صور الأقمار الاصطناعية تكشف إنشاءات جديدة في مفاعل ( ديمونا ) الإسرائيلي
رصدت وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية منشأة نووية سرية في إسرائيل، وصفتها بأنها الأكبر منذ عقود، بحسب صور الأقمار الصناعية التابعة لشركة Planet Labs Inc التي حللتها الوكالة.
وقالت الوكالة أمس ان حجم المنشأة يعادل ملعب كرة قدم، وبعمق يقارب عدة طوابق تحت الأرض، وتقع على بعد أمتار من المفاعل القديم في مركز «شمعون بيريز» للأبحاث النووية بالقرب من مدينة ديمونة.
والمنشأة هي موطن لمختبرات قديمة تحت الأرض، تعيد معالجة قضبان المفاعل المستهلكة للحصول على البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة لـ «برنامج القنبلة النووية الإسرائيلي».
المدير التنفيذي لجمعية «الحد من التسلح»، ومقرها واشنطن، داريل جي كيمبال، قال للوكالة، إن «ما تفعله الحكومة الإسرائيلية في هذا المعمل السري للأسلحة النووية هو أمر يجب على الحكومة الإسرائيلية الكشف عنه».
وأوضح تقرير «أسوشيتد برس» أن تصميم منشأة ديمونا ظل لعقود من الزمان كما هو، إلا أنه في الأسبوع الماضي، أشار الفريق الدولي المعني بالمواد الانشطارية في جامعة «برينستون» إلى أنه شهد «إنشاءات جديدة مهمة».
وأظهرت صور الأقمار الصناعية، أنه على بعد كيلومترين غربي المفاعل، هناك صندوقان مكدسان مفتوحان، يبدو أنهما يمتلكان قواعد خرسانية، غالبا ما تستخدم كمنصات خرسانية لدفن النفايات النووية.
من جانبه، علق أستاذ دراسات منع انتشار الأسلحة النووية، في معهد ميدلبري للدراسات الدولية، أفنير كوهين، بالقول «اعتقد أن الحكومة الإسرائيلية مهتمة بالحفاظ على القدرات النووية الحالية للدولة والحفاظ عليها».
وأضاف كوهين، الذي بحث في ملف ديمونا طويلا، «إذا كان مفاعل ديمونا يقترب بالفعل من التوقف عن العمل، كما أعتقد، فيتوقع أن تتأكد إسرائيل من استبدال وظائف معينة للمفاعل بالكامل والتي لا غنى عنها».
أما كيمبال، فيرى أن إسرائيل ربما تود إنتاج المزيد من التريتيوم، وهو منتج ثانوي مشع سريع التحلل نسبيا، يستخدم لتعزيز القدرة التفجيرية لبعض الرؤوس النووية.
وكانت إسرائيل بدأت ببناء الموقع النووي سرا في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، في صحراء بالقرب من ديمونة، وهي مدينة تبعد 90 كيلومترا جنوب القدس.
ويعتقد أن إسرائيل أصبحت واحدة من تسع دول مسلحة نوويا في العالم، بالنظر إلى السرية التي تحيط ببرنامجها.
ولايزال من غير الواضح عدد الأسلحة التي تمتلكها، ويقدر محللون أن لدى إسرائيل ما لا يقل عن 80 قنبلة.
وأشار الفريق الدولي المعني بالمواد الانشطارية في جامعة «برينستون» إلى أنه شهد «إنشاءات جديدة مهمة» في الموقع عبر صور الأقمار الاصطناعية المتاحة تجاريا، على الرغم من أنه يمكن تقديم القليل من التفاصيل.
ويأتي البناء في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل انتقاداتها اللاذعة لبرنامج إيران النووي، الذي لايزال تحت مراقبة مفتشي الأمم المتحدة على عكس برنامجها.
كما أشارت صور أخرى من Planet Labs إلى أن الحفر بالقرب من المفاعل بدأ في أوائل عام 2019، وتقدم ببطء منذ ذلك الحين، وقدم المحللون الذين تحدثوا إلى وكالة «أسوشييتد برس» عدة اقتراحات حول ما يمكن أن يحدث هناك.
وبدأ الجنود الإسرائيليون في توزيع حبوب اليود في ديمونة في حالة حدوث تسرب إشعاعي من المنشأة (يساعد اليود على منع الجسم من امتصاص الإشعاع).
وقال محللون للوكالة إن «هذه المخاوف المتعلقة بالسلامة قد تؤدي إلى توقف السلطات عن العمل أو تعديل المفاعل بطريقة أخرى».
وقال أستاذ دراسات منع الانتشار في معهد «ميدلبري للدراسات الدولية» في مونتيري، أفنير كوهين، إن «إسرائيل قد ترغب في إنتاج المزيد من التريتيوم، وهو منتج ثانوي مشع سريع التحلل نسبيا يستخدم لتعزيز القدرة التفجيرية لبعض الرؤوس الحربية النووية».