#صحيفة أمريكية تحذر #بايدن: فرض أي شروط قد يدفع “#مصر” لتعزيز شراكاتها مع أقطاب وقوى #دولية أخرى .
حذرت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن فرض أي شروط في إطار العلاقات مع مصر أو على المساعدات الأمريكية لمصر من شأنه تعزيز التصور أن الولايات المتحدة شريك غير موثوق، وهو ما قد يدفع مصر لتعزيز شراكاتها مع أقطاب وقوى دولية أخرى لا تطرح مثل هذه الشروط في مقاربة علاقاتها مع دول العالم.
وقالت الصحيفة إنه بعد ثورة 30 يونيو والتخلص من حكم جماعة الإخوان، جمدت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما جزءًا كبيرًا من مبيعات الأسلحة إلى مصر بحجة دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان، فما كان من مصر إلا أن اتجهت لتنويع مصادر تسليح جيشها من دول مثل فرنسا وروسيا، ولكن بعد أن تشكل الانطباع بأن الولايات المتحدة تقف ضد مصر في لحظة فارقة من تاريخها.
وأوضحت الصحيفة أنه بين عامي 2000 و2009، شكلت مبيعات مشتريات الأسلحة من الولايات المتحدة 75% من إجمالي واردات مصر من الأسلحة، لكن خلال العقد التالي لم تشكل الأسلحة الأمريكية أكثر من 23% من مشتريات الأسلحة في مصر، مع تزايد اعتماد الأخيرة على مصادر غير أمريكية للتسلح بعد عام 2013. وأضافت الصحيفة أن مصر تُعد موضع منافسة وتسابق بين القوى العظمى في العالم على إقامة الشراكات معها، بفضل موقعها الاستراتيجي بين أفريقيا وآسيا وأوروبا، وتحكمها في قناة السويس التي تعد أقصر طريق للشحن بين آسيا وأوروبا، فضلًا عن طاقتها البشرية الهائلة التي تربو على 100 مليون نسمة.
وبالإضافة إلى أهميتها التجارية، يعد التحليق عبر المجال الجوي المصري والوصول السريع عبر قناة السويس أمرًا بالغ الأهمية للعمليات العسكرية الأمريكية المستمرة في نطاق القيادة المركزية العسكرية الأمريكية. وفي خضم تهديدات إيران المتزايدة في عام 2019 على سبيل المثال، سمحت مصر بعبور حاملة الطائرات الأمريكية أبراهام لينكولن والقاذفات المرتبطة بها عبر السويس إلى المنطقة.
وتابعت الصحيفة أن موجة الربيع العربي التي دعمتها إدارة أوباما أدت إلى صعود “فرعون آخر” هو الرئيس المعزول الراحل محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان، التي تقوم أيديولوجيتها بالأساس على العداء للغرب وفي القلب منه الولايات المتحدة، وفي الواقع فإن جماعة الإخوان تشارك تنظيم داعش الإرهابي نفس الأهداف، مضيفة أنه بعد فترة وجيزة من فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2012، منح مرسي نفسه صلاحيات مطلقة، وصادق على عجل على دستور ديني جديد تمت صياغته مع حلفاء سلفيين.
وخلصت الصحيفة إلى أن وقف المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر أو فرض أي شروط عليها باسم الديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان سيقوض مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة، فضلًا عن مصداقيتها كحليف، بينما يساعد روسيا والصين في تحقيق هدف تجاوز الولايات المتحدة كشريكين أمنيين في الشرق الأوسط لا يفرضان شروطًا في شراكاتهما.