ليبيا والمغرب تسابقان الزمن لانتشال الضحايا تجنباً للأوبئة والكوارث البيئية
واصلت فرق الإنقاذ الليبية امس عمليات البحث عن ناجين في مدينة درنة وباقي مدن الجبل الأخضر بعد أسبوع من العاصفة «دانيال» التي ضربت المنطقة، فيما يتواصل تدفق المساعدات لدعم الناجين من الكارثة.
ويواجه سكان وفرق إغاثة في درنة صعوبة كبيرة في التعامل مع آلاف الجثث التي أعادتها الأمواج لليابسة أو تتحلل تحت الأنقاض بعد أن دمرت الفيضانات المباني وألقت بالكثيرين في البحر، ما أثار مخاوف من «انتشار أوبئة وأمراض معدية».
وذكرت مصادر طبية أن هناك تخوفا من كارثة بيئية بعد تكرر وصول حالات تسمم نتيجة شرب المياه الملوثة.
واصطفت طوابير من المواطنين الباحثين عن أفراد مفقودين من عائلاتهم، فيما بدأت السلطات إصدار تصاريح رسمية لدفن الجثث التي يتم التعرف عليها.
وفي الغضون، حذرت منظمات إغاثة من المخاطر التي تشكلها الألغام الأرضية وغيرها من الذخائر غير المنفجرة التي قالت الأمم المتحدة إن بعضها جرفته المياه والسيول إلى مواقع أخرى سبق أن جرى إعلانها خالية من الألغام.
وفي سياق متصل، ذكر مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن 11300 على الأقل لقوا حتفهم، بينما لايزال 10100 في عداد المفقودين بدرنة، وهي الحصيلة التي نفاها الهلال الاحمر الليبي امس.
وقال رئيس بلدية درنة، إن عدد الوفيات في المدينة قد يتراوح بين 18 و20 ألفا، موضحا أن عدد سكان درنة يبلغ 100 ألف نسمة، وتقدر المساحة المدمرة بالكامل في المدينة بـ100 كم.
وأوضح الناطق باسم مركز الإسعاف والطوارئ في ليبيا، أن الضحايا دفنوا في ثلاث مقابر جماعية.
بيد أن منظمة الصحة العالمية ومنظمات إغاثة أخرى ناشدت السلطات في ليبيا التوقف عن دفن ضحايا الفيضانات في مقابر جماعية، أو حرق الجثث بشكل جماعي، موضحة أن جثث الضحايا لا تشكل أي تهديد صحي تقريبا، وأن دفنها بشكل متسرع قد يؤدي إلى مشكلات نفسية طويلة الأمد لذوي الضحايا، بالإضافة إلى مشكلات اجتماعية وقانونية.
كما دعت المنظمة إلى تحسين إدارة عمليات الدفن، لتكون في مقابر فردية محددة وموثقة بشكل جيد.
وقالت المنظمة إنها أرسلت إمدادات صحية كافية للوصول إلى 250 ألف شخص في ليبيا.
وأضافت ان 29 طنا من المساعدات ـ بما في ذلك الأدوية الأساسية ومستلزمات علاج الصدمات والجراحة الطارئة والمعدات الطبية وأكياس الجثث ـ وصلت إلى ميناء بنغازي.
في غضون ذلك، قال المدعي العام الليبي الصديق الصور إن مكتبه يحقق في احتمال إهمال السلطات المحلية والحكومات المتعاقبة جراء الأضرار التي لحقت بالمواطنين والممتلكات في مدينة درنة.
وأضاف الصور أن التحقيق سيشمل النظر في أموال الصيانة التي تم دفعها لصيانة السدود.
وكانت السلطات الليبية قد نفت في تصريح سابق الاتهامات بأنها فشلت في تحذير السكان من العاصفة دانيال قبل الفيضانات الكارثية. وقال متحدث لهيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» إن السكان المحليين في مدينة درنة التي تضررت بشدة اعتقدوا أن التحذيرات الحكومية مبالغ فيها.
وفي المغرب، لاتزال فرق الإنقاذ تسابق الزمن لانتشال ما تبقى عالقا قبل أن تبلغ الجثث درجات متقدمة من التحلل وذلك بعد مرور أسبوع على فاجعة زلزال الحوز في جنوب البلاد.
وأعرب سكان عن تخوفهم من أن تتسبب الروائح المنبعثة من الجثث العالقة تحت الأنقاض في مشاكل صحية خطيرة من خلال نقل الأمراض والعدوى.
غير أن الخبراء يرون أنه لا يوجد علميا أي خطر أو ضرر صحي يمكن أن تسببه الروائح المنبعثة من جثث المتوفين جراء كارثة طبيعية، بخلاف المتوفين بسبب أمراض شديدة العدوى مثل الإصابة بفيروس كورونا أو بالطاعون أو التيفوئيد.
لكنهم يحذرون من وجود خطر بيئي إذا تحللت الجثث تحت الأنقاض وتسربت الميكروبات منها إلى المياه الجوفية. كما أن الجثث يمكن أن تحتوي على مواد كيميائية سامة ومركبات عضوية متطايرة يمكن أن تتسرب في الهواء وتسبب تسمما كيميائيا لمن يتنفسون الهواء الملوث.