عادل نايف المزعل: مستقبل التعليم في الكويت
سلط عادل نايف المزعل الضوء على قضية التعليم وأهميتها الكبيرة في الكويت وضرورة دراسة تفاصيلها الدقيقة
وكتب في مقاله على الأنباء: (الحديث عن التعليم يعود بنا إلى التعليق على المساجد الأولى التي ظهرت بالكويت فنلاحظ أن دورها لم يقتصر على الصلاة فقط لكن شمل الوعظ والتعليم وقراءة شيء من كتب الدين، ورحلة التعليم في بدايته الأولى كانت مقترنة بجهود الرواد المخلصين من المطاوعة والمطوعات مع التقاء وتضافر جهود كل أبناء الكويت حكاما وشعبا الذين دعموا رسالة التعليم والتعلم)
وقال أيضا: (ورغم تطور الحياة واتساع رقعتها وزيادة عدد سكانها لم يظفر التعليم بما ظفرت به مجالات أخرى في البلد من الاهتمام، رغم حاجة البلاد إلى المتعلمين والمتخرجين في مدارس نظامية بما لديهم من مهارات عقلية في القراءة والكتابة والعمليات الحسابية وإتقان بعض اللغات الأجنبية، كل هذه المهارات لا يمكن أن تكتسب من خلال الكتاتيب المنتشرة في جميع أنحاء الكويت)
وكتب أيضا: (وعلى الرغم من جهود وزارة التربية في تطوير التعليم فإنه مازالت هناك معوقات أساسية تعوق مسيرة هذا التقدم بل تبدد كل إنجاز تحققه وزارة التربية وان بعض هذه المعوقات التي تؤثر تأثيرا بالغا على مسيرة التربية بالكويت العملية التربوية تقوم على ثلاثة أضلاع: المنشأة التربوية وهي المدرسة، والمعلم، ثم المنهج الدراسي، فلا تعليم إلا بهذا المثلث فتعالوا نتفحص هذه الأضلاع ولنبدأ بالمعلم ونضع أيدينا على هذا الداء فالمعلم هو أساس العملية التربوية فإن صلح صلح التعليم وإن كان جاهلا فسد التعليم ونحن الآن أسرى معلمي الضرورة الذين ألقت بهم المقادير ليعملوا في سلك التدريس وهم كارهون له فنجد بين جموع المعلمين الصالحين المجدين معلمي الضرورة الذين لا علم لهم، واسألوا عن هؤلاء وعن مستواهم العلمي لتتأكدوا بأنفسكم من أن هناك معلمين لا يصلحون ولا يؤتمنون على تدريس أبنائنا، بما هم عليه من استهتار ولهث وراء الجدول المخفض وكثرة الغياب، سواء من بعض الكويتيين أو من بعض الوافدين، والسبب وراء ذلك هو أن «من أمن العقوبة أساء الأدب»، ناهيك عن الدروس الخصوصية التي غزت أكثر البيوت، نعم صلاح النفس بالأخلاق والأخلاق مرجعها ومناطها المعلم فإن صلح المعلم صلح حال الأمة وأخرجت رجالا قادرين على تحمل المسؤولية مسلحين بالعلم والأخلاق)
وختم: (وقد أدرك الإسلام حقيقة مكانة المعلم الجيد منذ أكثر من 14 قرنا وها هو المصطفى صلوات الله وسلامه عليه يقول العلماء ورثة الأنبياء وجعل الخارج في طلب العلم خارجا في سبيل الله حتى يرجع، ولنأخذ مثالا على فرنسا عندما جلس زعماؤها يتدارسون لماذا هزمت أيام نابليون أمام الألمان فوجدوا أنها هزمت بسبب التعليم فحرصوا على التعليم وطوروه فكانت أولى خطوات التطوير إصلاح حال المعلم والسمو بمكانته وكان ولي الأمر في السابق دائما مع المعلم ولا يقف بجانب ابنه حتى ولو كان المعلم هو المخطئ، أما الآن فالمعلم للأسف الشديد لا يحظى لا برعاية ولا بتقدير المجتمع له لأنه دس بين صفوفهم من يسيء اليهم ونتذكر سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، عندما قال: «انه ليشرفني أن أكون معلما، ولا بد أن نجعل المدرسة بيئة جاذبة وهيكلا تنظيميا جديدا ومناهج مطورة ونسأل الله أن يوفق وزير التربية وأركان وزارته في أن يجعل التعليم أحسن مما كان بجهود وتضافر الجميع
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين لها من كل شر ومكروه، ونسأله سبحانه أن يزيل غمة «كورونا» وترجع الأمور أحسن مما كانت في جميع دول العالم. اللهم آمين)