صدر في الكويت مؤخراً عن دار الفراشة كتاب: “الكلمات المنسية والحكمة في تراث الشعر الشعبي” مع عنوان جانبي “الكلمات المنسية وأبيات الحكمة… شواهد من تراث الشعر الشعبي الكويتي”، للروائي والباحث حمد الحمد.
مادة تسلط الضوء على أهمية الشعر الشعبي، لكونه وثيقة مهمة لحكاية تاريخ مجتمع، حيث بأبيات الشعر تكتشف قضايا المجتمع في زمن مضى، فإذا كان عالم الآثار يُنقب فوق الأرض وباطنها عن ملامح وإنجازات مجتمع قديم سبقه، فلن يجد إلا ماديات صماء، لكن في تراث الشعر الشعبي سنجد آثار الأولين من كلماتهم المحكية، وقضاياهم وعمق مشاعرهم، وما كان يُستخدم من عملات نقدية، وأوضاعهم الاجتماعية، وتفاصيل معارك من تاريخهم الحربي والسياسي، وعلاقتهم مع المجتمعات الأخرى.
في الكتاب رصد الباحث أكثر من 700 كلمة غابت عن لهجتنا الكويتية أو تكاد تغيب، وشرح معناها، وقدم عدة أبيات كشواهد تدل عليها من دواوين الشعر الكويتي، وفي الفصل الثاني عرض أبيات الحكمة في الشعر الشعبي، والكتاب من القطع المتوسط، وعدد صفحاته تقارب الـ300.
إثراء حقيقي
أما عن الإصدار فقال الدكتور عادل العبدالمغني: “تعرفت على أعمال الأديب الروائي حمد عبدالمحسن منذ أكثر من اربعين عاماً من خلال مجموعاته القصصية والروائية التي كنت اشتريها وقت صدورها، وعرفت انه حصد جوائز عديدة لاشتراكه في المسابقات التي كانت تعلنها المؤسسات الثقافية في دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا الفوز إذا أردت ترجمة معانيه فإنه يعد فوزاً لدولة الكويت، لحصول أبنائها على المراكز الأولى من بين مئات القصاصين والروائيين في الوطن العربي، رغم انه لم يحصل على أي تكريم من الكويت، ويبدو لي أن من بيدهم التكريم لم يطلعوا على إنتاجه المبكر الذي أصبح الآن نادرا ومن التراث”.
لاشك أن أي إنسان يصيبه الإحباط لتجاهل وطنه له، ولكن إرادة الصديق الأديب حمد عبدالمحسن جعلته يتجه إلى أعمال أخرى في مجال تراث الشعر الشعبي الكويتي، واستطاع بمثابرة وصبر وبحث جاد أن يصدر تباعاً في العشرين السنة الماضية مجموعات نادرة من المؤلفات في هذا المجال، وتُعد سبقا لم يتطرق إليه باحث متخصص قبله، ولاشك فإن هذه الكتب تُعد إثراء حقيقيا للمكتبة الكويتية والعربية.
وقبل أيام صدر كتابه الضخم المتعلق بشرح وتفسير الكلمات المنسية في الشعر الشعبي الكويتي، ولم يظهر هذا الكتاب إلا من خلال بحثه الدقيق في بطون المئات من دواوين شعراء الكويت، واستخراج الكلمات الصعبة التي لم تعد متداولة في الوقت الحاضر، ولا يعرفها أبناء الجيل الحالي وشرح معانيها.
إن مجموعات الأديب الباحث حمد الحمد الحالية المتعلقة بالشعر والشعراء الشعبين الكويتيين وتعدد صنوفها ومجالاتها، ينطبق عليها وصف الشاعرة د. نورة المليفي حينما قالت:
على شرف الكويت قرأتُ سفراً … وكل شواهدي صارت لديا … هنا كتب تزيدُ الجيل فخراً … بكاتبها الذي سيظل حيا … أحاول أن أُعدد كم كتاب … فكان العد يكبرُ في يديا.
شكراً لأديبنا الأستاذ حمد عبدالمحسن الحمد لدخوله في هذا المجال الصعب، واستخراج معان ومفاهيم وكنوز ولآلئ الشعر الشعبي الكويتي.