بعد معاناتها مع مرض عضال ومحاربتها من بعض منتسبي الوسط الفني العراقي ما أدى إلى هجرتها من بلدها، توفيت الفنانة العراقية القديرة نغم فؤاد سالم عن عمر ناهز الـ 48 عاما، بعد تدهور حالتها الصحية في غربتها بتركيا ليجري الأطباء لها عملية جراحية لرئتها، لكنها توفيت أثناء إجراء العملية.
بعد حياة مريرة عاشتها بسبب العوز والحاجة على الرغم من أنها كانت تحب الجميع، ولكن البعض كان يحاربها؛ لأنها فنانة ومخرجة من طراز رفيع ترفض المجاملات و«الواسطات» في المجال الفني.
الراحلة نغم هي الابنة الوحيدة للمطرب العراقي الراحل فؤاد سالم من زوجته الفنانة العراقية الراحلة مي جمال التي اشتهرت بشخصية «حسنية خاتون»، وكان والدها يحبها لدرجة لا توصف، ولذلك كتب لها أغنية «يا نغم» الخالدة حتى يومنا هذا.
الراحلة نغم فؤاد سالم من الفنانات اللواتي يجدن تقديم التراجيدي والكوميدي وهي من المخرجات المسرحيات البارزات في العراق، وكانت دائما تركز على إبراز الطاقات الشابة في أعمالها، ولهذا الأمر أنشأت فرقة مسرحية شبابية باسمها، ولكن للأسف فإن هذه الفرقة حوربت من قبل بعض القائمين على المسرح مع أن هذه الفرقة قدمت أعمالا مميزة مسرحية من إخراج الراحلة.
نغم فؤاد سالم لأنها فنانة حقيقية رحلت وهي تفتخر بأن حذاء الفنان والمخرج العراقي فخري العقيدي من صنع منها ممثلة حين ضربها به وهي بعمر 15 سنة عندما كانت تسير متأرجحة على خشبة المسرح على الرغم من انه صديق والدها ووالدتها، ليجعل هذه الفتاة التي كانت تسير متأرجحة على خشبة المسرح تقدم أجمل مشية في مسرحية «العجوز المراهق» التي قدمتها الراحلة مع الفرقة القومية للتمثيل.
رحلت نغم وبقيت كلمات الاغنية التي كتبها ولحنها وغناها والدها الراحل فؤاد سالم لها في عقول محبيها خصوصا المقطع الذي يقول:
«والله ويمر ذكراچ صبح ومسيه.. ويلي شكثر حسبات يطرن عليه»..الله يرحمچ «ام كرار» نغم فؤاد سالم ويدخلچ فسيح جناته.