إقتصاد

لماذا تتجه الشركات الكبرى مثل توشيبا وجنرال إلكتريك وجونسون إلى تجزئة كياناتها؟

عندما تحدثت هذا الأسبوع إلى جون بوتر، الذي يقود أعمال الصفقات الأميركية في شبكة المؤسسات برايس ووترهاوس كوبرز PWC، كان على عجلة من أمره. أستطيع أن أفهم لماذا. لقد كان يومًا مزدحمًا، فهو آخر يوم حافل في عام مزدحم للغاية لأي شخص يعمل في مجال بيع وشراء الشركات

قال لي بوتر: “أحاول تجنب التصريحات المغلوطة التي تتسم بالمغالاة. ولكن بالنظر إلى دورة الاندماج والاستحواذ، ليس لدي أدنى شك في أننا في وقت مختلف عما كنا عليه من قبل”. فأحجام الصفقات آخذة في الارتفاع، كذلك، تتجه قيم الصفقات إلى الأعلى. وتواصل أسعار الأسهم الصعود. والمساهمون في كل مكان يتوقون إلى تحقيق عوائد كبيرة

وألاحظ أنا هناك تأثيرًا جانبيًا على العديد من الشركات الكبيرة التي تحاول هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى التخلص من الأقسام غير الأساسية. فنحن في بيئة يبدو فيها رأس المال سهلًا في كل مكان ويلوح فيه المستثمرون النشطون في كل أفق، وبالتالي تقرر العديد من الشركات أن أفضل طريقة لزيادة قيمتها في وحدة الأعمال هي بيعها إلى شخص آخر

عمليات تجزئة الشركات

يقول كيث كامبل، الذي يقود فريق التصفية في شركة الاستشارات West Monroe: “إن الأسواق العامة تشهد نشاطًا، ما يشكل ضغطًا مستمرًا للتفوق في الأداء”

على الصعيد العالمي، وصلت قيمة عمليات تصفية الشركات حتى الآن إلى 1.36 تريليون دولار في 2021، وفقًا لشركة بيانات السوق المالية Refinitv، ما يعد أعلى إجمالي خلال العقد الماضي وزيادة عن العام الماضي بنسبة 35٪. وتصدرت موجة الانقسامات عناوين الصحف الرئيسية الشهر الماضي، عندما أعلنت شركة جنرال إلكتريك وجونسون آند جونسون وتوشيبا عن خطط لتقسيم الكيان الأكبر إلى عدة شركات أصغر

يشير هذا إلى الابتكار والمنافسة اللتان تجتاحان السوق من جهة. ومن الصعب في هذا المشهد المزدحم أن تكون هناك هيمنة سوقية، خاصة مع وجود هذا العدد الكبير من المساهمين الذين يسعون للحصول على كل دولار من الأرباح

لن تكون الشركات من أمثلة جنرال إلكتريك وجونسون وتوشيبا على الأرجح آخر الكيانات الضخمة التي تقرر أن الأكبر ليس بالضرورة هو الأفضل

يقول كامبل: “مع كل اللاعبين الجدد الذين يظهرون في الأسواق المختلفة، والمستثمرين المتقاتلين، عليك حقًا الاستمرار في التغيير وإعادة تقديم نفسك عن طريق الكثير من الأعمال التشغيلية الأساسية. وهذا أحد الأسباب التي تجعلنا نعتقد أن التكتلات، بما في ذلك الاندماجات بين الشركات من القطاعات المختلفة، أصبحت شيئًا من الماضي”

السبب خلف هذا التوجه

يعتقد بوتر أن وجود عدد كثير من الأقسام المختلفة تحت مظلة شركة واحدة يؤدي بالضرورة إلى منح بعضها الأولوية عن غيرها. على ما يبدو، استوعبت شركات جنرال إلكتريك وجونسون وتوشيبا الدرس أن أفضل الحلول للأقسام التي تحظى بالاهتمام أن تستقل بذاتها

قد يكون الوجود تحت مظلة اسم مثل جونسون أكثر أمانًا وسط السوق الموحشة، إلا أن الأشهر الثمانية عشر الماضية أو نحو ذلك أشارت إلى أن البيئة مثالية للشركات العامة. ويتوقع المستثمرون في تلك الشركات أداءً متميزًا

قال بوتر: “في كثير من الأحيان، تكون قيمة خمسة من الأعمال المنفردة داخل الشركة الواحدة أكثر من قيمة الشركة ككل. ولكن كيف يمكنك تحرير هذه القيمة المقموعة داخل سياج واحد؟ أعتقد أن هذا هو مركز الكثير من النشاط الذي نراه اليوم حقًا”

تخطط جنرال إلكتريك وجونسون وتوشيبا للانقسام إلى سلسلة من الشركات الخاصة المستقلة، وهو أمر منطقي نظرًا لضخامة هذه الشركات

أما فيما يتعلق بالشركات التي تتطلع إلى طرح وحدات أصغر، يعد بيع الأسهم الخاصة خيارًا آخر. وتتخصص بعض الشركات، مثل شركة One Rock Capital Partners، في هذه الأنواع من المعاملات، حيث تعمل على تحسين قيمة الشركات المتوسطة

“بشكل عام، تعتبر عمليات التصفية أكثر خطورة، بالنسبة للأسهم الخاصة، من الاستثمار في منصة جديدة تقليدية، نظرًا لأنك ستمر لا محالة بمرحلة انتقالية، وستقوم بتثبيت إدارة جديدة، ما يعني عمليات وأنظمة جديدة، وهناك الكثير من التغيير المتوقع حدوثه”، وفقًا لكامبل

ولكن مع هذه المخاطر المتزايدة، يمكن أن تكون المكافأة مضاعفة أيضًا

أضاف كامبل “فإذا كنت مرتاحًا للجهد الذي ستبذله، وتستطيع الحصول على رئيس تنفيذي أو فريق إداري يمكنه إدارة العمل وتحقيق الأرباح، فإن النتيجة ستكون ممتازة”

يعتمد الأمر كله في النهاية على العوائد، إذ تحتاج كل شركة إلى مدخلات مالية لتستطيع سد المخرجات المالية. فصفقات التصفية وتجزئة الشركات ستسمر طالما اعتقدت شركات الأسهم الخاصة والمشترين الاستراتيجيين الآخرين أن لديهم القدرة على قلب هذه المعادلة لصالحهم

قال بوتر: “يعتقد الناس أن تجزئة الاستثمار يعني أنك تبيع أصولًا غير أساسية، وأعمالًا ذات أداء ضعيف، ويفكرون لماذا قد تشتري شيئًا ضعيف الأداء؟ كلا، الأمر ليس كذلك، إنك تشتري شيئًا لأنك تؤمن بأدائه، وستستثمر فيه، وإذا ما منحته الاستثمار والاهتمام الذي يحتاج إليه، فإنه بالطبع سيزدهر”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى