أخبارعربي وعالمي

قيود جديدة في أوروبا وزعماء 23 دولة يدعون لمعاهدة دولية حول «الجوائح»

عرض الخبراء الدوليون الذين زاروا الصين مؤخرا للتحقيق في منشأ فيروس كورونا المستجد المسبب لوباء «كوفيد-19»، بالتفصيل أمس استنتاجاتهم التي ترجح انتقال الفيروس من مصدره الحيواني إلى الإنسان عبر حيوان وسيط.

وصدر التقرير المشترك لخبراء منظمة الصحة الدولية والصين في جنيف أمس. وقال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسيوس إن «الاستقصاء المشترك مع الصين في منشأ كورونا في ووهان لم يكن مكثفا بشكل كافٍ». وطالب بإجراء خبراء متخصصين تحقيقا أعمق حول فرضية تسرب فيروس كورونا من مختبر ووهان للفيروسات في الصين. وبعد استبعاده فرضية تسرب الفيروس من مختبر مدينة ووهان الصينية التي ظهر فيها للمرة الأولى في ديسمبر عام 2019 يرجح التقرير الفرضية الشائعة بأن الفيروس انتقل بشكل طبيعي من حيوان يعد المصدر أو الخزان هو على الأرجح الخفافيش، عبر حيوان آخر لم يتم تحديده حتى الآن. لكن من بين الحيوانات المشتبه بها الهر والأرنب والمنك، أو حتى آكل النمل الحرشفي «البنغول» أو النمس.

وأوصى العلماء بإدراج البنغول أثناء البحث عن أصل فيروس كورونا. ولم يستبعدوا في تقريرهم النهائي، احتمال أن الفيروس كان منتشرا بالفعل في دول أخرى قبل أن يتم اكتشافه في مدينة ووهان الصينية، في ديسمبر من عام 2019 الماضي.

بموازاة ذلك تواصل عدة دول اوروبية تواجه الموجة الثالثة من الوباء اعلان المزيد من الإجراءات في محاولة للحد من تفشي الفيروس خصوصا ما يتعلق منها بالسفر.

وستعمد ألمانيا في «الأيام الثمانية إلى الأربعة عشر المقبلة» إلى تعزيز عمليات التدقيق حول حدودها البرية ولاسيما مع فرنسا والدنمارك وبولندا. ولن يكون عناصر الشرطة مخولين «إرجاع مسافرين» من أي جهة أتوا لكنهم سيتحققون من أنهم يحملون فحصا سلبي النتيجة أجري قبل أقل من 48 ساعة وتسجلوا لدى السلطات الصحية الألمانية.

أما إيطاليا التي اعتمدت في الجزء الأكبر من أراضيها تدابير صارمة، فستفرض حجرا من خمسة أيام على المسافرين الآتين من دول الاتحاد الأوروبي. وعليهم أن يجروا فحصا قبل مغادرتهم بلادهم وآخر في نهاية فترة الحجر.

وفي فرنسا حيث تجاوز عدد المرضى في أقسام الإنعاش المستوى الأعلى المسجل خلال الموجة الثانية، تواجه السلطات ضغوطا لفرض قيود جديدة وعدم الوصول إلى «الخط الأحمر»، حيث ستضطر لفرز المرضى وهو تحذير وجهه الأطباء.

على صعيد حرب اللقاحات، أعلنت شركة بيونتيك الألمانية أنها تتجه لتصنيع 2.5 مليار جرعة من لقاحها المضاد لكوفيد-19 هذا العام مع شريكتها الأميركية «فايزر»، بزيادة نسبتها 25% عما كان متوقعا في السابق.

وجاء في بيان للشركة أن زيادة الإنتاج ستتيح لها «تلبية ارتفاع الطلب» في حين تسارع دول العالم لاحتواء متحورات لفيروس كورونا أشد عدوى.

في غضون ذلك، دعا زعماء نحو 23 دولة بالاشتراك مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مقال مشترك نشر أمس، إلى وضع «معاهدة دولية بشأن الجوائح» لمواجهة الأزمات الصحية في المستقبل.

ووقع على المقال ميشال وغيبريسوس وقادة 23 دولة موزعة على القارات الخمس، وفي مقدمتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورؤساء كوريا الجنوبية مون جاي-إن وجنوب أفريقيا سيريل رامافوزا وإندونيسيا جوكو ويدودو وتشيلي سيباستيان بينيرا.

وقال القادة في مقالهم الذي نشرته صحيفة «لوموند» الفرنسية وصحف أخرى حول العالم، إنه في الوقت الذي يستغل فيه فيروس كورونا «نقاط ضعفنا وانقساماتنا فإن مثل هذا الالتزام الجماعي المتجدد سيمثل خطوة مهمة لتعزيز الاستعداد للجوائح على أعلى مستوى سياسي».

وأضاف القادة في مقالهم أنه «ستكون هناك جوائح أخرى وحالات طوارئ صحية أخرى واسعة النطاق. لا يمكن لأي حكومة أو منظمة متعددة الأطراف أن تواجه هذا التهديد بمفردها».

وشدد المقال على أن تعزيز القدرة على مواجهة الجوائح يستدعي «توطيد التعاون الدولي بقوة لكي تتحسن على سبيل المثال أنظمة الإنذار، وتبادل المعلومات والبحوث، وكذلك إنتاج وتوزيع اللقاحات والأدوية ومنتجات التشخيص ومعدات الحماية».

وأقر المقال بأن هذه المهمة «ستستغرق وقتا وستتطلب التزاما ثابتا على مدى سنوات عديدة» وستحتاج إلى «قيادة عالمية».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى