محليات

«كورونا» يضرب الأسعار.. وارتفاع سلع بنسب تجاوزت 100 %

بات ارتفاع الأسعار حديث الجميع والذي يطول معظم أنواع السلع والمنتجات سواء الغذائية من خضار وفواكه ولحوم وأسماك أو الاستهلاكية الأخرى كالدواء والملابس ومواد التنظيف والقرطاسية ومواد المدرسة وغيرها، وللوقوف على معاناة المستهلكين وشكاواهم من الغلاء الكبير خصوصا أن الكثيرين منهم يرون أن هناك ارتفاعا كبيرا بالأسعار بعد جائحة «كورونا»، كانت جولة «الأنباء» على العديد من الأنشطة التجارية المختلفة في انحاء الكويت ومتابعة الاسعار بعد ورود عدة شكاوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن ارتفاع الاسعار في جميع السلع عما كانت عليه قبل «كورونا» واثناءها. والتقينا عددا من البائعين والمستهلكين من جميع الاطياف، حيث أكد الجميع وجود ارتفاع بالأسعار، فالمستهلكون يرون أن هذه الارتفاعات الكبيرة مبالغ فيها وغير مبررة، بينما يقول البائعون ان معظم السلع ارتفعت أسعارها في البلدان المصدرة لها خصوصا خلال وبعد أزمة «كورونا» وما صاحبها من ظروف وإجراءات في جميع الدول، إضافة إلى تكاليف الشحن والاستيراد وأيضا رفع المؤجرين لإيجارات البسطات والمحلات بشكل كبير، وفيما يلي التفاصيل:

في البداية، التقينا فاطمة المرزوقي من سلطنة عمان، وقالت لـ «الأنباء»: هذه خامس زيارة لي للكويت وقد زرتها قبل «كورونا» وزرتها بعد «كورونا»، ولاحظت ان الاسعار ارتفعت بشكل غير طبيعي، وقالت «قبل كانت المائة ريال عماني لما نصرفها نقدر نشتري فيها اغراض كثير الحين ما تشتري لنا شي، ونفس السلعة اللي كنا نشتريها قبل الحين سعرها مضاعف، والمشكلة لا هي ماركة ولا شي بس ما ندري شنو هالأسباب اللي خلت الأسعار ترتفع بالاسواق، والكويت دولة عزيزة على قلوبنا واهلنا بعمان يحبون الصوغة اذا كانت من الكويت، ولكن تفاجأت هذه المرة بأن السعر مضاعف، هل هو من كورونا ام هناك اسباب اخرى لا نعرفها، وحتى لو كانت هناك زيادة بالاسعار على الأقل تكون 5% او 10% بس ان تصل الزيادة الى 100% فهذا شي غير معقول، وخصوصا في منطقة اسواق المباركية اللي احنا فيها الحين، وهي منطقة يتوافد عليها اغلب الزوار الخليجيين ولكن ما نقول الا حفظ الله الكويت وشعبها وقيادتها من كل مكروه»

زيادة غير طبيعية

والتقينا أيضا الفنان المسرحي السعودي نبيل حسن الحكيم الذي يتواجد باستمرار في الكويت، فقال «صراحة الزيادة غير طبيعية في كل شي في الملابس والمواد الغذائية واسعار المطاعم حتى اسعار زيوت السيارات»، موضحا أن سعر تبديل الزيت والفرق بين الكويت والسعودية يصل الى 100 ريال، وهذا شي مبالغ فيه، واسواق المباركية وهي نبض الكويت ومنطقة توافد اغلب الزوار الخليجيين وهي ليست من الاسواق الفخمة ولا يوجد بها تنويع في البضائع والماركات العالمية لأنها من الأسواق الشعبية، واغلب زوارها من جميع الطبقات، صدقني قبل كورونا وبعد كورونا اختلفت الاسعار ووصلت في بعض الاحيان الزيادة إلى 100%، وان شاء الله بالفترة القادمة تعرف الجهات المختصة اسباب ارتفاع الاسعار وتعالج الخلل او على الاقل تحافظ على اسعار الاسواق من زيادات اضافية وتكون محددة ومعقولة في الفترات القادمة»

كما اتفق جاسم العجمي مع المتحدثين على الارتفاع الكبير بالأسعار والذي طال كل شيء، مشيرا إلى أن بعض السلع تضاعفت أسعارها أكثر من مرتين خلال السنوات الخمس الأخيرة، وخلال سنة واحدة ما كان يباع بدينار أصبح بدينارين أو ثلاثة أحيانا

جيب المواطن

كذلك التقينا ايمان الدريع التي قالت: ان الاسعار مرتفعة عن الفترة السابقة لكورونا واثناء كورونا وبعد كورونا الاسعار صارت غير طبيعية ومبالغا فيها، هل الحظر والحجر وقلة الاستيراد وتوقف بعض المصانع عن العمل هي السبب أو أن الزيادات مفتعلة وفيها استغلال لجيب المواطن بظل غياب الرقابة التجارية وتقاعس البعض عن متابعة ما يحدث في الاسواق

وقالت «ابي اتكلم معاك عن بعض السلع وخاصة المكياج والعطور، وما اتكلم عن المكياج والعطور الماركات، انا اتكلم عن الدرجة الاولى اللي نستخدمها بشكل يومي اسعارها زايدة الى اكثر من 100%، وشنو الحل ما ندري، الشغلة اللي اخذتها من قبل 4 اشهر بعشرة دنانير اليوم سعرها 18 دينارا، ناهيك عن المواد الغذائية أنواعها من خضار وفواكه ولحوم وحلويات، والملابس كلها بارتفاع مستمر وشنو الحل؟ ننتظر الحل من اصحاب الاختصاص ونتمنى يكون بشكل سريع»

المستهلك الضحية

وتحدث احمد الشمري، وهو من رواد اسواق المباركية الدائمين، لـ «الأنباء» قائلا: أقسم بالله كل شي بالعالم ارتفع سعره الا الانسان اللي رخص سعره، وبالكويت التاجر يرفع الاسعار على كيفه ولا حسيب ولا رقيب، والجمعيات ترفع الاسعار على كيفها والاسواق، الشعبية ترفع السعر على كيفها والمجمعات حدث ولا حرج، والضحية دئما المستهلك وقال بالسابق 100 دينار مصروف شهر كامل للبيت، واما الآن تدخل الجمعية تشتري اغراضك تطلع بفاتورة اكثر من 100 دينار ولا تكفي هذه الاغراض حتى اسبوع، ولا يغرك اعلانات التخفيضات والتنزيلات ترى كلها اغراض تالفة واستوكات يبون تصريفها علينا بأي شكل، وأيضا هناك ارتفاع كبير بأسعار اللوازم المدرسية من أقلام ودفاتر وغيرها

أسعار السمك

والتقينا كذلك عبدالله الهاشمي، فقال: الاسعار كلها زايدة عن السابق، من نكلم التجارة ولا من نكلم، اذا قانون اقامة من هم فوق 60 عاما صار له سنة واكثر وهم مو قادرين يرسون على بر، مرة يقولون الفين دينار ومرة يقولون الف ومرة يقولون الغاء القانون ويرجعون يقولون 500 دينار، وحنا دخنا معاهم واذا تبي تعرف ان الاسعار مرتفعة انظر الى اسعار الاسماك، عندنا بحر على امتداد الكويت، والسمكة الزينة صارت حسرة على المواطن بسبب جشع التجار، وتصدير اسماكنا الى الخارج ونقصها في الكويت، حيث وصلت سعر بعض الاسماك الى 10 دنانير للكيلو

أما الشاب احمد حواس الظفيري فقال: انا اشتري الملابس الشتوية سنويا قبل موسم المخيمات، وتصدق ان اللي اشتريته العام الماضي بـ 6 دنانير السنة هذي حصلته 9 دنانير، وان تفصال الدشداشة الشتوية من 7 الى 11 دينارا، وحنا من زمان نسمع عن مثل يقول لا حسيب ولا رقيب، واليوم شفنا هذا المثل على ارض الواقع اصحاب الدخل المحدود والدخل المتوسط اكثر المتضررين من هذه الزيادة، ولا يوجد احد يحميهم من جشع التاجر، واطالب كل مسؤول ان يكون على قدر المسؤولية سواء من الحكومة او من اعضاء مجلس الامة، ووضع حد لزيادة الاسعار غير المبررة وأيضا تفاوت الاسعار والفروق الكبيرة بين مكان وآخر

التلاعب بالأسعار

بدوره، تحدث علي حسين، وهو زائر سعودي عن مستويات الأسعار، قائلا: مع الاسف ان الكويت ارتفعت فيها أسعار كل شي واللي كانت بالسابق ارخص من دول الخليج بكل شي. وانا زائر خليجي وعند عودتي للسعودية مضطر ان اشتري بعض الملابس وبعض السلع هدايا للاهل والاصحاب، ولكن في كل زيارة اجد ان السعر مرتفع للاعلى على نفس السلع، وهذا شي غير معقول، علما أن بعض السلع لم تتغير اسعارها منذ سنوات طويلة ولكن خلال كورونا اصبح الجشع والتلاعب بالأسعار سمة تشهدها جميع الاسواق بالكويت وعلى جميع المستويات. وأضاف علي: شوف المطاعم اللي قدامك وشوف المأكولات اللي عندهم بالسابق كان السعر 3 دنانير للشخص واصبح 5 دنانير ووصل الآن عند البعض منهم الى 7 دنانير، وان شاء الله بالزيارات القادمة اجد ان الجهات المختصة قامت بعملها وحلت مشكلة زيادة الاسعار الكبيرة او على الاقل أن تحافظ على ثبات الاسعار وتمنعهم من الزيادات الاضافية ومن دون أي أسباب حقيقية

من جهته، قال محمد السماك وهو بائع للمواد الغذائية «نعم الاسعار مرتفعة، وما اقول انها غير مرتفعة ولكن خلني اقول ما هي اسباب ارتفاع الاسعار، شوف هذه البسطة اللي قدامك متر في متر تم رفع ايجارها من 170 الى 450 دينارا، ثانيا هذه البضائع كانت تصل عن طريق البحر وحاليا تصلنا عن طريق النقل الجوي والجميع يعرف ان النقل الجوي مرتفع سعره بشكل أكبر عن النقل البحري، وحتى ان المصدر الخارجي قام بزيادة اسعاره، وانت عارف ان الكويت تستورد ولا تنتج جميع الخضراوات والفواكه، وعند سؤالنا ان بعض الاصناف نجد ان سعر الكيلو بالاسواق الثانية بقيمة دينار نجده عندكم بسعر دينارين ونصف، قال السماك: نعم لأن البضائع الموجودة عندنا نقوم بتصفيتها بالحبة ولا يوجد بها أي شي تالف او طري او غير صالح للاستخدام والكل يدري ان الفواكه في سوق المباركية مختلفة عن جميع الفواكه في باقي الاسواق ومعروفة بجودتها ونظافتها

عمايل «كورونا»

وبالحديث مع مصعب الحوراني وهو بائع ملابس في السوق، قال: اعترف بأن معظم السلع ارتفعت اسعارها عما كانت عليه قبل كورونا، ولعدة اسباب راح اذكرها لك بالتفصيل وهي اولا كثير من المصانع اللي نستورد منها اغلقت بسبب كورونا، وثانيا ارتفاع اسعار ايجارات المحلات بالكويت بشكل كبير جدا واللي الكل عارفه، وثالثا ارتفاع اسعار الايدي العاملة حيث اننا بالسابق كان الموظف بالمحل راتبه لا يتجاوز 200 دينار وحاليا من 300 دينار وانت طالع، وفي كل مرة كنا نعمل تخفيضات يستفيد منها الزبون وحنا ما نستفيد منها، وانت عارف بالكويت ان السوق حر والمواطن واع ويعرف جميع البضائع ويعرف البضائع ذات الجودة العالية ويعرف البضائع الاستهلاكية الرخيصة، وآخر كلمة اقول ان كورونا عملت عمايل بالناس (صعدت ناس ونزلت ناس)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى