يعتبر السمور، أو القندس، حيوانا مزعجا بنظر المزارعين. وعلى الساحل الغربي للولايات المتحدة بات هذا الحيوان القارض نادرا بسبب التاريخ الطويل من مكافحة المزارعين له.
مشكلة هذه الحيوانات أنها لا تتوقف عن تحسين شروط حياتها في المناطق التي تستوطنها بالقرب من الأنهار والمجاري المائية.
وهي معروفة، حسب صحيفة الغارديان، بأنها مهندسة للطبيعة بسبب بنائها السدود والحواجز وقطعها الأشجار وتحويلها إلى مجرى للمياه مما يؤدي الى غمر الأراضي والطرق بها.
هذه كلها تصرفات يجدها المزارعون مؤذية لكن دعاة الحفاظ على البيئة يجدونها مفيدة لأنها تساعد على ضبط كمية وجودة المياه وتنشئ تجمعات مائية تصبح موطنا للعديد من الأنواع النباتية والحيوانية بما فيها الأسماك.
وفي مقابل الحملة الشعواء على القنادس التي أوصلتها إلى حد الانقراض بدأت حملة مضادة من جانب قبائل السكان الأصليين ليس فقط لحمايتها والتوعية بفوائدها بل أيضا لإعادتها إلى المناطق التي اختفت منها بسبب قرون من المكافحة ومن استغلالها في تجارة الفرو.
كان على السكان الأصليين أن يكافحوا ضد القوانين التي تمنع إعادة توطين القنادس في مناطقها مما تطلب منهم رفع دعاوى قضائية بهدف رفع الحظر.
وبعد سنوات من التقاضي تمكنت قبائل «تولاليب» في ولاية واشنطن على الساحل الغربي من كسب قضية ضد السلطات وبدأت عام 2014 مشروعا لجلب القنادس إلى مناطقهم من أماكن أخرى.
هذه العملية ليست عشوائية بل محكومة بشروط وضوابط للحد من الأضرار المحتملة لهذه الحيوانات ولضمان دورها الفعال في حماية البيئة وتطويرها وحتى في إغناء وزيادة الثروة السمكية من خلال الأحواض المائية التي تنشئها.