طفرات ( تتجنب الاستجابة المناعية ) في الهند.. والحكومة تجاهلت التحذيرات
أتم أكثر من 100 مليون أميركي التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد، في وقت تواصل الهند تسجيل عدد قياسي يومي من الإصابات وسط مخاوف من طفرات جديدة في النسخة المتحورة التي تجتاحها.
ولليوم الثاني على التوالي سجلت الهند نحو 402 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد خلال 24 ساعة، في سابقة عالمية، وقد دفعها ذلك لفتح حملة التطعيم أمام مجمل البالغين على أراضيها وعددهم حوالي 600 مليون شخص رغم النقص في مخزون الجرعات وفي خضم الطفرة الوبائية. وارتفعت حصيلة الوفيات الإجمالية إلى أكثر من 211 ألفا. إلا أن عددا من الخبراء يرى أن العدد الفعلي أكبر بكثير، إذ إن عدد الفحوص ليس كافيا وأسباب الوفاة لا تسجل بدقة.
وحذرت ولايات عدة من بينها ماهاراشترا ونيودلهي وهما من بين الأكثر تضررا، من أنها لا تملك مخزونات كافية من اللقاحات وأن النشر الموسع للقاحات مهدد بخلافات إدارية وارتباك حول الأسعار ومشاكل تقنية في منصة اللقاحات الإلكترونية التابعة للحكومة. وقال جايانتي فازانت في مركز للتلقيح مكتظ في بومباي، إن «طوابير الانتظار هنا هائلة للغاية»، مضيفا ان «الناس لا يكفون عن التقاتل».
وفي دلهي كان مئات الأشخاص يتدافعون أمام أحد المستشفيات النادرة التي تعطي اللقاحات للأشخاص دون الـ 45 عاما. وقالت عاديا ميهتا البالغة 25 عاما «يصاب عدد كبير من الأشخاص (…) نريد فقط أن نكون هنا في أقرب وقت ممكن».
وفي السياق نفسه، كشف مسؤول في لجنة مستشارين علميين شكلتها الحكومة الهندية في تصريحات لرويترز، أن اللجنة أبلغت السلطات باكتشاف طفرات طفيفة في بعض عينات فيروس كورونا «يمكنها أن تتجنب الاستجابة المناعية» وتتطلب مزيدا من الدراسة.
وأضاف المستشارون أنهم يعملون على تحديد هذه الطفرات ولا يوجد سبب حاليا للاعتقاد بأنها تنتشر أو تمثل خطورة كبيرة.
ويدرس العلماء السبب وراء الارتفاع الحالي في عدد الإصابات بالهند، وما إذا كانت وراءه سلالة متحورة يطلق عليها (بي.1. 617) تم رصدها أول مرة في البلاد.
واكتشفت لجنة المستشارين المزيد من الطفرات لفيروس كورونا، وتعتقد أن الأمر يتطلب تتبعا عن كثب.
وقال شاهد جميل رئيس اللجنة وعالم الفيروسات الهندي البارز: «نرى طفرات في بعض العينات يمكنها أن تتجنب الاستجابات المناعية». ولم يذكر ما إذا كانت تلك الطفرات حدثت في السلالة الهندية أم في غيرها.
وقد مددت العاصمة الهندية الإغلاق الذي تفرضه لاحتواء كوفيد لمدة أسبوع، وفق ما أعلن رئيس وزراء المدينة.
كما كشف 5 علماء أعضاء في منتدى مستشارين علميين شكلته الحكومة الهندية لـ «رويترز»، أن المنتدى حذر المسؤولين أوائل مارس من ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا أكثر عدوى في البلاد.
وعلى الرغم من التحذير قال 4 من العلماء إن الحكومة الاتحادية لم تسع الى فرض قيود كبيرة لوقف تفشي الفيروس.
من جهة أخرى، سجلت البرازيل، حيث لم تبدأ بعد حملة التطعيم، 2595 وفاة جديدة أمس الأول، ما يرفع حصيلة الوفيات لشهر أبريل إلى 82266، في حصيلة شهرية قياسية تسجلها للشهر الثاني على التوالي منذ بدء تفشي الوباء، بحسب أعداد وزارة الصحة.
وفي الولايات المتحدة، تم تطعيم نحو 101 مليون شخص كما أعلنت السلطات الصحية، مشيدة بتخطي «مرحلة مهمة». وهذا الرقم يمثل 31% من الأميركيين ونحو 40% من البالغين.
وبشكل إجمالي تم إعطاء 240 مليون جرعة لقاح في الولايات المتحدة، أي أكثر من خمس الجرعات الـ 1.134 مليارا المستخدمة في العالم، وفقا لتعداد فرانس برس، استنادا إلى مصادر رسمية أمس.
وفي هذه الأثناء بدأت دول أوروبية عدة تخفيف قيودها أملا في إنعاش اقتصاداتها التي تضررت بشدة. ففتحت البرتغال حدودها مع إسبانيا أمس وتدخل في المرحلة الرابعة والأخيرة من تخفيف التدابير الصحية الذي بدأ منتصف مارس.
كذلك بدأت پولندا بالسماح بالقيام ببعض الأنشطة الرياضية وبرفع تدريجي للقيود بحلول نهاية مايو. ويحصل الأمر نفسه في أوكرانيا، حيث تعيد المراكز التجارية والمطاعم وقاعات الرياضة فتح أبوابها قبل إعادة فتح المدارس الأربعاء.