الاتحاد الأوروبي يحاصر بيلاروسيا.. وواشنطن تدرس المزيد من العقوبات
ترجمت ردود الفعل الغاضبة من «اختطاف» السلطات البيلاروسية للطائرة الايرلندية التي كانت تقل المعارض رومان بروتاسيفيتش، إلى مزيد من المقاطعة والتهديد بالعقوبات الغربية.
ودعت المعارضة البيلاروسية، إلى مزيد من الضغط على الرئيس ألكسندر لوكاشنكو فيما اتخذت المزيد من الدول الأوروبية قرارات بقطع الروابط الجوية وإغلاق مجالات الجوية امام الطائرات البيلاروسية.
وحضّت زعيمة المعارضة المنفية سفيتلانا تيخانوفسكايا المجتمع الدولي على اتخاذ المزيد من الاجراءات ضد النظام.
وقالت على تويتر إنه في اتصال هاتفي مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، طلبت من الولايات المتحدة «عزل النظام والضغط عليه من خلال عقوبات».
وقالت تيخانوفسكايا التي تعيش حاليا في ليتوانيا، في منشور منفصل على قناتها في «تلغرام»، إنها طلبت دعوة المعارضة البيلاروسية لحضور قمة مجموعة السبع الشهر المقبل في بريطانيا.
وأضافت أن «الوضع المتعلق باختطاف الطائرة لا يمكن النظر إليه بمعزل عن حملات القمع والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في بيلاروس».
وأدان الرئيس الأميركي جو بايدن، بأشد العبارات تحويل مسار الطائرة واعتقال المعارض وطلب من فريقه إعداد تدابير لمحاسبة المسؤولين عن الواقعة، وفق قناة «الحرة».
وقال بيان للبيت الأبيض إن تحويل بيلاروسيا لرحلة شركة «رايان إير» وما تلاه هو «إهانة مباشرة للمعايير الدولية».
واعتبر البيان أن «هذه الحادثة الشنيعة وشريط الفيديو الذي يبدو أن براتاسيفيتش قد صوره تحت الإكراه هو اعتداء مخزٍ على المعارضة السياسية وحرية الصحافة»، في اشارة الى تصريحات مسجلة للمعارض بروتاسيفيتش، قال فيها إنه «يتعاون مع المحققين».
ودعا الرئيس الأميركي لإجراء تحقيق دولي للتأكد من الحقائق الكاملة للقضية، مرحبا بدعوة الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على النظام البيلاروسي، وطلب من فريقه إعداد الخيارات المناسبة لمحاسبة المسؤولين بالتنسيق الوثيق مع الاتحاد وحلفاء وشركاء آخرين ومنظمات دولية.
من جانبه، دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون امس، إلى «الإفراج الفوري» عن المعارض البيلاروسي معتبرا أن الفيديو الذي نشرته السلطات البيلاروسية «مؤلم جدا».
بدوره، قال دميتري بروتاسيفيتش، والد المعارض المسجون، لوكالة فرانس برس في پولندا إنه لم يتمكن من الاتصال بابنه منذ السبت، ولم يبد على طبيعته في الفيديو.
وأضاف «من الواضح أنه تعرض لأذى جسدي لأنه يمكن رؤية علامات ضرب على وجهه. إنه لا يتكلم هكذا عادة. لم تكن هذه كلماته.. كان يقرأ شيئا طلب منه قراءته».
وقرّر الاتحاد الأوروبي إغلاق مجاله الجوي أمام الطائرات البيلاروسية، حاضا شركات الطيران الأوروبية على تجنّب المجال الجوي البيلاروسي.
وقررت كل من لندن وكييف حظر تحليق طائراتهما في المجال الجوي للجمهورية السوفياتية السابقة.
كما قرّرت شركات الطيران لوفتهانزا واير فرانس والخطوط الاسكندينافية و«إير بلطيق» تعليق عملياتها في المجال الجوي البيلاروسي.
وأعلنت السويد امس، إلغاء مشروع لإصدار ضمانات على الصادرات إلى بيلاروس بنحو 200 مليون يورو، بسبب وضع حقوق الإنسان فيها. وتبادلت لاتفيا وبيلاروسيا طرد السفراء فيما استدعت عدة دول اوروبية سفراء بيلاروسيا لديها لتسليمهم احتجاجات رسمية على الحادثة.
وعلقت شركات طيران كبرى كاللوفتهانزا واير فرانس وطالب مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالإفراج الفوري عن بروتاسيفيتش وصديقته صوفيا سابيغا.
وبث التلفزيون الحكومي البيلاروسي شريط فيديو مدته 30 ثانية لبروتاسيفيتش يؤكد أنه في أحد سجون مينسك و«يعترف» فيه بتهمة تنظيم اضطرابات جماعية.
وأظهر المقطع بروتاسيفيتش الذي قد يواجه حكما بالسجن لمدة 15 عاما، مع علامات داكنة واضحة على جبهته، قائلا إنه كان يعامل «وفقا للقانون».
ودافعت روسيا عن حليفتها وقالت غن بيلاروس تصرفت بشكل منطقي وضمن القانون عندما تم تحويل مسار الطائرة.
وأعرب الكرملين امس، عن «أسفه» لخطط أوروبا قطع الروابط الجوية مع بيلاروس وتجنب مجالها الجوي. وأوضحت وزارة النقل البيلاروسية أنه تمت دعوة ممثلي وكالات دولية «لإجراء مزيد من التحقيقات في ظروف» الحادث.