قالت نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني شيخة البحر إن بنك الكويت الوطني نجح في مواصلة تسجيل أداء جيد خلال الربع الأول من 2021 وتعزيز الاتجاهات التي شهدناها خلال الربع الرابع من العام الماضي في ظل اتجاه السوق نحو الاستقرار وظهور بعض بوادر التعافي في العديد من الأنشطة الاقتصادية ما ساهم في تعزيز الإيرادات.
وأضافت البحر في مقابلة مع قناة بلومبيرغ الإخبارية: «نجحنا في تحقيق نمو بأرباحنا خلال الربع الأول بنسبة 8.5% على أساس سنوي وبنسبة 8.6% مقارنة بالربع الماضي بدعم من الأداء الجيد على صعيد الأنشطة المصرفية الرئيسية، والتحسن التدريجي في الهوامش مقارنة بالأرباع السابقة بالإضافة إلى الانتعاش القوي في الدخل من الرسوم».
وأشارت البحر إلى تزامن الأداء الجيد خلال الربع الأول مع تسجيل بعض التحسن في اتجاهات المخصصات نتيجة اتباع البنك لنهج متحفظ بشدة تجاه التوقعات المستقبلية خلال العام 2020.
تفاؤل حذر
أبدت البحر تفاؤلا حذرا بشأن تحسن البيئة التشغيلية خلال الفترة المقبلة على إثر تسارع وتيرة التطعيم التي وصلت إلى 20 ألف لقاح يوميا وإتمام تطعيم نحو 20% من السكان ما قد يترتب عليه تخفيف القيود على الكثير من أنشطة الأعمال بحلول الصيف المقبل.
وتوقعت البحر أن ينمو الناتج المحلي غير النفطي 2.5% خلال الفترة 2022 – 2023، كما توقعت أن تشهد وتيرة ترسية المشاريع تسارعا نتيجة محاولة إنهاء الأعمال التي تراكمت بسبب توقف تنفيذ المشروعات خلال العام الماضي.
وأشارت البحر إلى ضرورة عمل الحكومة على زيادة الإيرادات غير النفطية في الأجل القصير على أن يتزامن ذلك مع تطبيق إصلاحات هيكلية شاملة تشمل جانب النفقات أيضا في المدى الطويل.
أولوياتنا ثابتة
وقالت البحر: «نفخر بما يتمتع به نموذج أعمالنا من مرونة مكنتنا من تجاوز تداعيات الجائحة والحفاظ على المسار الصحيح نحو تحقيق أهدافنا الاستراتيجية».
وأضافت: «أولوياتنا للعام 2021 ثابتة وسنواصل العمل من أجل تنمية أعمالنا في أسواقنا الرئيسية بدول مجلس التعاون الخليجي ومصر، مع التركيز على تنمية أنشطتنا في مجال إدارة الثروات في السعودية ونمو قطاع التجزئة في مصر». وأكدت البحر نجاح استراتيجية البنك لتنويع أعماله ليس فقط على صعيد الانتشار الجغرافي، حيث تقدم المجموعة الخدمات المصرفية الإسلامية من خلال بنك بوبيان الذراع الإسلامية للمجموعة وكذلك الخدمات الاستثمارية وإدارة الثروات عن طريق الوطني الاستثمار التابعة للبنك.
التحول الرقمي
وأشارت البحر إلى استمرار البنك في تنفيذ استراتيجية التحول الرقمي، والتي أتت ثمارها بشكل كبير في التصدي للجائحة كما أثبتت مضي البنك في المسار الصحيح لترسيخ تفوقه على كل المنافسين.
وأوضحت أن الأزمة قد أبرزت أهمية الخدمات المصرفية الرقمية ووسائل الدفع الإلكترونية لمستقبل القطاع المصرفي. وهو ما يثبت نجاح رؤية الوطني الثاقبة والاستباقية في تطبيقه لاستراتيجية التحول الرقمي وتطوير خدماته المصرفية الرقمية في السنوات الأخيرة ما أضاف لنهج البنك مرونة أكبر ساهمت في إثراء التجربة المصرفية للعملاء وتلبية احتياجاتهم المصرفية المتنوعة.
تنوع إستراتيجي
وحول رؤية البنك لبعض الفرص الاستثمارية التي قد تتيحها الأزمة والاتجاه لإتمام استحواذات في المستقبل، أشارت البحر إلى استهداف المجموعة التوسع في الأسواق الرئيسية التي تعمل بها وتعزيز الحصة السوقية من أجل تحقيق مزيد من النمو والتكامل بين العمليات الدولية في إطار استراتيجية تنويع مصادر الدخل والاستفادة من ريادته في تقديم الخدمات المصرفية الرقمية. وأوضحت البحر أن تنوع مصادر الدخل جغرافيا وقطاعيا يمثل ركيزة أساسية في استراتيجية «الوطني» لتحقيق نمو مستدام، حيث ساهمت العمليات الدولية في زيادة حجم أعمال المجموعة، في الوقت الذي يتم فيه التركيز على النمو بالأسواق الرئيسية في السعودية ومصر، بالإضافة إلى مواصلة النمو في السوق الكويتية.
فعلى صعيد السوق السعودي قمنا بدعم أنشطة شركة إدارة الثروات بالمملكة وربطها بمنصة البنك العالمية لإدارة الثروات تزامنا مع السعي لزيادة المنتجات والخدمات المصرفية التجارية لبيع منتجات وخدمات المجموعة لعملاء البنك في المملكة. فيما يهدف البنك في مصر إلى التوسع بسوق التجزئة، عن طريق التركيز على تعزيز اكتساب العملاء وتسهيل إتمام معاملاتهم والاستثمار في الخدمات المصرفية الرقمية.
وأشارت إلى أن نهج «الوطني» الرائد بشأن التوسع الجغرافي قد أثبت نجاحه على مدار سنوات طويلة، حيث يعتمد على تقييم السوق والكيان المستهدف وفقا للقيمة المضافة التي سيحققها الاستحواذ لمساهمي البنك ومدى مساهمته في إثراء التكامل بين عمليات المجموعة وهو النهج الذي سوف يستخدمه في حالة ظهور أي فرص استثمارية في المستقبل.
بناء مخصصات احترازية كبيرة
أكدت شيخة البحر اتباع إدارة بنك الكويت الوطني نهجا متحفظا للغاية خلال 2020 ما أدى إلى بناء مخصصات احترازية كبيرة تحسبا لحالة عدم اليقين وفقا لسيناريوهات التعافي التي وضعناها على مدار العام والتي كانت أكثر تحفظا لتخفيف المخاطر المرتبطة بذلك الشأن.
وقالت البحر: ظهرت حصافة إدارتنا وسيناريوهاتنا المتحفظة للمخاطر مع الانتقال إلى مراحل متطورة من إعادة فتح الأنشطة الاقتصادية العام الماضي، حيث بلغت القروض المتعثرة 1.72% من إجمالي محفظة القروض بنهاية العام والتي تعد مستويات مريحة تحسنت في الربع الأول لتصل إلى 1.68% ما دعم الاحتفاظ بمعدلات تغطية مريحة للغاية.
التوسع في الأسواق الرئيسية
قالت شيخة البحر إننا نتوسع في أعمالنا داخل الأسواق الرئيسية التي نعمل بها بما يحقق التكامل بين ما نقدمه من خدمات ونركز في الوقت الحالي على التوسع في خدمات إدارة الثروات والتي نحرز فيها تقدما ملحوظا، وكذلك التوسع في تقديم خدمات التجزئة في مصر.
فيما أكدت البحر استجابة البنك بشكل جيد لتداعيات جائحة كورونا في السوقين الرئيسيين للمجموعة في السعودية ومصر.
وعلى صعيد السوق السعودي، ذكرت أن «الحكومة نجحت في الاستجابة بسرعة للحد من تأثير تداعيات الجائحة بالتزامن مع عملها على تنفيذ أجندة الإصلاح الاقتصادي والتي تخلق العديد من فرص النمو القوية في السوق».
وفيما يخص السوق المصري، أشارت البحر إلى أن «الإجراءات الحكومية من الإغلاق المبكر وتطبيق تدابير مالية ونقدية ساهمت في الحد من تداعيات الأزمة، ما دفع التعافي الاقتصادي نحو المسار الصحيح وسط تسجيل تحسن ملحوظ في مؤشرات المالية العامة».