السعودية ( تدمر ) صاروخاً بالستياً و6 طائرات مفخخة
رغم أن الولايات المتحدة شطبتها أخيراً من قائمة المنظمات الإرهابية، صعّدت حركة “أنصار الله” الحوثية المتمردة هجماتها على السعودية، وبوتيرة يومية، مستهدفة مناطق عدة في المملكة، ولكن من دون أن تسفر هذه الهجمات، التي ووجهت بانتقادات واسعة، عن سقوط ضحايا.
تمكّنت السعودية من اعتراض وتدمير صاروخ بالستي و6 طائرات مسيرة من دون طيار (درون) أطلقها الحوثيون الموالون لإيران على العاصمة الرياض ومناطق أخرى في المملكة ليل السبت- الأحد.
وأعلنت قناة “الإخبارية” السعودية اعتراض “هجوم بالستي” أطلقه المتمردون الحوثيون. ونقلت القناة عن التحالف أنه تم “تدمير هجوم بالستي من ميليشيا الحوثي تجاه الرياض”.
كما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن الناطق باسم التحالف العميد تركي المالكي قوله إن قوات التحالف المشتركة تمكّنت، مساء السبت وصباح أمس، “من اعتراض وتدمير صاروخ بالستي واحد أطلقته الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران تجاه مدينة الرياض”.
وقال المالكي إن التحالف اعترض أيضا “6 طائرات درون مفخّخة أطلقت تجاه المملكة لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية، بطريقة ممنهجة ومتعمدة في المنطقة الجنوبية، وكذلك مدينة جازان ومدينة خميس مشيط”.
واتهم التحالف المتمردين الحوثيين بأنهم “يتعمدون التصعيد العدائي والإرهابي لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية باستخدام الصواريخ البالستية والطائرات من دون طيار المفخخة”.
وأكد الدفاع المدني السعودي أن “الشظايا تناثرت على عدة أحياء سكنية في مواقع متفرقة”، موضحاً أنه “نتجت عن سقوط إحدى الشظايا أضرار مادية بأحد المنازل من دون وقوع إصابات بشرية أو وفيات”.
الحوثيون يتوعّدون
وتبنّت حركة “أنصار الله” الحوثية المتمردة العملية متوعدة بهجمات “أوسع”، وأعلن الناطق العسكري باسمها يحيي سريع أن “الحوثيين استخدموا في الهجمات صاروخاً بالستياً و15 طائرة مسيرة”.
وقال سريع إن “عملية توازن الردعِ الخامسة تأتي رداً على تصعيدِ التحالف المستمر والمتواصلِ على شعبنا العزيز”. وأضاف: “تم تنفيذ العملية بصاروخٍ بالستي نوع ذوالفقار و15 طائرةً مسيرةً منها 9 طائراتٍ مسيرةٍ نوع صماد 3 استهدفت مواقعَ حساسةً في الرياض”.
وأشار إلى أن “6 طائراتٍ مسيرةٍ نوع قاصف 2k استهدفت مواقعَ عسكريةً في مناطقِ أبها وخميس مشيط وكانت الإصابةُ دقيقةً”،لافتا إلى أن “العملية النوعية استمرت من مساءِ السبت وحتى صباحِ الأحد”.
وأكد أن “عملياتِهم مستمرةٌ وستتوسعُ أكثرَ فأكثرَ طالما استمر العدوانُ والحصارُ على بلدِنا”، داعيا سكان تلك المناطق إلى الابتعاد عن كافةِ المواقعِ والمطاراتِ العسكريةِ أو التي قد تُستخدمُ لأغراضٍ عسكرية.
إدانات عربية
وأعربت وزارة الخارجية عن إدانة واستنكار الكويت، بأشد العبارات، مواصلة الميليشيات الحوثية ارتكاب جرائمها الإرهابية واستهداف المدنيين ومناطقهن المدنية في العاصمة الرياض وباقي المدن في المملكة بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة المفخخة، مؤكدة الوقوف إلى جانب المملكة وتأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها وسيادتها.
وقالت الخارجية إن إصرار الميليشيات الحوثية على مواصلة هذه الأعمال الإرهابية يشكل استمرارا للتصعيد الخطير، للإضرار بأمن السعودية وتقويض استقرار المنطقة، وتحد سافر للقانون الدولي والإنساني وعرقلة للجهود الدولية الساعية للوصول إلى حل سياسي ينهي الصراع الدائر في اليمن.
وجددت دعوة الكويت للمجتمع الدولي ولاسيما مجلس الأمن للقيام بواجباته للجم هذا التصعيد الخطير ووضع حد له وصيانة الأمن والسلم الدوليين.
وتوالت ردود الفعل المدينة للهجمات، فقد دانت وزارة خارجية البحرين واستنكرت بشدة “هجمات ميليشيات الحوثي الإرهابية”. وأكدت، في بيان، “تضامن البحرين مع السعودية في كل ما تتخذه من إجراءات تجاه هذه الاعتداءات الإرهابية الغادرة، التي تستهدف بشكل متعمد وممنهج المدن والمنشآت المدنية والمدنيين الآمنين في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني”.
وأعربت مصر عن “بالغ ادانتها واستنكارها لمواصلة ميليشيا الحوثي أعمالها الارهابية الموجهة صوب أراضي السعودية الشقيقة، والتي كان آخرها استهداف مدينة الرياض بصاروخ بالستي”.
وجددت وزارة الخارجية المصرية في بيان تأكيد بلادها على “التضامن الكامل مع السعودية ودعمها المستمر لكافة التدابير التي تتخذها لصون أمنها واستقرارها وحماية سلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها في مواجهة هذه الأعمال الارهابية الخسيسة، التي تمثل انتهاكا جسيما للقانون الدولي وتهديدا واضحا للسلم والأمن الاقليميين”.
كما دانت وزارة الخارجية اللبنانية، الاعتداء، واستنكرت “أي استهداف للمدنيين الأبرياء”، واعتبرت هذا الاعتداء “انتهاكا للقوانين الدولية التي تحرم التعرض للمدنيين”.
بدورها، دانت الامانة العامة لمنظمة التعاون الاسلامي بشدة استهداف “ميليشيات الحوثي الارهابية لمدينة الرياض والاعيان المدنية والمدنيين جنوب السعودية”.
ودعا البرلمان العربي الدول العربية والاسلامية الى التضامن الكامل مع السعودية في مواجهة مخططات استهدافها والمساس بسيادتها ودعمها فيما تتخذه لمنع التدخل في شؤونها الداخلية.
ودانت وزارة الخارجية اليمنية بشدة “هجمات الحوثي الارهابية على الرياض ومدينتي جازان وخميس مشيط بصواريخ بالستية وعدد من الطائرات المسيرة”، مشيرة إلى “أن تلك الأعمال الإرهابية تعتبر جريمة حرب تعرض حياة المدنيين للخطر، وهو ما يتطلب محاسبة الإرهابيين بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني”.
وأكد البيان “ضرورة وضع حد لتصرفات الميليشيات الإرهابية واستهتارها بالقوانين والمواثيق الدولية واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحفاظ على امن واستقرار المنطقة”.
مقتل مدنيين
إلى ذلك، قُتل 5 مدنيين يمنيين بينهم امرأة وطفلة في سقوط قذيفة هاون على منزل قريب من خطوط التماس بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين جنوب مدينة الحديدة، في هجوم تبادل الطرفان الاتهامات بالوقوف خلفه.
ووقع الحادث في وقت تشهد حرب اليمن تصاعدا كبيرا مع محاولة المتمردين التقدم للسيطرة على مدينة مأرب القريبة من صنعاء، آخر معاقل الحكومة في الشمال.
وقال مسؤول في القوات الحكومية إنّ المدنيين الخمسة قتلوا “أثناء محاولة الحوثيون استهداف قواتنا بقذيفة هاون سقطت على منزل تابع لمدنيين” في منطقة متاخمة لمدينة الحديدة.
تصعيد بمأرب
وأمس الأول، دعت الحكومة اليمنية المنظمات الإنسانية إلى “تحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية والتدخل العاجل لإنقاذ حياة المدنيين والنازحين بمحافظة مأرب التي تشهد تصعيدا عسكريا وتتعرض للقصف من قبل ميليشيات الحوثي للأسبوع الثالث”.
وقالت وزارة الخارجية اليمنية، في بيان، إن “مأرب تتعرض منذ مطلع فبراير الماضي، لأكبر وأشرس هجمات حوثية استخدمت فيها الميليشيات كل أنواع الأسلحة بما فيها الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية”.
وأضاف أنه “وفي ليلة واحدة مساء الجمعة تعرضت مأرب لعشرة صواريخ بالستية، مشيراً إلى أن “مأرب تستضيف منذ الانقلاب الحوثي أكثر من مليوني نازح فروا من بطش وظلم ميليشيا الحوثي بحثاً عن الأمان”.