قادة عرب حذّروا من سباق نووي في المنطقة
أطلق السناتور الأميركي البارز ليندسي غراهام إنذاراً من احتمال أن تشهد المنطقة سباقاً للتسلح الذري، كاشفاً أن قادة عرباً هددوا بتخصيب اليورانيوم بنفس المستويات، التي يسمح بها المجتمع الدولي لإيران، في حين اعتبر كبير مفاوضي طهران بفيينا أن الخلافات بشأن إحياء الاتفاق النووي وصلت إلى نقطة يمكن حلها.
على وقع التقدم المحرز بمفاوضات فيينا غير المباشرة بين إيران وإدارة الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن بشأن إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات المفروضة على طهران، حذر عضو مجلس الشيوخ الأميركي السناتور الجمهوري ليندسي غراهام من احتمال أن تشهد المنطقة سباقاً ذرياً محموما بين عشية وضحاها، مؤكداً أن قادة عرباً أبلغوه سراً بأنهم سيصرون على السماح لهم بتخصيب اليورانيوم بنفس المستويات، التي يسمح بها المجتمع الدولي للجمهورية الإسلامية.
وقال غراهام، في تصريحات خلال زيارته إلى القدس، مساء أمس الأول، إن المنطقة قد تستيقظ يوماً ما على برامج تخصيب اليورانيوم في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
واتفق السناتور الأميركي البارز مع وجهة النظر التي تتبناها إسرائيل وعدد من دول الخليج، بشأن عدم الوثوق في البرنامج النووي الإيراني، مشيراً إلى أنه حال «تحدث العالم بصوت واحد ووقف في وجه طهران»، فإنه يمكن تجنب سباق التسلح النووي بالمنطقة.
واعتبر أن «طهران بحاجة إلى الشعور بمزيد من الألم بسبب سوء سلوكها» إزاء تخصيب اليورانيوم، الذي وصل لمستويات قياسية خلال الفترة الماضية.
وأشار غراهام إلى أنه سيدعو مع السناتور الديمقراطي، روبرت مينينديز، إلى صفقة بديلة للاتفاق النووي المعروف باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة»، الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018.
وذكر أن «هذا هو الموقف الفرنسي، بحيث يمكن لإيران والعرب الحصول على كل الطاقة النووية، التي يريدونها من بنك وقود دولي، دون أن يُسمح لهم بالتخصيب في بلدانهم».
وشدد المشرع الأميركي على أن هناك مخاوف من الحزبين في الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني ودعم طهران لـ»الجماعات» المسلحة بالمنطقة.
وأضاف غراهام: «يبدو أن إيران قادرة على أن تكون أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، ولا شيء يردعها»، مردفاً: «تحييد حركة حماس بغزة وحزب الله اللبناني سيتم حال عدم وجود الدعم الإيراني».
وينص الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى على السماح لطهران بتخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء لا تتجاوز 4% مقابل رفع العقوبات الاقتصادية، لكن إيران خرقت الاتفاق تدريجيا بعد انسحاب ترامب الأحادي ورفعت نسبة التخصيب إلى درجة نقاء وصلت لـ60%.
في سياق قريب، أفادت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، بأن الوزير لويد أوستن سيستقبل نظيره الإسرائيلي بيني غانتس في العاصمة واشنطن، اليوم.
وأوضح متحدث باسم «البنتاغون» أن «إيران وسلوكها الخبيث» سيكونان ضمن القضايا التي سيناقشها الوزيران، في اجتماعهما.
ختام فيينا
إلى ذلك، اختتمت الجولة الخامسة من مفاوضات فيينا أمس باجتماع بين طهران والدول المتبقية في الاتفاق النووي، أمس.
وقال كبير المفاوضين ومساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قبيل الاجتماع إن «الوفود المشاركة في مفاوضات فيينا ستعود إلى عواصمها لمزيد من التشاور».
وأوضح عراقجي أن «الخلافات وصلت إلى نقطة يمكن حلها».
وذكر دبلوماسيون أن المناقشات، التي يقودها الاتحاد الأوروبي بين طهران ومجموعة «4+1»، ألمانيا فرنسا روسيا والصين، بالإضافة إلى واشنطن، وإن بشكل غير مباشر، ستتوقف لمدة أسبوع على الأقل.
وأفادت مصادر من داخل المفاوضات بأنها حققت تقدما، لكنها ما زالت في طور مناقشة ومحاولة حل قضايا خلافية وصفت بالجوهرية والمهمة.
في موازاة ذلك، أكد الرئيس الإيراني المعتدل حسن روحاني أن «المفاوضات النووية في فيينا تشهد تقدماً، وتم حل الملفات الأساسية مع واشنطن».
وشدد روحاني على أن حكومته تمكنت من مواجهة الحرب الاقتصادية التي فرضها ترامب على بلاده لأنها مدعومة من الشعب الإيراني.
ومضى قائلا: «الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن أعلن، خلال حملته الانتخابية قبل شهور، أنه ينوي العودة للاتفاق النووي، لأنه كان يدرك أن الحوار هو الطريق الأمثل للتعامل مع إيران، بعد فشل سياسة الضغوط القصوى لترامب».
وقبيل عقد الاجتماع الختامي، عقد الوفد الإيراني مباحثات تنسيقية مع نظيره الروسي. والتقى عراقجي نظيره الروسي ميخائيل أوليانوف. وفي وقت سابقن استعرض عراقجي، خلال اجتماع ثلاثي مع الوفدين الصيني والروسي، آخر المستجدات المتعلقة بالمفاوضات والتنسيق بين الدول الثلاث.
غرق سفينة
إلى ذلك، أعلنت البحرية الإيرانية أن سفينة إمداد يبلغ طولها أكثر من 200 متر، غرقت في خليج عمان بعدما كافحت فرق الإطفاء مدة 20 ساعة حريقاً اندلع أمس الأول على متنها.
وقالت البحرية، في بيان، إنه تم إجلاء طاقم سفينة «خارك» قبل غرقها قبالة ميناء جاسك في جنوب البلاد.
وأوضحت القوات البحرية للجمهورية الإسلامية أن السفينة تستخدم في مجال التدريب والدعم، وهي في الخدمة منذ «أكثر من أربعة عقود»، لكن موقع «غلوبال سيكيوريتي أورغ» الأميركي المتخصص ذكر أن السفينة هي ناقلة نفط للامداد و«حاملة مروحيات» بريطانية الصنع تسلمتها طهران عام 1984.
وأفادت البحرية الإيرانية بأن النيران اندلعت في أحد أنظمة السفينة، من دون أي توضيحات أخرى لا سيما حول أسباب الحريق. وأضافت أن السفينة أجرت في الأيام الأخيرة «مهمة تدريب» في المياه الدولية.
ووصفت تقارير الناقلة بأنها أكبر سفينة تابعة للبحرية الإيرانية. ويعد حادث «خارك» الأحدث في منطقة ممر مائي حيوي، حيث تبادلت إيران وإسرائيل الاتهامات بالمسؤولية عن هجمات استهدفت سفناً لكل منهما.
وفي 2020، قتل 19 بحارا إيرانيا خلال مناورات بعدما أصيبت سفينة حربية بنيران صديقة.