( طهران ) أتمت استعدادها لزيادة التخصيب.. والرياض: لا يمكن اعتباره سلمياً
دعت المملكة العربية السعودية إيران إلى تفادي التصعيد وعدم تعريض أمن المنطقة واستقرارها للمزيد من التوتر إلى جانب الانخراط بجدية في المفاوضات الجارية حاليا في فيينا.
وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس) أمس، ان المملكة «تتابع بقلق التطورات الراهنة لبرنامج إيران النووي والتي تمثلت آخرها بالإعلان عن رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، الأمر الذي لا يمكن اعتباره برنامجا مخصصا للاستخدامات السلمية».
وأشارت إلى أن المملكة تؤكد أهمية توصل المجتمع الدولي لاتفاق بمحددات «أقوى وأطول» وبما يعزز إجراءات الرصد والمراقبة ويضمن منع إيران من الحصول على السلاح النووي أو تطوير القدرات اللازمة لذلك، ويأخذ بعين الاعتبار «قلق دول المنطقة العميق من الخطوات التصعيدية التي تتخذها إيران لزعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي ومن ضمنها برنامجها النووي».
وقال السفير رائد قرملي مدير إدارة تخطيط السياسات بوزارة الخارجية السعودية، في تصريح لـ «رويترز»، إن أي إحياء للاتفاق النووي المبرم في 2015 بين إيران والقوى العالمية يجب أن يكون نقطة انطلاق لمزيد من المناقشات التي تشارك فيها دول المنطقة بهدف توسيع بنود الاتفاق، وأكد أن أي اتفاق لا يبدد بفعالية المخاوف ذات الصلة ببرنامج إيران الصاروخي ودعمها لوكلاء إقليميين لن يكلل بالنجاح.
وأضاف: «نود التأكد على الأقل من أن أي موارد مالية يتيحها الاتفاق النووي لإيران لا تستخدم لزعزعة استقرار المنطقة».
في السياق ذاته، طالب مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدول المجتمعة في فيينا بشأن لمحاولة إحياء الاتفاق بمراعاة منابع قلق دول المنطقة.
وأكد بحسب ما نقلت وسائل الإعلام السعودية ضرورة مشاركة أعضائه في المفاوضات، والتي يجب أن تمتد إلى سلوك إيران المزعزع للاستقرار وبرنامج تسليحها، لافتا إلى أن رفع نسبة التخصيب خطر على المنطقة والعالم.
إلى ذلك، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران «أتمت تقريبا الاستعدادات» لبدء التخصيب حتى 60% في منشأة فوق الأرض في نطنز، وانها تعتزم إضافة 1024 من أجهزة الجيل الأول (آي.آر-1) تحت الأرض هناك.
وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إنها «تحققت من أن إيران أتمت تقريبا الاستعدادات لبدء إنتاج سادس فلوريد اليورانيوم المخصب إلى 60% من اليورانيوم 235 في محطة نطنز التجريبية».
من جهتها، اعتبرت الترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) التي تقود مساعي إحياء الاتفاق النووي، أن إعلان إيران يشكل «تطورا خطيرا» وحذرت من أي تصعيد «من جانب أي طرف كان» بعد الحادث في الموقع النووي الإيراني.
وقال الناطقون باسم وزارات خارجية الدول الثلاث الموقعة على الاتفاق، في بيان مشترك، إن باريس وبرلين ولندن «أخذت علما بقلق بالغ بإعلان إيران»، وأضاف البيان «هذا يشكل تطورا خطيرا لأن إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب يشكل خطوة مهمة لصنع سلاح نووي».
واعتبر البيان انه «ليس لدى إيران أي حاجة مدنية تبرر مثل هذه النسبة من التخصيب»، مشيرا بشكل خاص إلى مشروع نصب ألف جهاز طرد مركزي في موقع نطنز للتخصيب.
ورغم هذا التصعيد، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، أن الولايات المتحدة وإيران ستستأنفان المحادثات غير المباشرة في فيينا اليوم.
في المقابل، أعلنت إيران أن قرارها برفع التخصيب هو «رد على الإرهاب النووي» الإسرائيلي بعد انفجار نطنز.
وفي تصريحات أشبه بزيادة الضغوط، حذر المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي أمس من أن «تطول» المفاوضات، فتصبح «مضرة» لإيران، وقال «علينا التنبه إلى عدم تآكل المفاوضات. يجب ألا تتحول إلى وسيلة لبعض الأطراف لتجعلها تطول، الأمر الذي سيكون مضرا للبلاد».
وأعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن السبيل الوحيد للخروج من «الدوامة الخطيرة» هو الرضوخ لمطالب إيران ورفع كل العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة منذ أن انسحبت من الاتفاق.