قطر وروسيا وتركيا تطلق عملية تشاورية جديدة حول سورية
بحث صاحب السمو امير قطر الشيخ تميم بن حمد مع وزيري خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو وروسيا سيرغي لافروف ، في اجتماعين منفصلين بالدوحة أمس علاقات التعاون مع بلديهما وسبل تعزيزها.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية «قنا» أن الشيخ تميم بن حمد بحث خلال استقباله لافروف والوفد المرافق سبل تعزيز التعاون بين قطر وروسيا لاسيما في مجالات الاقتصاد والاستثمار والطاقة والصناعة، اضافة إلى أبرز المستجدات الإقليمية والدولية.
وذكرت الوكالة أيضا أن أمير قطر استعرض خلال استقبال جاويش أوغلو والوفد المرافق، «العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين وآفاق تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، كما تمت مناقشة أبرز المستجدات على المستويين الإقليمي والدولي».
وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بحث مع لافروف علاقات التعاون بين البلدين بالإضافة إلى آخر تطورات المنطقة لاسيما الأوضاع في سورية. وأعرب عن تطلع بلاده للمشاركة في منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي المزمع عقده في شهر يونيو القادم.
كما اجتمع بن عبدالرحمن، مع نظيره التركي واستعرض معه علاقات التعاون الثنائي بين البلدين وآخر تطورات المنطقة، لاسيما الأوضاع في سورية.
ثم عقد الوزراء اجتماعا ثلاثيا، وذكر وزير الخارجية القطري أنه بحث مع نظيريه الروسي والتركي آليات إيصال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء سورية، مضيفا أن هناك حاجة ماسة لتخفيف معاناة السوريين.
وتعليقا على الدعوة التي اطلقها لافروف لإعادة عضوية النظام الى الجامعة العربية، قال إن أسباب تعليق عضوية سورية في جامعة الدول العربية في 2011 لاتزال قائمة، في حين قال جاويش أوغلو إن التواصل الدولي مع حكومة الأسد في الآونة الأخيرة أعاق الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي بإضفاء مزيد من الشرعية عليها.
وأعلن وزراء الخارجية الثلاثة في مؤتمر صحافي مشترك عن إطلاق عملية تشاورية جديدة بين دولهم بشأن التسوية السورية. وأكد الوزراء أن الحل الوحيد للصراع الذي راح ضحيته مئات الآلاف وتشرد بسببه ملايين السوريين هو تسوية سياسية تتماشى مع قرارات الأمم المتحدة.
بدوره، قال وزير الخارجية التركي إن تركيا وروسيا وقطر تبذل محاولة مشتركة للدعوة إلى حل سياسي للصراع السوري المستمر منذ عشر سنوات. وأضاف «أطلقنا اليوم عملية تشاور ثلاثية جديدة… هدفنا هو مناقشة كيف يمكننا المساهمة في الجهود الرامية إلى حل سياسي دائم في سورية». لكن لافروف شدد على أن الدول الثلاث لا تسعى لطرح بديل للجهود التي تبذلها تركيا وروسيا وإيران منذ عام 2017 للحد من القتال في سورية ومناقشة حل سياسي، تحت مسمى مسار استانة.
وقال «لا يسعني إلا أن أرحب برغبة قطر في الإسهام في تهيئة الظروف للتغلب على الوضع المأساوي الحالي في سورية».
وتبنى لافروف وبن عبدالرحمن وأوغلو بيانا ختاميا أورده موقع «روسيا اليوم»، وشددوا فيه على التزام دولهم بالحفاظ على سيادة واستقلال ووحدة أراضي سورية وفقا لميثاق الأمم المتحدة، كما أعربوا عن قناعتهم بغياب أي حل عسكري للنزاع السوري وأكدوا عزمهم على المساعدة في تقديم عملية سياسية تحت إشراف الأمم المتحدة من أجل مساعدة أطراف الأزمة في التوصل إلى حل سياسي وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
وأشاروا إلى أهمية دور اللجنة الدستورية السورية وأعربوا عن دعمهم لمواصلة عملها على نحو بناء دون أي تدخل خارجي.
وذكر وزير الخارجية الروسي أن الدول الثلاث اتفقت على تفويض ممثلين خاصين عنها بتنسيق جهودها في هذا الاتجاه، مع عقد اجتماعات وزارية على أساس دوري، معتبرا أنها ستكون «إضافة مفيدة إلى الجهود التي تبذلها روسيا وتركيا وإيران ضمن آلية أستانة».
وردا على سؤال عن توقيت إطلاق الآلية التشاورية الجديدة، صرح لافروف بأن العمل بهذه الصيغة انطلق بالفعل قبل نحو عام، وقد نظمت ثلاثة اجتماعات بين ممثلين عن الأطراف الثلاثة لتبادل الآراء بشأن طرق الإسهام في التسوية السورية.
بدوره، دعا الوزير القطري لأن تكون «هذه الاجتماعات بصورة دورية ليكون التنسيق مستمرا».