أخبارفنون

سعاد عبدالله… لا يملأ مكانها أحد

عندما يغيب القمر يختفي النور الذي يضيء عتمة الليل.

وهذا ما حدث في غياب سندريلا الشاشة الخليجية الفنانة سعاد عبدالله عن الموسم الدرامي الرمضاني الحالي، إذ إن عدم وجود مسلسل درامي لها بين كمّ الأعمال المتواجدة حالياً ترك فراغاً كبيراً لا يمكن أن يسدّه أحد، وهي التي أصبحت جزءاً من طقوس وأجواء رمضان، ولم تُعوّد جمهورها ومحبيها على هذا الغياب.

مازلنا حتى اليوم نذكر آخر إطلالة لها، والتي كانت في الموسم الرمضاني الماضي في العام 2020 من خلال مسلسل «جنة هلي»، من تأليف نوف المضف وإخراج منير الزعبي، الذي دارت أحداثه وفق سياق اجتماعي من خلال قصة اجتماعية بطلته المربية الفاضلة أديبة والذي جسّدته أم طلال، حيث كانت محبة لعملها ومتفانية فيه، ومن ناحية أخرى تمتلك أسرة جميلة تتكوّن من الأولاد والأحـــفاد الذين تخـــاف عليهم.

أم طلال المتجددة والمتلوّنة غابت احتراماً لتاريخها الفني الذي يشهد له الجميع، حيث إن ظروف جائحة فيروس كورونا أفضت إلى اتخاذ هذا القرار لحين وضوح الرؤية وعودة الحياة إلى طبيعتها، فكانت مثالاً للفنانة الحريصة على سلامة وصحة كل العاملين معها، خاصة أننا نعلم أن اتخاذ مثل هذا القرار لفنانة بمثل قامتها ليس بالسهل أبداً، لكن وضعت المصلحة العامة فوق كل اعتبار.

مكانها في رمضان.. محد يسده

الدكتور الكاتب حمد الشملان الرومي، قال: «لقد كنت محظوظاً كوني اجتمعت مع أم طلال من خلال نصين دراميين هما (عبرة شارع) و(أنا عندي نص) حيث كان التعاون معها ممتعاً لأبعد الحدود، وفيه كمّ من الاحترام والتقدير المتبادل، والتزام كبير من ناحيتها تجاه النص، هي متجددة دائماً مواكبة للتطور الدرامي ومتطلعة على ما يُقدّم عربياً وعالمياً، ولن أطيل في كلامي، وجلّ ما يمكنني أن أقوله في حقها (وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر… مكانها في رمضان محد يسدّه)».

الشامخة التي حفرت اسمها على جبين الدراما الخليجية

أما المخرج البحريني محمد القفاص الذي تعاون معها خلال العشر سنوات الماضية بأربعة أعمال، وتحدث عن بقية أعمالها قائلاً: «(درس خصوصي) بشخصية سعاد، (خرج ولم يعد) بشخصية دلال، (خالتي قماشة) بشخصية محبوبة، (رقية وسبيجة) بشخصية مبروكة، (على الدنيا السلام) بشخصية مبروكة، (سليمان الطيب) بشخصية طيبة، (زمن الاسكافي) بشخصية دليلة، (القدر المحتوم) بشخصية بدرية، (حكم البشر) بشخصية عواطف، (بعد الشتات) بشخصية هند، (فضة قلبها أبيض) بشخصية فضة، (أم البنات) بشخصية شريفة، (زوارة خميس) بشخصية موزة، (نوايا) بشخصية شيخة، (ثريا) بشخصيتي ثريا وموضي، (أمنا رويحة الجنة) بشخصية فاطمة، (ساق البامبو) بشخصية غنيمة، (عبرة شارع) بشخصية انتصار، و (جنة هلي) بشخصية أديبة، كل هذا وأكثر… كل هذه الشخصيات المحفورة في ذاكرة الدراما الخليجية تناقلتها الأجيال وعاشت معها بكل تفاصيلها المفرحة والمحزنة، أبكتنا وأسعدتنا بكاءً يغسل ما في ذواتنا من ألم وكأنه مؤاساة سعادة مثل سعادة الأطفال وهم يتلقون هدايا أعيادهم المختلفة، هي الشامخة سعاد عبدالله التي حفرت اسمها على جبين الدراما الخليجية، وعندما نقول افتقدناها، عسى أن يكون هذا الفقد موقتاً، وكلي يقين بأن يكون استعداداً وهدنة ووقفة لقادم أجمل. هي المعرفة التي لا تحتاج إلى التعريف بها».

وأردف: «كلنا شوق للجديد القادم، وأتمنى مخلصاً أن يمنحنا الله تعاوناً فنياً جديداً في القادم من الزمن، وأن يمنّ الله عليها بدوام الصحة وطول العمر، شكراً لها لكل ما أعطته من فن أصيل عاش ومازال في وجدان جمهورها الذي يبادلها وتبادله حباً وعشقاً».

قامة فنية شامخة أمتعتنا

بدورها كان للكاتبة القطرية وداد الكواري نصيب في الحديث، فقالت: «سعاد عبدالله – الله يطول بعمرها – قامة فنية شامخة أمتعتنا خلال سنين طوال بعطائها الفني الذي لا ينضب، سعاد الحريصة دائماً على ما تُقدم، كما عهدتها تقرأ النص بكل تفاصيله وتضيف عليه من خبرتها وعطائها، وهي عادة ما تُسخّر كل خبرتها لكل مَنْ يعمل معها. هذه السنة افتقدنا وجودها الفني على الشاشة الفضية، وعندما عدت من القاهرة سألت عنها وعرفت أنها لن تقدّم شيئاً لهذا الموسم الرمضاني، والحقيقة انزعجت جداً من الخبر، فاتصلت بها لأطمئن عليها، فكانت رقيقة ومحبة كعادتها، سألتها عن سبب غيابها هذا الموسم، فأجابت أنها استراحة المحارب والصحة أهم ما يملك الإنسان وعليه أن يحافظ عليها، فقلت لها (المهم إنك بخير)، وكان ردها: (الحمد لله أنا بخير)، فقلت لها: (المهم الصحة ياغالية، الله يتمم عليج دوم بالصحة والعافية وراحة البال)».

وأكملت الكواري: «الصراحة افتقدنا وجودك يا أم طلال على الشاشة بهذا الموسم الرمضاني، وأتمنى لك الصحة والسعادة، وإن شاء الله تعودي لنا متألقة مبدعة كعادتك، (أم طلال الله لا يحرمنا من طلتج علينا ياغالية، وكل رمضان وأنت بألف خير)».

هرم من أهرام الفن العربي

أما المخرج منير الزعبي، فعلّق عن غيابها قائلاً: «طبعاً غياب السندريلا سعاد عبدالله محسوس وملموس خلال الموسم الدرامي الرمضاني الحالي (الناس فاقدينها حيل)، وأنا بحكم أنني تشرّفت بإخراج ثلاثة مسلسلات متتالية لها – جميعها لاقت النجاح بحمد الله – في آخر ثلاثة مواسم ماضية وهي (عبرة شارع) و(أنا عندي نص) و(جنة هلي)، وصلني كمّ كبير من الرسائل من مختلف الدول العربية والخليجية عبر وسائل التواصل الاجتماعي يسألون عن مسلسل أم طلال الجديد ومكان عرضه، لكنني أخبرتهم أن الموسم الحالي بالنسبة لها (استراحة محارب)، وبإذن الله ستعود بقوة – والعود أحمد – في الموسم الدرامي الرمضاني المقبل من العام 2022 بعمل يليق بمكانتها وفنها ونجوميتها، وسواء كنت أنا مخرج هذا العمل أو زميل آخر فأدعو الله أن يوفقها وتسطع كالقمر كما عهدناها، فعلاً أم طلال هرم من أهرام الفن العربي وليس الخليجي فحسب، وغيابها جداً واضح».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى