جولة جديدة من «حوار القاهرة» الفلسطيني و«فتح» قد تطلب تأجيل الانتخابات
وسط أزمة داخلية تعيشها حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، انطلقت الجولة الثانية من جلسات الحوار الفلسطيني في العاصمة المصرية القاهرة، أمس، بمشاركة مختلف الفصائل الفلسطينية ورعاية مصرية ودعم إقليمي ودولي، من أجل التوصل إلى اتفاق شامل يخص تسهيل إجراءات الانتخابات الفلسطينية العامة التي تنطلق في مايو المقبل، وسط مخاوف من تأجيل الانتخابات بحجة تفشي فيروس كورونا.
وتركزت الاجتماعات، التي تحتضنها القاهرة على مدار يومين، على ملف تذليل العقبات أمام مسار إجراء الانتخابات العامة في فلسطين، والتي تبدأ بالانتخابات التشريعية، ثم الانتخابات الرئاسية وانتخابات المجلس الوطني، مع حسم ملف الإجراءات القانونية والفنية للعملية الانتخابية، وإيجاد ضمانة بحيادية السلطة القضائية المشرفة على الانتخابات.
واكتمل وصول وفد الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة، مساء أمس الأول، إذ يترأس أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح»، جبريل الرجوب، وفد الحركة المشارك في الحوار، بينما ترأس وفد حركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروي، في حين أعرب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس، عن خالص أمنياته لتحقيق الهدف المنشود من الحوار الفلسطيني.
وبينما صرح المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، بأنه لا تراجع عن قرار إجراء الانتخابات العامة، وأن حركة فتح مصرة على خوض الانتخابات بقائمة واحدة موحدة، قالت مصادر مطلعة إن هناك صراعات وخلافات عميقة داخل حركة فتح تعوق دون الدخول بقائمة واحدة للانتخابات تحت قيادة محمود عباس، الأمر الذي قد يجبر الأخير على طلب تأجيل الانتخابات بحجة مواجهة تفشي فيروس كورونا، في وقت يسعى لمزيد من الوقت لاحتواء الأزمات الداخلية داخل الحركة.
من جهته، كشف المفكر الفلسطيني المقيم في القاهرة عبدالقادر ياسين، لـ «الجريدة»، عن توقعاته لمسار الأوضاع في الفترة المقبلة، بناء على معلومات تحصل عليها، قائلا: «أتوقع أن تدفع حركة فتح برئاسة محمود عباس لتأجيل الانتخابات المقبلة إلى أجل غير مسمى، بسبب الأزمات والانقسامات الحادة التي تعصف بالحركة، وأدت لفقدان عباس السيطرة على المشهد».
وأشار ياسين إلى «وجود حالة من الارتباك غير المسبوق داخل حركة فتح، بسبب خلافات عديدة ظهرت على السطح وأربكت جميع حسابات عباس، الذي قد يجد نفسه يدفع بتأجيل الانتخابات رغم الجهود الإقليمية والدولية لإجرائها»، ولم يكشف ياسين عن أسباب الخلافات الداخلية، بما في ذلك الحديثة عن أنباء اعتزام مروان البرغوثي (المعتقل في السجون الإسرائيلية منذ عقدين) الترشح للرئاسة الفلسطينية.
ويوجد تيار قوي داخل حركة فتح يناصر قرار ترشح البرغوثي، عضو اللجنة المركزية للحركة، وهو أكثر شخصية فلسطينية محل إجماع وطني، وصاحب شعبية طاغية تتخطى حواجز الفصائل، ما تجلى في تصريح القيادي بالحركة حاتم عبدالقادر، الذي أكد أن البرغوثي عازم على الترشح، «وهذا حقه، وليست فقط رغبته وإنما هي رغبة قطاع كبير من الشعب الفلسطيني، بدليل استطلاعات الرأي العام».
ويبدو أن الأزمات داخل فتح لم تتوقف عند مخاوف عباس من نية البرغوثي الترشح، إذ يطل القيادي السابق بالحركة محمد دحلان بقوة على المشهد، رغم تواجده في الإمارات، ففضلا عن تمتعه بشبكة علاقات إقليمية مؤثرة، يمتلك شعبية كبيرة داخل الشارع الفلسطيني، خصوصا بعد نجاحه مؤخرا في توفير 20 ألف عبوة من اللقاح الروسي لمواجهة فيروس كورونا وتوزيعه على أهالي قطاع غزة.