أكد رئيس مجلس إدارة شركة الكويت والشرق الأوسط «كميفك» حمد صالح الذكير، نجاح الشركة في تطوير كل أعمالها والمحافظة على استمرارية جميع خدماتها دون انقطاع باستراتيجية تساعد في تحقيق الاستدامة لجهة النمو ماليا وتشغيليا، وذلك على الرغم من التعقيدات التي فرضتها تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) خلال عام 2020.
وأضاف الذكير في كلمته خلال الجمعية العمومية للشركة التي عقدت صباح أمس بنسبة حضور 82.59%، أن «كميفك» دخلت أزمة جائحة فيروس «كورونا» من موقع قوة مدعومة بتنوع منتجاتها والتأثير الإيجابي لإستراتيجيتها الرقمية، ومركزها المالي القوي وخبرتها الاستثمارية الواسعة.
ولفت إلى أن إستراتيجية «كميفك» دعمت الشركة في القفز بنجاح على التحديات الاقتصادية الصعبة التي مر بها العالم بسبب الأزمة، وعززت من قدراتها على مواجهة هذه التحديات بأرضية صلبة وإمكانات متطورة، مبينا أن استعداداتها المسبقة حفزتها للمواجهة بقدرة مالية وتشغيلية أكبر.
صانع السوق
وكشف الذكير أن «كميفك» تمكنت من تطوير خدمة صانع السوق، وأنها كرست جهودها لضمان نمو واستقرار بورصة الكويت، موضحا أنه باعتبار الشركة صانع السوق الأول في الكويت، فقد نجحت «كميفك» في تعزيز السيولة واستقرار أسهم عملائها، مؤكدا في الوقت ذاته أن «كميفك» ستستمر في القيام بتطوير وابتكار منتجات متقدمة لعملائها، مبينا أنها قامت أيضا بتطوير خدمات وأدوات استثمارية عدة، وتطوير منصتها للتداول الالكتروني.
وأكد أن إدارة الشركة لاتزال تركز على مستهدفات إستراتيجيتها في طرح منتجات استثمارية جديدة، بالعمل على ضم نخبة من العملاء، وعلى تنويع أنشطة المحافظ الاستثمارية، والصناديق والأفراد.
وأضاف أن «كميفك» تواصل العمل بنشاط من أجل إطلاق منتجات وإستراتيجيات مبتكرة للعملاء المحليين والإقليميين وكذلك العملاء المستقبليون، وفي الوقت نفسها تكرس جهودها في الحفاظ على إدارة مستقرة للأصول مقابل التقلبات المرئية وغير المرئية التي تمر على الأسواق.
البيانات المالية
وفيما يتعلق بالبيانات المالية عن العام 2020، لفت الذكير إلى أن «كميفك» حققت صافي ربح عائدا لمساهميها وقدره 7.9 ملايين دينار مقارنة بصافي ربح قدره 655 ألف دينار في العام السابق له، مؤكدا أنه تمت ترجمة هذا الربح إلى ربح أساسي ومخفف للسهم قدره 30 فلسا في العام الحالي، مقارنة بأرباح أساسية ومخففة قدرها 2.5 فلس في 2019، فيما ارتفع إجمالي الإيرادات 192% مقارنة بـ 2019، ويرجع ذلك أساسا، إضافة الى الدخل العادى إلى بيع أصل 9 ملايين دينار في 2020. ومضى الذكير بالقول بأنه من الناحية التشغيلية، ارتفع دخل العمولات 49.5% مقارنة بـ 2019، حيث بلغت العمولات من خدمات التداول عبر الإنترنت خلال العام 2020 نحو مليون دينار (بزيادة قدرها 86.2%)، مقارنة بـ 545 ألفا في 2019.
ولفت إلى أن ذلك يرجع أساسا إلى زيادة التداول في سوق الولايات المتحدة الأميركية، موضحا أن الدخل من عمولة السمسرة بعد زيادة النشاط في بورصة الكويت ارتفع ليبلغ إجمالي القيمة المتداولة في بورصة الكويت 21.50 مليار دينار بزيادة قدرها 35.4% عن 2019 عندما بلغت القيمة المتداولة نحو 15.88 مليارا.
وبين الذكير أن رسوم الإدارة للأصول المدارة بلغت 1.4 مليون دينار، وهي أقل من 2019 البالغة 1.5 مليون، مشيرا إلى أن إجمالي الأصول الائتمانية التي تديرها الشركة بلغ 340 مليون دينار في 2020 مقارنة
بـ 366 مليون دينار في 2019. وقال إن إجمالي إيرادات تقييم الاستثمارات التي تضررت انخفض بسبب (كوفيد- 19)، مفيدا بأن الشركة تكبدت خسائر بـ 1.5 مليون دينار على الاستثمارات خلال 2020 مقارنة بأرباح قدرها 784 ألف دينار في 2019، فيما انخفض إجمالي المصاريف التشغيلية بنسبة 2.9%، من 2.9 مليون دينار العام الماضي إلى 2.8 مليون دينار هذا العام، كما انخفضت النفقات بشكل رئيسي بسبب انخفاض تكلفة الموظفين نتيجة ارتفاع معدل دوران الموارد البشرية في 2020. وبين الذكير ان «كميفك» تؤمن بالنمو المتوازن والذي يحقق معدلات معتدلة، مشيرا إلى تبنيها وسائل استثمارية فريدة لاستهداف الأصول ذات المخاطر المقبولة والأرباح المناسبة، لتستمر في جهودها لإيجاد فرص قيمة تحقق أهداف عملائها.
وكانت عمومية شركة «كميفك» قد وافقت على جميع بنود جدول الاعمال، بما فيها تقرير مجلس الادارة والتقريران المالي والإداري، فيما وافقت على عدم توزيع أرباح على المساهمين عن 2020.
الاقتصاد العالمي
وعلى صعيد الأداء الاقتصادي العالمي خلال جائحة كورونا، أكد الذكير أن الاقتصاد العالمي شهد مطلع عام 2020 تحديات قاسية، انعكست سلبا على مؤشرات الأسواق الإقليمية والعالمية، حيث اعتبر معظم المحللين أن 2020 قد تكون الأسوأ في تاريخ الاقتصاد العالمي منذ الحرب العالمية الثانية.
وبين أنه ورغم التحذيرات التي أطلقتها معظم المؤسسات الاقتصادية العالمية من الآثار السلبية المحتملة لهذا الركود الاقتصادي العصيب بسبب كورونا، إلا أن الناتج المحلي لمعظم الاقتصاديات المتقدمة والنامية في الربع الثاني من 2020 لم تكن سلبية بالدرجة الكبيرة، بل تغيرت نبرة المحللين واتفق معظمهم على أن هذا الركود أقل حدة مما تم تداوله مسبقا.
ومع نهاية 2020 حافظت معظم مؤشرات أسواق المال الإقليمية والعالمية على أدائها الإيجابي، حيث أغلق مؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشونال العالمي (MSCI WORLD INDEX) الخاص بالدول المتقدمة على ارتفاع مقداره 15.90% مقارنة مع نفس الفترة من 2019 التي حققت 27.67%، حيث كانت تعتبر سنة استثنائية لمعظم المؤشرات منذ 2014، بينما شهد مؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشونال للدول النامية (MSCI Emerging Markets) أداء مماثلا للعام السابق، حيث ارتفع المؤشر 18.31% مع نهاية 2020 مقارنة بارتفاع 18.42% لنفس الفترة من 2019 لينعكس بالإجمالي على المؤشر الخاص بمورجان ستانلي كابيتال إنترناشونال العالمي (MSCI ACWI) الذي يجمع بين الأسواق المتقدمة والنامية معا ليغلق على ارتفاع مقداره 16.25% مقارنة مع نفس الفترة من 2019 والتي حققت ارتفاعا بـ 26.6%. وتشير البيانات الاقتصادية العالمية والإقليمية إلى اختلافات جوهرية بالمقارنة مع أرقام 2019، فبينما كانت سنة 2020 شديدة التقلب مقارنة بـ 2019، فيما تم تسجيل انتعاشا سريعا في أسواق الأسهم العالمية في نهاية السنة، حيث أغلق مؤشر شركة MSCI العالمي عند 14.1% في 2020 مقابل زيادة قدرها 25.2% في 2019. وقد جاءت نتائج 2020 إيجابية على خلاف المتوقع كاملا في ظل فرض الإغلاق والحظر من قبل الحكومات.
الإستراتيجية المستقبلية
فيما يتعلق بإستراتيجية «كميفك» المستقبلية، أكد الذكير أن الشركة ستحافظ خلال الفترة المقبلة على إستراتيجيتها في التخلص من الأصول طويلة الأجل غير المدرة، وتحسين أداء شركاتها التابعة، والتركيز على التوسع في جودة خدمات العملاء، وتحقيق النمو في أرباحها، مشيرا الى أن «كميفك» ستستمر في تركيزها على تقديم منتجات وخدمات جديدة والمحافظة على وضعها الريادي في تطوير المنتجات والخدمات.
شكر وتقدير
تقدم الذكير بشكره وامتنانه لإدارة «كميفك» وموظفيها للمساعدات والمجهودات القيمة التي قدموها للشركة، والتي قادت لتحقيق أهداف إدارة «كميفك» ومبادراتها الاستراتيجية، والمحافظة على مركزها كشركة رائدة في قطاع الاستثمار وإدارة الأصول في الكويت والمنطقة. كما أعرب عن خالص تقديره وتمنياته الطيبة نيابة عن الشركة لمستثمريها وعملائها للثقة التي أودعوها في «كميفك» ورؤية مجلس إدارتها وجهازها التنفيذي.
أداء أسواق الأسهم الخليجية
قال الذكير إن أداء الأسهم الخليجية لم يتبع مسار الأسواق العالمية نفسه، حيث سجلت معظم دول الخليج عوائد سلبية باستثناء السعودية وقطر اللتين سجلتا أداء إيجابيا في 2020.
وسارعت أسواق الأسهم الخليجية للتعافي من التراجع الأكبر لها الناجم عن «كوفيد-19» بتأثير ترقية مؤشر شركة MSCI للأسواق الناشئة لسوقي الكويت والسعودية، من حالة السوق الأولية إلى السوق الناشئة.
وأغلق مؤشر (MSCI-GCC) على انخفاض 3.7-% في 2020، ما يمثل كسرا لسلسلة من 4 سنوات متتالية من النمو في المنطقة، حيث سجل السوق الكويتي عوائد سلبية بلغت) 11.7-%)، ودبي
(- 9.9%) وأبوظبي (-0.6%) والبحرين (-7.5%) وسلطنة عمان (-8.1%) فيما سجلت السعودية وقطر مكاسب بلغت 3.6% و0.1%، على التوالي. ويتوقع أن يأتي الأداء الإيجابي لعام 2021 مدعوما بالتعافي الكبير في أسعار النفط وتوقعات النمو في إجمالي الطلب على النفط خلال 2021، والتي انخفضت إلى مستوى غير مسبوق بسبب الأحداث والتطورات التي حدثت بـ2020.
ويرجح أن تؤدي أسواق الخليج بشكل إيجابي حتى نهاية 2021، حيث تم تخفيف قيود الإغلاق والحظر بتأثير توفير وانطلاق حملة التطعيمات ضد «كوفيد-19»، ما يساعد في تسهيل الأعمال التجارية والإنتاج الاقتصادي. وقد بدأ التعافي بالفعل وسوف يتسارع مع زيادة عدد تلقي الجرعات من اللقاح.
خدمات التداول الإلكترونية
لفت الذكير إلى أن «كميفك» مستمرة في تقديم خدمات التداول الإلكتروني في أسواق الخليج، ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والولايات المتحدة الأميركية، مؤكدا أنه ومن أجل دعم وتقوية خدماتها الإلكترونية، فقد أطلقت مؤخرا منصة تداول عالمية جديدة ستتيح للمستثمرين إمكانية التداول في الأسواق المحلية الإقليمية، إضافة الى أسواق الولايات المتحدة الأميركية، وأوروبا، وآسيا.
وأضاف «علاوة على ذلك ستمكن المنصة الجديدة العملاء من التداول في المشتقات، والدخل الثابت، والصرف الأجنبي»، حيث تهدف الشركة لتكون دوما مواكبة لكل التقنيات الجديدة لمنح عملائها أفضل الخبرات والخيارات فيما يتعلق بجميع الخدمات المقدمة والتفاعل معها.