتها المقاتلة من طراز “ميج -29” إلى أوكرانيا.
وقالت واشنطن إن العرض المقدم من وارسو “لم يكن مقبولاً”، مشيرة إلى مخاوف من أن تنظر روسيا إلى الخطوة على أنها استفزاز من واشنطن.
وطالب المسؤولون الأوكرانيون، بمن فيهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، بنقل طائرات “ميج 29”.
ورغم من حصولهم على دعم من أعضاء في الكونجرس من الحزبين، فإن إدارة بايدن، وبناء على تقييمات من كبار القادة العسكريين الأميركيين في أوروبا، قالت إن الطائرات الإضافية لن تقدم سوى فائدة متدنية لأوكرانيا، نظراً للطبيعة المتنازع عليها لمجالها الجوي.
وقال الجنرال تود وولترز، قائد القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا: “نعتقد أن الطريقة الأكثر فعالية لدعم الجيش الأوكراني في قتاله ضد روسيا، هي توفير كميات متزايدة من الأسلحة المضادة للدبابات وأنظمة الدفاع الجوي، وهو أمر مستمر مع المجتمع الدولي. الأوكرانيون يستخدمون هذه الأسلحة بشكل ممتاز الآن”.
أنظمة الدفاع الصاروخي
وهناك دول محدودة في الناتو يمكنها إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى التدريب العسكري الأوكراني، والذي يركز بشكل كبير على الأسلحة السوفيتية أو الروسية الصنع.
وقال مسؤول أوروبي كبير مطلع على الوضع، إن أوكرانيا سعت للحصول على نظام صواريخ أرض – جو “إس -300”. وأضاف المسؤول أن هناك محادثات جارية بشأن هذا الاحتمال، لكن تظل هناك أسئلة حول ما إذا كان هناك أي شيء يمكن تجنبه. وأضاف أنه “لا أحد يريد أن يسيء التعامل مع التوقعات”.
نظام الدفاع الجوي “إس-300” خلال استعراض عسكري في كييف – أغسطس 2014. – REUTERS
ويتم تدريب القوات الأوكرانية أيضاً على نظام صواريخ “بوك” أرض – جو، وهو نفس نوع السلاح الذي أسقط طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية الماليزية فوق جزء من شرق أوكرانيا. وقال المسؤول الأوروبي إن بعض دول أوروبا الشرقية تمتلك كليهما لكن بأعداد قليلة.
الكونجرس يطلب إرسال طائرات
وقال المسؤول الأوروبي إن زيارة أوستن المرتقبة إلى سلوفاكيا، يمكن أن تستخدم لإبرام اتفاقيات إضافية لاستخدام خطوطها الحديدية لتسهيل نقل المساعدات الإنسانية والوقود بشكل أسرع إلى أوكرانيا.
وعلى عكس بعض الدول المجاورة الأخرى، تمتلك سلوفاكيا مركزاً للشحن، يعمل على كل من السكك الحديدية الأوروبية القياسية والسكك الحديدية ذات المقياس الأوسع المستخدمة في أوكرانيا، مما يجعلها خياراً جذاباً.
وتتشابك تقييمات المدة التي يمكن أن يستمر فيها الأوكرانيون في الصمود ضد الهجوم الروسي مع الأسلحة التي لديهم بالفعل.
وأرسل أعضاء في الكونجرس من الحزبين، رسالة إلى بايدن، الجمعة، تطلب منه نقل مقاتلات وطائرات مسيرة إلى أوكرانيا. وقالوا إنه “رغم المقاومة البطولية والماهرة، حقق الروس تفوقاً جوياً على الأوكرانيين”.
وقال أعضاء الكونجرس إن “ميزة روسيا في هذا المجال يمكن أن تتطور قريباً إلى هيمنة جوية، إذا لم يتلق الأوكرانيون المساعدة العسكرية اللازمة”.
ودعا هؤلاء الأعضاء إلى استمرار تسليم صواريخ ستينجر، وهي أسلحة محمولة مضادة للطائرات، لكنهم طالبوا أيضاً الولايات المتحدة بتسهيل نقل أنظمة “إس -300”.
وأضاف أعضاء الكونجرس في البيان: “إن توفير منصات من الحقبة السوفيتية كان الجنود الأوكرانيون قد قاموا بتشغيلها وصيانتها سابقاً، سيكون ضرورياً لنجاحهم في ساحة المعركة وسيحمي أيضاً تكنولوجيا الدفاع الأميركية من الوقوع في أيدي الروس”.
كما حثوا الرئيس على إعادة النظر في قراره بشأن مقترح طائرات “ميج” لبولندا، وقالوا إن إدارة بايدن يجب أن تبحث عن طرق لإرسال المزيد من الطائرات المسيرة وطائرات “سو 25″ إلى أوكرانيا. ويستخدم هذه الطائرات الروسية الصنع، عدد من حلفاء وشركاء الولايات المتحدة، بما في ذلك بلغاريا، إحدى دول الناتو.
وقال مسؤول دفاعي إن المسؤولين الأميركيين يواصلون التحدث إلى الأوكرانيين بانتظام، و”الأشياء التي يحتاجون إليها بشدة” هي الأسلحة المضادة للطائرات والمضادة للمدرعات، مثل صواريخ جافلين.
وبالنسبة للعناصر التي يحتاجها الأوكرانيون، والتي لا تملكها الولايات المتحدة، تعمل الإدارة مع الحلفاء والشركاء “الذين قد يكون لديهم مخزون”. وأضاف المسؤول: “نحاول مساعدتهم على تعزيز هذا الدفاع بطرق وأنظمة يعرفون كيفية استخدامها بالفعل”.