«العامة للسينما» تعرض «الحكيم» بدار الأوبرا في دمشق
أطلقت المؤسسة العامة للسينما العرض الخاص للفيلم الروائي الطويل «الحكيم» للمخرج باسل الخطيب ، في ثاني تعاون سينمائي له مع الفنان الكبير دريد لحام ، وذلك في القاعة متعددة الاستعمالات بدار الأسد للثقافة والفنون في دمشق.
تدور أحداث الفيلم الروائي الطويل، للكاتبة ديانا جبور في أول تجربة سينمائية لها، ضمن بلدة ريفية نائية، وتحكي قصة طبيب يكرس وقته وحياته لخدمة أهل البلدة، بما يمتلكه من خبرات مهنية وحياتية، ويركز العمل على حالة التردي الاجتماعي التي خلفتها الحرب وانعكاساتها على سلوك الناس ومصائرهم وأخلاقهم، من خلال مواجهة «الحكيم» أزمة شخصية أثناء زيارة حفيدته له، ليضع الفيلم المتلقي أمام حالة إن كان سيواجه أزمته وحيدا أم لا بعد كل ما قدمه لأهل البلدة؟
وفي تصريح للصحافيين قالت وزيرة الثقافة السورية د.لبانة مشوح: إن كل الأفلام التي أنتجتها المؤسسة العامة للسينما خلال السنوات الأخيرة كان لها حضورها على الساحة الفنية السينمائية العربية، ونأمل أن تنتقل أفلامنا الى العالمية قريبا، مشيرة إلى أن الوزارة ستطلق مع عدة جهات حكومية وخاصة مشروع الاقتصاد الإبداعي، باعتبار أن السينما هي واحدة من أهم فروعها ليكون الفيلم السوري عربيا بامتياز وينتقل للعالمية.
وثمنت مشوح جهود أبطال الفيلم والقائمين عليه والذين عملوا بإمكانات متواضعة، ولاسيما أن الحرب فرضت آثارها السلبية على العمل الثقافي والإبداعي، لكن إبداع السوريين تحدى كل الظروف وانتقل لمرحلة جديدة.
بدوره، قال مدير عام المؤسسة العامة للسينما مراد شاهين: إن المؤسسة العامة للسينما ماضية بعزم وثبات في طريق تطوير إنتاجها من الأفلام السينمائية الطويلة والقصيرة ومختلف المشاريع والفعاليات التي تقوم بها رغم صعوبة الظروف الحالية التي تمر بها، وإفساح مجال أكبر للدماء الجديدة لبلورة مشروعهم السينمائي.
من جهة أخرى، أشار المخرج باسل الخطيب إلى الدور الكبير الذي لعبه الفنان دريد لحام، مستعرضا الأعمال السينمائية التي بدأها لحام مثل «عقد اللولو» منذ عام 1964 والذي قدم حتى يومنا الحالي ما يزيد على 43 فيلما سينمائيا، حيث أهدي هذا الفيلم لروح الفنان الراحل محمد قنوع الذي شارك في الفيلم.
وقال الخطيب : اشتغلنا خلال سنوات الحرب في عمق المعمعة على مواضيع إنسانية عكست الواقع الذي كانت سورية تعيشه حتى اليوم، ولدينا الرغبة في أن نتنوع بخياراتنا أكثر، نقدم من خلالها اقتراحات جديدة على مستوى المواضيع والقضايا والأفكار، من هنا بدأنا مع النجم العربي دريد لحام من خلال فيلم «دمشق حلب» واليوم «الحكيم»، هذه الأفلام تحاكي الواقع السوري في فترة ما بعد الحرب.
أما الفنان دريد لحام الذي يؤدي شخصية «الحكيم»، ففال أن العمل في السينما يحقق متعة كبيرة، لاسيما أنه من إخراج الخطيب وإنتاج المؤسسة العامة للسينما التي تسعى لتوفير كل الإمكانية لنجاح الفيلم، مشيرا إلى أن أحلامه التي اعتقد أنها انتهت مع فيلم «دمشق حلب» أثمرت تطلعات جديدة مع فيلم «الحكيم»، وأردف: يحكي «الحكيم» قصة إنسانية عن يوميات حكيم إنساني يشبه الحكيم عبدالسلام العجيلي الذي كانت لديه عيادته الخاصة بمدينة الرقة، وكان يعالج الناس الفقراء بالمجان ويقدم لهم الدواء.
ورأت الفنانة القديرة صباح الجزائري أن ما يميز هذا الفيلم هو الرسالة الإنسانية التي يحملها، خصوصا أنه حصد العديد من الجوائز، معبرة عن سعادتها بالمشاركة فيه مع الفنان الكبير دريد لحام.