عربي وعالمي

الأمير محمد بن سلمان يعلن إنشاء ممر اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا

نجحت قمة مجموعة العشرين (G20)، في تحقيق توافق جماعي بشأن القضايا الخلافية متجاوزة الانقسامات بين أعضائها لاسيما فيما يخص الحرب في أوكرانيا، وشددت على ضرورة تعزيز التعاون لمواجهة أزمة «نقص الثقة العالمي».

وتبنت المجموعة إعلانا توافقيا في اليوم الأول من قمة في نيودلهي تجنب التنديد بحرب روسيا في أوكرانيا لكنه دعا جميع الدول إلى الامتناع عن التهديد أو استخدام القوة سعيا للاستيلاء على أراض.

وأعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بصفته رئيس الدورة الحالية لمجموعة العشرين (G20) التوصل إلى توافق في الآراء بشأن «إعلان الزعماء»، وكشف عن تبنيه بشكل نادر خلال اليوم الأول من القمة السنوية الثامنة عشرة للمجموعة، فيما يشير إلى نجاح المفاوضين في حل خلافات عميقة بخصوص الصياغة المتعلقة بالحرب في أوكرانيا.

وقال مودي في كلمته الافتتاحية لزعماء المجموعة خلال القمة المنعقدة في نيودلهي وتستمر يومين «على خلفية العمل الدؤوب من جانب جميع الفرق، حصلنا على توافق في الآراء بشأن إعلان قمة زعماء مجموعة العشرين».

وافتتح مودي الاجتماع بدعوة الأعضاء إلى إنهاء «نقص الثقة العالمي»، معلنا منح الاتحاد الأفريقي عضوية دائمة في المجموعة، وقال «بصفتها رئيسة لمجموعة العشرين، تدعو الهند العالم بأسره إلى تحويل نقص الثقة العالمي هذا أولا إلى ثقة واحدة وعقيدة واحدة. حان الوقت لنتحرك معا جميعا».

وجاء التوافق مفاجئا نظرا للانقسام الشديد في المجموعة بشأن الحرب في أوكرانيا إذ سعت بلدان الغرب إلى تنديد قوي بحرب روسيا في الإعلان، بينما طالبت بلدان أخرى المجموعة بالتركيز على القضايا الاقتصادية الأوسع نطاقا. وجاء في الإعلان «ندعو جميع الدول إلى الالتزام بمبادئ القانون الدولي، بما في ذلك ما يتعلق بسلامة الأراضي والسيادة والقانون الإنساني الدولي والنظام متعدد الأطراف الذي يحمي السلام والاستقرار».

وأضاف البيان أن «استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها غير مقبول».

كما دعا الإعلان إلى تنفيذ مبادرة البحر الأسود من أجل التدفق الآمن للحبوب والأغذية والأسمدة من أوكرانيا وروسيا. وانسحبت موسكو من الاتفاق في يوليو الماضي بسبب ما قالت إنه عدم وفاء بمتطلبات تنفيذ الاتفاق الموازي الذي يسهل صادراتها من الغذاء والأسمدة. وقال مودي لزعماء من بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن في نيودلهي «على خلفية العمل الدؤوب من جانب جميع الفرق، توصلنا إلى توافق في الآراء بشأن إعلان قمة زعماء مجموعة العشرين. أعلن تبني هذا الإعلان».

وقال الإعلان إن المجموعة وافقت على معالجة نقاط الضعف المتعلقة بالديون في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل «بطريقة فعالة وشاملة ومنهجية»، لكنها لم تضع أي خطة عمل جديدة.

وأضاف أن الدول تعهدت بتعزيز وإصلاح بنوك التنمية متعددة الأطراف، كما قبلت الاقتراح الخاص بتشديد القواعد التنظيمية للعملات المشفرة.

وأعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي توقيع مذكرة تفاهم لمشروع اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.

وأضاف الأمير محمد بن سلمان، في كلمته أمام قمة العشرين، أن المشروع الاقتصادي سيسهم بتطوير البنى التحتية التي تشمل سككا حديدية، وسيربط مواني الشرق الأوسط وأوروبا والهند. وقال إن الممر الاقتصادي سيوفر فرص عمل طويلة الأمد، موضحا ان «الممر الاقتصادي سيزيد التبادل التجاري بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا».

وبين أن الممر الاقتصادي سيسهم في ضمان أمن الطاقة العالمي، وسيعمل على مد خطوط أنابيب لتصدير الكهرباء والهيدروجين.

ووفقا لوكالة الأنباء السعودية، فقد وقعت حكومتا السعودية وأميركا مذكرة تفاهم بين البلدين التي تحدد أطر التعاون بين البلدين لوضع بروتوكول يسهم في تأسيس ممرات عبور خضراء عابرة للقارات، من خلال الاستفادة من موقع المملكة الجغرافي الاستراتيجي، الذي يربط قارتي آسيا بأوروبا.

ويهدف هذا المشروع إلى تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط أنابيب وكذلك إنشاء خطوط للسكك الحديدية.

كما يهدف المشروع أيضا إلى تعزيز أمن الطاقة، ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة، إضافة إلى تنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف البصرية، وتعزيز التبادل التجاري وزيادة مرور البضائع من خلال ربط السكك الحديدية والموانئ.

مودي في افتتاح القمة: «بهارات» ترحب بكم

أشارت لافتة وضعت أمام رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، في افتتاح قمة مجموعة العشرين إلى بلاده باسم «بهارات»، مما أثار تكهنات بشأن تغيير اسم الدولة. ويطلق على الهند أيضا أسماء: بهارات وبهاراتا وهندوستان في اللغات الهندية، وهي أسماء تعود لأوقات ما قبل الاستعمار، وتستخدم هذه الأسماء من جانب الشعب وعلى المستوى الرسمي. وتتم عادة استخدام اسم «الهند» (إنديا) في ألقاب مثل الرئيس أو رئيس الوزراء عند التواصل باللغة الإنجليزية.

لكن رئيسة الهند دروبادي مورمو أشارت في وقت سابق إلى نفسها بالقول «رئيسة بهارات»، وذلك خلال دعوة عشاء لاستقبال زعماء مجموعة العشرين، مما أثار شرارة الجدل. وعندما أعلن مودي افتتاح القمة في نيودلهي امس كانت أمامه لافتة على الطاولة كتب عليها «بهارات»، في حين كان شعار مجموعة العشرين يحمل الاسمين: «بهارات» باللغة الهندية و«الهند» باللغة الإنجليزية.

وقال مودي متحدثا باللغة الهندية: «بهارات ترحب بالمندوبين باعتبارها رئيسا للمجموعة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى