فيروس كورونا… من جائحة إلى مرض متوطّن
حذرت الأستاذة في معهد لا جولا لعلم المناعة الأميركي إيريكا أولمان سافير من أن «فيروس كورونا سيكون جزءا دائما من الوجود البشري»، موضحة أنه إذا «أصبح متوطنا، فإن الناس سيكونون أفضل حالاً ككل، ولن يمرضوا به».
وقالت العالمة الأميركية لموقع «سي إن بي سي»، أمس: «عندما وصل كورونا إلى أميركا لم يكن أحد محصناً ضده، مما أدى إلى انتشاره، وفي نهاية المطاف، سيتم تطعيم عدد كافٍ من الناس حتى تتحقق مناعة من شأنها إبطاء انتقاله».
وأشارت سافير إلى أن «الناس ربما لا تمرض على الإطلاق بعد سنوات بعد الوصول لعدد كافٍ من المحصنين ضد الفيروس، بحيث لا يصاب به سوى الأطفال».
ومع ذلك، فإن بعض الأشخاص الذين يعانون من حالات كامنة، سيظلون يعانون من كورونا، بنفس الطريقة التي يمكن أن تؤدي بها نزلات البرد أو الإنفلونزا إلى مرض شديد وموت لدى بعض السكان.
وأوضحت سافير أنه من المحتمل أن يصبح الاختبار جانبا طبيعيا من حياتنا، بحيث ستصبح الفحوصات المنزلية أكثر سهولة مع توفر خيارات ذات تكلفة أقل.
ومن المحتمل أن تصبح الجرعات السنوية من اللقاحات المضادة للفيروس هي قاعدة ثابتة، تماماً كما تحصل على لقاح الإنفلونزا السنوي، وإذا استمر الفيروس في التحور فستحتاج اللقاحات إلى التحديث للتعامل مع المتغيرات الجديدة.
وللوصول إلى مناعة القطيع، فإن الدول بحاجة إلى تطعيم ما لا يقل عن 55 في المئة من سكانها، بلقاحات نسبة فعاليتها لا تقل عن 90 في المئة، مع استمرار تدابير التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات.
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، ووفقاً لاستطلاع أجرته مجلة «نيتشر» العلمية بين باحثين وعلماء متخصصين في الأمراض المعدية والفيروسات، فإن جائحة كورونا «بانداميك»، ستصبح نوعا من الأمراض المعدية المتوطنة «إنداميك».
ويرى 90 في المئة من العلماء، الذين استطلعت «نيتشر» أراءهم، أن «كورونا سيصبح متوطنا، وعلى العالم تعلم التعايش معه، مقابل 6 في المئة لا يعتقدون ذلك، والبقية يشيرون إلى أنه لا يوجد أدلة علمية كافية لبناء رأيهم عليه».
والمرض المتوطّن يعني أن «وجودا مستمرا وانتشارا معتادا لمرض أو عامل معدي في مجموعة سكانية داخل منطقة جغرافية محددة»، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.
خبير في الأمراض المعدية الأميركي، الطبيب أنتوني فاوتشي، قال في وقت سابق إن العالم سيلتزم «ارتداء الأقنعة لوقت طويل واتباع إرشادات التباعد الاجتماعي حتى نهاية عام 2021 أو حتى عام 2022».
ويرى علماء أن فيروس كورونا المستجد لن يتم القضاء عليه نهائياً، وأنه سيبقى «مستوطنا» في العالم، وسيستمر في الانتشار، لكن خطورته ستقل بمرور الوقت.
من ناحية اخرى، وافقت الحكومة الفدرالية في الولايات المتحدة، على شراء 100 ألف جرعة من علاج مخصص لمن أصيبوا بالفيروس، وهو دواء تنتجه شركة «إيلي ليلي» الأميركية. وبموجب الاتفاق، ستدفع الحكومة 210 ملايين دولار وستقوم شركة «إيلي ليلي» بشحن الجرعات نهاية مارس الجاري، ولدى الحكومة خيار شراء 1.1 مليون جرعة إضافية من العلاج حتى نوفمبر المقبل، لكن عدد الجرعات التي يتم طلبها في النهاية سيعتمد جزئيًا على مسار الوباء في الولايات المتحدة.
ومع طلبية 600 مليون جرعة من «فايزر» و«موديرنا»، سيكون لدى الولايات المتحدة بحلول نهاية يوليو ما يكفي من اللقاحات لتطعيم كل السكان تقريبا. لكنّ إعطاء الضوء الأخضر للقاح «جونسون آند جونسون» من شأنه تسريع حملة التطعيم بشكل إضافي.
وتلقت جنوب إفريقيا، الدولة الأكثر تضرراً من الفيروس في القارة السمراء، شحنة ثانية من لقاح «جونسون آند جونسون»، أمس، في وقت تعمل البلاد على تسريع حملة التطعيم.
وفي الأرجنتين، تظاهر الآلاف في مدن مختلفة احتجاجا على «تطعيم كبار الشخصيات» ضد «كوفيد 19»، وهي فضيحة أدت الى استقالة وزير الصحة.
وأثيرت الفضيحة الأسبوع الماضي عندما قال صحافي في الإذاعة إنه تلقى التطعيم بفضل صداقته مع وزير الصحة غينيس غونزاليس غارسيا.