أخبارمنوعات

المشاكل الوراثية… كيف تتجنّبينها؟

تتشابه الأمهات وبناتهن على مستويات كثيرة، لكن لا داعي لتقاسمهن المشاكل الصحية الوراثية بالضرورة.

المشاكل الوراثية ليست حكراً على الرجال، فإذا كانت الأم مصابة بداء الثعلبة، يزيد احتمال نشوء المشكلة نفسها لدى الابنة بثلاثة أضعاف، ويمكن أن يتساقط شعرها في هذه الحالة في مرحلة مبكرة، بدءاً من عمر الخامسة والثلاثين أو الأربعين. لكن يمكن إبطاء هذه العملية لحسن الحظ.

في البداية، استشيري اختصاصي الجلد ما أن تشعري بتراجع سماكة شعرك. يمكنك أن تحدّي من الأضرار عبر استعمال مستحضرات تحفز الدورة الدموية الصغرى على مستوى الجمجمة، وتعزز نمو الشعر. يمكن أخذ علاج هرموني على شكل مكملات أيضاً. إذا تفاقمت المشكلة من الناحية الجمالية، يمكنك أن تزرعي الشعر لاسترجاع كثافته لكنها عملية مكلفة. حاولي أن تراقبي شعرك منذ البداية، لا سيما على مستوى الصدغين والخطوط الفاصلة بين الخصل، لاتخاذ التدابير اللازمة في مرحلة مبكرة.

البقع الجلدية

ليست هذه البقع البنّية وراثية، بل إنها تتأثر بنوعية البشرة وتفاعلاتها عند التعرض لنسبة مفرطة من الأشعة فوق البنفسجية. حاولي أن تبقي في الظل قدر الإمكان. إذا كانت بشرتك فاتحة أو هشة، استعملي كريماً مرطّباً تبلغ فيه قوة الواقي الشمسي 15 أو 20 على الأقل وادهنيه على يديك ووجهك وكتفيك يومياً، حتى لو كنتِ في المدينة وحتى في فصل الربيع.

تشهد العلاجات التي تمحو البقع الجلدية تقدماً ملحوظاً منذ بضع سنوات بفضل مصابيح الإضاءة النابضة (إذا كانت البقع داكنة جداً) أو الليزر (إذا كانت البقع صغيرة أو معزولة أو فاتحة جداً). لكن يظهر بعض القشور بعد الجلسات العلاجية.

على صعيد آخر، تسمح الكريمات التي تزيل الاصطباغ بمنع ظهور البقع مجدداً، وتأخير الحاجة إلى تلقي علاج جديد بشرط استعمالها يومياً.

الدورة الشهرية

يلاحظ الأطباء أن الدورة الشهرية المؤلمة شائعة ضمن العائلات نفسها. لا يمكن ربط السبب بالهرمونات بالضرورة، إذ أشارت دراسة حديثة إلى أن الأوجاع التي ترافق متلازمة ما قبل الدورة الشهرية تنجم عن ظاهرة التهابية، لذا لا يمكن تقديم جواب قاطع حتى الآن.

احرصي منذ البداية على التكلم مع الطبيب النسائي لاستبعاد احتمال إصابتك بمرض بطانة الرحم المهاجرة التي تسبب أوجاعاً حادة خلال الدورة الشهرية. ربما تكون حبوب منع الحمل أو اللوالب الهرمونية خيارات فاعلة جداً لمعالجة التشنجات والتقلبات المزاجية، لكن يمكنك اللجوء إلى حلول أخرى إذا كنت لا تحبذين العلاجات الهرمونية. يمكنك أن تأخذي خلاصة شجرة العفة قبل 10 أو 15 أو 20 يوماً من الدورة الشهرية لمكافحة متلازمة ما قبل الدورة الشهرية، أو خذي زهرة يارو على شكل كبسولات أو نقيع.

باختصار، يمكنك أن تتجنبي المعاناة كل شهر بفضل هذه الخيارات المفيدة، ولا توقفي التمارين الجسدية، لأنها تخفف حدة الأعراض.

انقطاع الطمث

غالباً ما ينقطع الطمث لدى الابنة مثل أمها، وتكون حدة الأعراض متشابهة أيضاً. قد يكون السبب هرمونياً أو نفسياً أو الاثنين معاً. لتسهيل هذه الفترة، يجب أن تقلعي عن التدخين في أبكر مرحلة ممكنة، لأن التبغ قد يؤخر عمر انقطاع الطمث ويسبب اضطرابات متعددة. قد ينجح العلاج الهرموني البديل في تخفيف نوبات الحر عموماً، لكن يجب أخذه لأقصر فترة ممكنة.

يستفيد بعض النساء كثيراً من خيارات الطب البديل، لكن لا بد من تجربتها للتأكد من فاعليتها لأنها لا تفيد الجميع. يسمح الوخز بالإبر مثلاً بتخفيف الأعراض بنسبة 36.7 في المئة. حتى الرياضة قد تكون مفيدة (بمعدل مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل، مدة 30 دقيقة في كل مرة)، فقد لوحظ تراجع نوبات الحر في الساعات التي تلي الحصص الرياضية. تسمح اليوغا أيضاً بالتحكم بالضغط النفسي وتقوية العظام. أخيراً، يجب أن تعرف الابنة عمر أمها عند انقطاع الطمث لديها.

انحراف إبهام القدم

انحراف إبهام القدم وراثي في 30 في المئة من الحالات تقريباً. لتجنب هذه المشكلة، يقضي أفضل حل باختيار الأحذية المناسبة. إنها خطوة بسيطة لكنها تُحدث فرقاً كبيراً. لتفادي تشوه الإبهام، لا تختاري الأحذية القاسية أو الكعب العالي بدرجة فائقة (4 أو 5 سنتمترات كحد أقصى للحد من الضغط على الجهة الأمامية من القدم)، وتجنبي القوالب الضيقة أو المسننة منعاً لأي احتكاك ضار. تنقلي بين الأحذية المسطحة وتلك التي يكون كعبها صغيراً.

مشاكل القدمين

القصور الوريدي حالة “مُعدية” جداً. إذا كانت الأم تصاب بمشاكل مثل تورم القدم أو ربلة الساق تزامناً مع أبسط ارتفاع في الحرارة، يزيد احتمال أن تواجه الابنة الحالة نفسها بدءاً من سن المراهقة تحت تأثير الهرمونات. قد تكون عروق العنكبوت وراثية أيضاً، لكن يمكن تقليص احتمال بلوغ مرحلة ظهور الدوالي.

في المقام الأول، يجب أن تتجنبي تعريض الساقين لأي شكل من الحرارة (ساونا، حمام بخار، سراويل ضيقة جداً…). خلال الصيف، اغسلي ساقيك دوماً بماء منعش واستعملي خلاصات نباتية على شكل كبسولات أو هلام منعش لحماية الشعيرات الدموية وتحسين الدورة الدموية.

في المقابل، خففي الضغط عن ساقيك ولا تطيلي الوقوف. ارتدي جوربين ضاغطين لتسريع العائد الوريدي، لا سيما خلال الحمل وأثناء السفر في الطائرة. أخيراً، تبقى الرياضة أفضل مقاربة وقائية، من بينها التمارين المائية والسباحة والمشي السريع لتحفيز عضلات الساق وتدليك الأوردة وتجديد الدورة الدموية.

في مطلق الأحوال، تحدثي إلى الطبيب النسائي قبل أخذ حبوب منع الحمل، لأنها تزيد المشكلة سوءاً أحياناً. واستشيري اختصاصي التهاب الأوردة بانتظام أيضاً لمتابعة مسار تطور المرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى