تراجع مفاجئ للمخزونات الأمريكية يرفع النفط 4 دولارات
تنطلق اليوم أعمال الاجتماع الوزاري رقم 27 لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” وحلفائها المستقلين في “أوبك +” برئاسة الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة وإلكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي، وذلك في إطار الاجتماعات الشهرية للتحالف عبر الفيديو- لتحديد مستوى الإنتاج لأيار (مايو) المقبل ومراجعة تطورات أساسيات السوق
وارتفعت أسعار النفط الخام إلى الارتفاع مجددا من أدنى مستوى في أسبوعين مدعومة بانخفاض كبير في المخزونات النفطية الأمريكية بما يفوق التوقعات المسبقة، كما خفت حدة التوترات في السوق مع ظهور مؤشرات جيدة عن تقدم في مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا والمنعقدة في مدينة إسطنبول التركية
ويقول لـ”الاقتصادية” محللون إن ارتفاع العقود الآجلة للنفط الخام مؤشر على أن عمليات البيع المكثفة، التي جرت على مدار اليومين الماضيين قد تراجعت وسط التقدم في المحادثات الروسية- الأوكرانية، واستمرار ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في شنغهاي
وأوضحوا أن أسعار النفط تراجعت إلى نحو 110 دولارات هذا الأسبوع وسط ارتفاع في حالات الإصابة بفيروس كورونا، وتشديد الإغلاق في الصين، ولكنها لا تزال مرتفعة 40 في المائة هذا العام، مشيرين إلى تأكيد دول “أوبك” أنها تسعى إلى تحقيق التوازن في السوق، وأنها ليست مهمة سهلة، حيث إن التحالف ليس هو المنتج الوحيد في العالم داعين دول الاستهلاك إلى الثقة بخطة “أوبك +” لأن المجموعة خاضت تجارب طويلة من الصعوبات وتغلبت عليها
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور فيليب ديبيش، رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة: إن تقلص المخزونات الأمريكية دفع إلى عودة مكاسب الأسعار وهو مؤشر على قوة الطلب على الرغم من أزمة الإغلاق في الصين، التي هددت استهلاك الوقود بشكل واسع، مشيرا إلى ترقب السوق لنتائج المفاوضات الروسية- الأوكرانية، ولو تم اتفاق لوقف إطلاق النار سيكون له تأثير واسع على استقرار السوق وهدوء وتيرة صعود الأسعار
وذكر أن اجتماع وزراء الطاقة في تحالف “أوبك +” اليوم يجيء في فترة صعبة وضبابية للسوق، ولكن التحالف أقرب إلى المحافظة على النهج السابق والتمسك بوتيرة الزيادات المحدودة وقدرها 400 ألف برميل يوميا مع متابعة مستوى المخاطر الحالية، التي تحرك السوق، بينما تبقى أساسيات السوق جيدة بحسب تقديرات دول “أوبك +”
من جانبه، يقول جوران جيراس، مساعد مدير بنك “زد إيه إف” في كرواتيا: إن الأسعار انتعشت نسبيا مع تقلص المخزونات الأمريكية بشكل مفاجئ، ولكن إجمالا يمكن القول إن مستوى عدم اليقين في السوق في الوقت الحالي ما زال مرتفعا للغاية جنبا إلى جنب مع صعوبات تحقيق التوازن بين العرض والطلب، ولذا من المتوقع أن تظل أسعار النفط متقلبة لبعض الوقت
وأشار إلى أن إغلاق مدينة شنغهاي – العاصمة المالية للصين – له تأثيرات واسعة على أسعار النفط الخام، وقد أدى إلى خسارة خام برنت أكثر من عشرة دولارات للبرميل خلال اليومين الماضيين فقط بعدما تضررت المعنويات بسبب هذا الإغلاق المفاجئ والناجم عن ارتفاع سريع في حالات الإصابة بوباء كورونا، متزامنا مع التقدم في المحادثات لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا
من ناحيته، يقول أندريه يانييف، المحلل البلغاري ومختص شؤون الطاقة: إن أزمة تجدد الوباء في الصين قد تكون مؤقتة خاصة أن الصين تتمتع بخبرات واسعة واستجابة سريعة في السيطرة على الأوبئة، لافتا إلى أن هناك إشارات تدل على أن الإغلاق الحالي لن يكون له تأثير سيئ على الاقتصاد، كما كان يخشى من قبل، وأن الإغلاق الحالي مختلف كليا عن الإغلاقات السابقة التي رافقت اندلاع الوباء في 2020
ولفت إلى أن الإغلاق الصيني على الأرجح سيكون قصير الأجل، خاصة أن عديدا من الشركات الصينية سمحت بالاستمرار في العمل مع فرض قيود محدودة، كما لا تزال أسواق المخاطر الصينية الأخرى غير منزعجة نسبيا من إغلاق شنغهاي
بدوره، قال ديفيد لديسما، المحلل في شركة “ساوث كورت” الدولية: إن اجتماع وزراء الطاقة في مجموعة “أوبك +” اليوم يحظى باهتمام واسع في الأسواق الدولية، انتظارا لتحركات جديدة تدعم استقرار وتوازن السوق، منوها إلى تطلع المستهلكين إلى الاستفادة من الطاقة الاحتياطية الفائضة لدى بعض المنتجين لتلبية احتياجات الطلب المتنامية بقوة وسرعة ملحوظة
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت أربعة دولارات إلى 114.23 دولار للبرميل، وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.72 دولار أي 2.6 في المائة إلى 106.96 دولار للبرميل بعد تراجعها 1.6 في المائة الثلاثاء
وقالت شركة جيه.بي.سي إنرجي الاستشارية في مذكرة “قد نشهد غياب مليون برميل إضافية من الإنتاج الروسي في حال تدهور العلاقات مع أوروبا وفرض حظر نفطي وإن كنا ما زلنا نعد ذلك من غير المرجح أن يحدث”
وشهدت الأسواق عمليات بيع كبيرة في الجلسة السابقة بعد أن وعدت روسيا بخفض العمليات العسكرية حول كييف، لكن أنباء الهجمات ما زالت تتواتر
واقترح رئيس مجلس النواب الروسي “الدوما” أمس أن تبيع روسيا النفط والحبوب والمعادن والأسمدة والفحم والأخشاب بالعملة المحلية الروبل في الأسواق العالمية بعد أن كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أمر بتحصيل ثمن الغاز الطبيعي المصدر إلى أوروبا أو الولايات المتحدة بالروبل
وانصب تركيز الأسواق مرة أخرى على نقص المعروض بعد أن أعلن معهد البترول الأمريكي أن مخزونات الخام انخفضت ثلاثة ملايين برميل في الأسبوع المنتهي يوم 25 آذار (مارس) أي ثلاثة أمثال متوسط الخفض، الذي توقعه المحللون
وما يبقي على نقص المعروض أن كبرى الدول المنتجة من غير المرجح أن تزيد إنتاجها فوق المستوى المتفق عليه البالغ 400 ألف برميل يوميا كل شهر عندما تجتمع مجموعة “أوبك +” اليوم
وعلى الجانب الآخر، تواجه أسعار النفط ضغوطا من ضعف الطلب في الصين بسبب القيود على الحركة المرتبطة بانتشار حالات الإصابة بكوفيد – 19
وتراجعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 110.05 دولار للبرميل الثلاثاء مقابل 113.39 دولار للبرميل في اليوم السابق
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” الأربعاء، إن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ثالث تراجع عقب عدة مكاسب متتالية سابقة، وأن السلة خسرت نحو أربعة دولارات، مقارنة باليوم نفسه الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 114.44 دولار للبرميل