( عاصفة جليدية ) تهب بين إردوغان والرئيس الروسي
تحدث تقرير نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية، أمس الأول، عن بوادر أزمة تلوح في الأفق بين تركيا وروسيا، التي تجمعهما أصلاً علاقة معقدة.
وتحدث التقرير عن “عاصفة جليدية تهب على العلاقة الخاصة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان، اللذين يبدو أنهما حتى الآن متحدان في شكل من أشكال التعاون العدائي، أحياناً حلفاء وأحياناً خصوم”.
وأشار التقرير إلى أن التقارب التركي ــ الأوكراني بات يثير مخاوف متصاعدة لدى الروس الذين يشعرون بالعزلة في علاقتهم بالغرب وبحلف شمال الأطلسي “ناتو”.
وتعتبر “لوموند” أنه من خلال تصدير منتجات صناعته الدفاعية يعزز إردوغان ثقله في المنطقة، ويصطف إلى جانب حلفائه في “الناتو” شمال الأطلسي الذين أصيبوا بخيبة أمل من شراء أنقرة أنظمة S400 للدفاع الجوي التي لا تتوافق مع دفاعات الحلف.
ويشير التقرير خصوصاً إلى أن “امتلاك كييف طائرات تركية مسلحة من دون طيار يشكل مصدر قلق خاص للجيش الروسي، الذي يبدو مقتنعاً بأن هذه الأسلحة ستستخدم قريباً ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقتي دونيتسك ولوهانسك في شرق أوكرانيا، بينما لا يخفى عن كييف أن الطائرات المسيرة التركية أعطت أذربيجان ميزة حاسمة في الحرب التي خاضتها ضد الأرمن في خريف عام 2020 للسيطرة على منطقة كاراباخ ولهذا السبب تريد الحصول على المزيد وتقوية التعاون العسكري مع أنقرة”.
ويلفت التقرير إلى مصدر قلق آخر لموسكو، يتمثل بتصريحات إردوغان بشأن شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من جانب واحد في 2014، خلال استقباله نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي قبل 10 أيام إسطنبول إذ أكد الرئيس التركي مجدداً تمسكه بتعزيز “وحدة أراضي أوكرانيا داخل حدودها المعترف بها دولياً، وإنهاء احتلال شبه جزيرة القرم ومناطق دونيتسك ولوهانسك”.
ويشير التقرير إلى موضوع آخر من المحرمات، إذ أعاد إردوغان التأكيد على دعمه لترشيح أوكرانيا لحلف “الناتو”،وهو أمر مستفز لبوتين الذي يشعر بأنه بات محاصراً بالحلف في البحر الأسود: رومانيا وبلغاريا وتركيا في الحلف، وجورجيا وأوكرانيا يحلمان بالانضمام إليه.
وقد يكون غاب عن التقرير مسألة “قناة إسطنبول” التي تثير أيضاً قلق موسكو. وقبل أيام كتب المحلل تسفي برئيل، في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أمس، أن روسيا قلقة بشأن المسار الجديد الذي ستوفره القناة للسفن الغربية، خصوصاً أنها تمنح تركيا السلطة الوحيدة للتحكم بمرور السفن الحربية من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأسود.
ويشير المحلل الاسرائيلي إلى أنه على العكس، فان القناة ستكون لها فائدة للولايات المتحدة، لأنها ستقصر المسافة على إرسال سفنها الحربية إلى البحر الأسود أسرع إذا اندلعت الحرب مع روسيا.
وتوقع برئيل أن تضطر واشنطن إلى تقديم تنازلات كبيرة لتركيا، مضيفاً أن “إردوغان يستخدم مشروعه للإشارة إلى طموحه في تحويل تركيا إلى قوة إقليمية، تجعل كلاً من روسيا والولايات المتحدة تعتمدان عليها”.
لكن تقرير “لوموند” يشير إلى أنه “إذا توصل إردوغان وبوتين حتى الآن إلى اتفاق بشأن مسارح عمليات بعيدة، لاسيما في سورية، فإنهما يكافحان من أجل التوفيق بين مصالحهما في البحر الأسود، إذ يبدو موقف تركيا أقرب إلى موقف شركائها الغربيين”.