نصف إصابات «كورونا» في الهند والبرازيل.. وأوروبا تستعد لاستقبال السياح
قدرت منظمة الصحة العالمية أن عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد خلال الاسبوعين الماضيين يفوق ما سجل خلال ستة أشهر في بداية الجائحة.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس «تمثل الهند والبرازيل أكثر من نصف حالات الأسبوع الماضي، لكن هناك العديد من البلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم التي تواجه وضعا هشا للغاية» وما يحدث فيهما يمكن ان يتكرر في اي مكان في العالم.
وكشف تيدروس ـ في تصريح نقلته شبكة «سي إن إن» الأميركية أمس ـ عن أن عدد الإصابات على مستوى العالم خلال الأسبوعين الماضيين يفوق ما تم الابلاغ عنه خلال الستة أشهر الأولى من الوباء.
ومازال الوباء يفتك بالهند التي سجلت نحو 20 مليون اصابة، وبحسب البيانات الأخيرة التي نشرتها وزارة الصحة الهندية، سجلت البلاد أمس 370 ألف إصابة جديدة وأكثر من 3400 وفاة.
بذلك، ارتفع عدد الإصابات الى أكثر من 19.9 مليونا، وعدد الوفيات الى 219 ألفا.
ويقول خبراء في مجال الطب إن الأعداد الحقيقية في البلد البالغ عدد سكانه 1.35 مليار نسمة قد تكون أعلى من الحصيلة الرسمية بخمسة أو عشرة أضعاف، وامتلأت المستشفيات عن آخرها وتضاءل مخزون الأكسجين وتجاوز الوضع الطاقة الاستيعابية للمشارح ومحارق الجثث.
وتوالى وصول المساعدات خلال نهاية الأسبوع الماضي من اكثر من أربعين دولة، بينها فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة. وتشمل المساعدات خصوصا مصانع لتصنيع الأكسجين وأجهزة تنفس.
وقال السفير الألماني في الهند فالتر ج. ليندنر «الناس يموتون في المستشفيات، لأنه لم يعد لديهم أكسجين. أحيانــا يمـوتــــون في سياراتهم».
وقد أرجأت الهند أمس امتحانات الأطباء المتدربين والممرضين لتفسح المجال للاستعانة بهم في مكافحة أكبر تفش في العالم لفيروس كورونا المستجد في ظل معاناة النظام الصحي تحت وطأة أفواج الحالات الجديدة ونفاد الأسرة واسطوانات الأكسجين من المستشفيات.
في المقابل، تأمل أوروبا والولايات المتحدة بالعودة إلى الحياة الطبيعية ووقف تدابير الإغلاق بفضل الإسراع في حملات التطعيم.
وأظهر تحليل أجرته «رويترز» لبيانات من الولايات والمقاطعات الأميركية، أن حالات الإصابة الجديدة بكوفيد-19 تراجعت للأسبوع الثالث على التوالي، منخفضة 15% الأسبوع الماضي بنحو 347 ألفا، وهو أقل إجمالي أسبوعي منذ أكتوبر. وذكرت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن ما يقرب من ثلث سكان البلاد تلقوا جرعات التطعيم الكاملة، بينما تلقى 44% جرعة واحدة على الأقل.
من جهتها، اقترحت المفوضية الأوروبية أمس السماح بدخول المسافرين الذين تلقوا كامل جرعات اللقاحات المضادة لـ «كوفيد ـ 19» التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي إلى دول التكتل، في مسعى لتنسيق استئناف السياحة مع اقتراب موسم الصيف، كما اقترحت على الدول الأعضاء توسيع قائمة البلدان التي يمكن للمقيمين فيها السفر إلى الاتحاد الأوروبي.
وأفادت المفوضية بأنها «تقترح السماح بأن يدخل إلى الاتحاد الأوروبي ليس فقط الأشخاص القادمين من دول يعد الوضع الوبائي فيها جيدا، بل أيضا أولئك الذين تلقوا الجرعة الأخيرة الموصى بها من اللقاحات التي أقرها الاتحاد الأوروبي».
وهذا المقترح يشمل فقط الأشخاص الذين تلقوا جرعات من واحد من أربعة لقاحات هي «فايزر ـ بيونتيك» و«موديرنا» و«استرازينيكا»، والتي تتطلب جرعتين، إضافة إلى «جونسون آند جونسون» الذي يعطى بجرعة واحدة.
وينص أيضا على أنه يتعين أن يكون مضى 14 يوما على الأقل على التطعيم عند وصولهم إلى دول التكتل.
لكن السماح بالسفر إلى الاتحاد الأوروبي لا يعني دخولا غير مشروط، إذ مازال ممكنا أن تفرض الدول على السياح الخضوع لاختبار «كوفيد ـ 19» PCR أو حتى لحجر صحي، كما أوضح مصدر أوروبي.
وقد بدأت الحياة تعود لطبيعتها تدريجيا في فرنسا أمس، بعدما خففت السلطات بعضا من أكثر إجراءات الإغلاق صرامة، وأنهت القيود على التنقلات واستؤنفت العودة «جزئيا» لتلاميذ الصفوف المتوسطة والثانوية إلى المدارس، على خلفية تراجع بطيء في عدد الحالات التي تستدعي الدخول إلى المستشفى.
وتشكل العودة إلى المدارس المرحلة الأولى من أربع مراحل في خطة إنهاء تدابير الإغلاق التي أعلنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وتبدأ المرحلة الثانية في 19 مايو مع إعادة فتح جزئية للمحال التجارية وقاعات السينما والمتاحف والمسارح والمطاعم. لكن الجسم الطبي يدعو الفرنسيين إلى عدم التراخي في إجراءات الوقاية، في حين مازال 5600 شخص في العناية الفائقة بسبب كوفيد في المستشفيات.
وفي اليونان، ومع بدء الموسم السياحي، فتحت الباحات الخارجية للمطاعم والمقاهي أمس بعد ستة أشهر من الإغلاق. وسرعت اليونان حملة التطعيم خلال الأيام الأخيرة، واعدة بأن يحل قريبا موعد البالغين ثلاثين عاما لتلقي التطعيم.
وتبحث النمسا إعفاء الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح من إجراء اختبار فحص كورونا عندما تفتح معظم القطاعات السياحية والخدمية أبوابها هذا الشهر ولاسيما الفنادق والمطاعم والمقاهي والأندية الرياضية.