ترامب يستعد للمعركة التالية وعينه على انتخابات ( 2022 ) النصفية
تلقى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب نبأ تبرئة مجلس الشيوخ له من تهمة التحريض على العنف، محاطا بأصدقائه في منتجعه الفخم في مارالاغوا بفلوريدا. الآن وبعد فوزه في معركة إقصائه للمرة الثانية في الكونغرس، يستعد ترامب للمرحلة التالية من رحلته فيما بعد الرئاسة.
متسلحا بالقوة التي حصل عليها نتيجة المحاكمة الثاني، فإن الخطوة التالية المتوقعة، هي الخروج من السبات الذاتي الإرادي الذي فرضه على نفسه، منذ انتقال السلطة الى خلفه الرئيس جو بايدن، وهدفه الرئيس إعادة التأكيد على قوته.
ولكن ترامب تواجهه معضلتان بحسب وكالة «اسوشيتد برس»، اذ وبعد حجب حسابه على تويتر نهائيا، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى حتى إشعار آخر، يفتقد ترامب وسائل التواصل التي ساهمت في صعوده الصاروخي.
كما أنه يواجه معضلة انقسام كبير لم يسبق أن عانى منه الحزب الجمهوري من قبل سببتها أيامه الأخيرة في البيت الأبيض، وتوجت باقتحام أنصاره لمبنى الكونغرس في الكابيتول، وأدى الى خضوعه للمحاكمة الثانية.
ورغم انه يحظى بشعبية كبيرة لدى قاعدة الحزب الجمهوري، فإنه لم يسبق لرئيس أن عرضه هذا الكم من أعضاء الحزب، حيث صوت 7 من السيناتورات لصالح مساءلته في مجلس الشيوخ.
وبعض معارضيه سيعملون على إعاقة مساعيه لدعم مرشحين يمينيين متطرفين في انتخابات العام المقبل التشريعية. ويتوقع أصدقاء ترامب وحلفاؤه أن يستأنف قريبا المقابلات الصحافية «الودية» بعد أسابيع من الصمت.
وقد عقد بالفعل اجتماعات مع مساعديه السياسيين لمناقشة الجهود لمساعدة الجمهوريين في استعادة السيطرة على مجلس الشيوخ في انتخابات 2022 النصفية. ويبدو مصمما على الانتقام من زملائه الجمهوريين الذين دعموا محاكمة عزله أو قاوموا مساعيه لقلب نتيجة انتخابات نوفمبر الماضي التي هزمه فيها بايدن.
وقال كبير مستشاري ترامب جيسون ميلر «أتوقع انكم ستسمعون الكثير منه في الأيام القادمة». وأعطى ترامب نفسه إشارات لما قد يقوم به عندما خاطب أنصاره بعد تبرئته قائلا إن حركته «قد بدأت للتو».
بدوره، قال الحليف الوثيق لترامب السيناتور ليندسي غراهام، انه تحدث الى إليه بعد التصويت السبت الماضي وأكد أن «ترامب غاضب من بعض الزملاء»، وأضاف: «لكنه مستعد للمضي قدما لإعادة بناء الحزب الجمهوري وهو متحمس جدا لعام 2022. وقال غراهام للرئيس الذي سبق ان لوح بتشكيل حزب جديد خاص به، لمعاقبة خائنيه، إن الحزب الجمهوري يحتاجه ليفوز.
وأضاف في تصريح لمحطة فوكس نيوز أمس «هدفي هو الفوز عام 2022 لوضع حد للبرنامج الأكثر تطرفا» الذي يرى أنه سينتج عن رئاسة بايدن، مشددا على أنه «لا يمكننا فعل ذلك بدون دونالد ترامب».
وأكد «استعداده لبدء حملة» و«إعادة بناء الحزب الجمهوري»، قائلا: «أنا مستعد للعمل معه». واعتبر السيناتور أن «دونالد ترامب هو العضو الأكثر نشاطا في الحزب الجمهوري»، وأن «تياره في أفضل أحواله».
في المقابل، ورغم أنه كان من بين الذين صوتوا لتبرئة ترامب، فإن زعيم الجمهوريين السيناتور ميتش ماكونيل الذي اعتبر أن مجلس الشيوخ غير مؤهل لمحاكمة الرئيس السابق، وجه انتقادات لاذعة له.
وقال في خطاب مطول «لا يوجد أي شك في أن الرئيس ترامب مسؤول من الناحيتين العملية والأخلاقية على إثارة أحداث ذلك اليوم». غراهام اعتبر أن ذلك الخطاب «لا يعبر عن مزاج الجمهوريين». غير أن زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ليس الداعم الوحيد الذي قطع ارتباطه بترامب.
فالمندوبة السابقة في الأمم المتحدة والمرشحة المحتملة لانتخابات الرئاسة عام 2024 نيكي هايلي اعتبرت أيضا، في حوار مع مجلة بوليتيكو، أن الملياردير لا يمكنه بعد الآن الترشح لمنصب فدرالي.
وفي تصريح لشبكة «إيه بي سي» أمس الأول، اعتبر السيناتور بيل كاسيدي، أحد الجمهوريين الـ 7 الذين صوتوا لإدانة ترامب، أن الرئيس السابق حرم من الأضواء التي صارت موجهة نحو بايدن ومن حسابه على تويتر الذي لطالما كان منصته الإعلامية الأولى، ما يعني أن «قوته ستتضاءل».