على الرغم من أننا لم نذهب إلى هناك، فنحن نعرف كثيراً – عن لب Core الأرض. من دراسة علم الزلازل – قياسات الموجات الصوتية التي تنتقل عبر الأرض، وفي بعض الحالات من تفجيرات التجارب النووية – يمكننا القول، إن لب الأرض منصهر. إضافة إلى ذلك، بمعرفتنا عن وفرة العناصر في الكون وكيف تتصرف، نعتقد أنه يتكون أساساً من الحديد ويتعرض لقدر هائل من الضغط.
كل هذا يشير إلى أن درجة حرارة نواة الأرض تبلغ نحو 6.000ْس، وهي مماثلة لدرجة حرارة سطح الشمس، ولب الأرض على بعد 3000كم فقط من سطحها. فلو كانت الشمس بمثل ذلك القرب لأذابتنا تماماً.
لماذا إذن لا يحرقنا لب الأرض؟ في البدء، اللب محاط بغطاء صخري صلب في معظمه. والقشرة Crust التي تعيش عليها تطوف فوق ذاك الوشاح Mantle فتمنحنا حماية أكثر مما يمكن أن نحصل عليه في فضاء فارغ لكن أهم سبب لعدم ذوباننا جميعاً هو الفرق بين الحرارة Heat ودرجة الحرارة Temperature على نحو تقريبي، الحرارة هي عبارة عن طاقة Energy ودرجة الحرارة هي كثافة الطاقة Density of energy أو كمية الطاقة المحصورة ضمن حجم معين يمكن أن تصل درجة الحرارة لشرارة إحدى الألعاب النارية إلى 1.500ْس، لكنها لن تؤذيك حقاً. في حين أن الاستحمام في حمام من الماء المغلى عند 100°س سيقتلك. هذا لأن الحمام يحتوي على طاقة حرارية أكثر بكثير. لكي تنصهر الأرض كلها، ستحتاج إلى طاقة أكثر بكثير من الحرارة التي في قلبها. الشمس ضخمة ويمكنها فعل ذلك بسهولة بالطبع، لكن لحسن الحظ أنها تبعد عنا 150.000.000كم.