علي العلي: غيابي عن رمضان المقبل ( استراحة محارب )
اعتاد المخرج البحريني علي العلي المنافسة بقوة في المواسم الدرامية المختلفة، مؤكدا أن استغراق مسلسله الأخير «دفعة بيروت» 10 أشهر لتصويره في خضم أزمة كورونا، وانفجار مرفأ بيروت، أنهكه فنيا ونفسيا، مفضلا الغياب عن الموسم الدرامي لرمضان المقبل. واعتبر العلي، في حوار ، أن «فترة الغياب هي استراحة محارب، أحتاج إليها لإعادة ترتيب أوراقي للعودة في أعقاب رمضان بأعمال مهمة »، وفيما يلي التفاصيل:
* بداية، هل تجهز لأعمال درامية جديدة في الفترة الحالية؟
– أقرأ عدة نصوص درامية مطولة، ولم أقرر حتى الآن اختيار أحدها، ولكني أستعد لتصوير مسلسل قصير مكون من 8 حلقات مع شركة “ايغل فيلم” للمنتج جمال سنان، يتم عرضه عبر إحدى المنصات الإلكترونية، عقب رمضان المقبل، حيث ينشغل الجميع الآن بأعمالهم الدرامية للمنافسة الرمضانية.
* لكنك لا تشارك في الموسم الدرامي لرمضان على غير المعتاد… فما السبب؟
– لظروف غير طبيعية استغرق مسلسلي الأخير “دفعة بيروت” 10 أشهر من التصوير في لبنان، حيث علقت وفريق العمل بالكامل هناك في ظل الإغلاق العالمي لحركة الطيران والسفر، تأثرا بجائحة كورونا، ثم جاء الحادث المروع لانفجار مرفأ بيروت.
في الحقيقة مررنا بأصعب الظروف أثناء تصوير هذا العمل كما لم يحدث لنا من قبل، ولذلك فقد شعرت بالإجهاد الشديد، وأصبحت منهكا فنيا ونفسيا، ولذلك احتجت إلى فترة اعتبرها “استراحة محارب”، أعيد من خلالها ترتيب ذهني وأوراقي لأعود بأعمال أكثر قوة كما اعتاد مني الجمهور.
* هل ردود الفعل على مسلسل “دفعة بيروت” مكافئة للمخاطر التي صاحبت خروجه للنور؟
– الفنان لا يحتاج مكافأة من جمهوره سوى التقدير والإشادة، والحمد لله حقق المسلسل ردود فعل قوية، وحصد النجاح المتوقع وأكثر، ومن هنا أتوجه لفريق العمل الذي تحدى ظروفا غاية في القسوة، ومارس عمله تحت ضغوط نفسية وعصبية ومهنية، وكل ذلك لم يقلل من جودة العمل وأدائهم أدوارهم، بل كانوا على قدر المسؤولية، مما ساهم في خروج المسلسل على أعلى مستوى، كما أن المنتج جمال سنان كان راعيا لفريق العمل وداعما على كل المستويات، ويرجع له الفضل الكبير في انتهاء العمل وسلامة الفريق رغم كل تلك الظروف.
* هل التعاون مستمر مع الكاتبة هبه مشاري حماده، التي أعلنت أنها تعد للجزء الثالث “دفعة لندن”؟
– أنا وهبه لدينا قدر كبير من التفاهم على مستوى العمل، ونستطيع معا أن نقدم أعمالا مختلفة تماما عن المطروحة على الساحة، حيث نغرد منفردين في ساحة ترسمها هبه باقتدار فهي كاتبة مخضرمة، وأجد متعة في التعاون المستمر معها من خلال رؤيتي الإخراجية التي غالبا ما تتفق مع فكرتها الدرامية، ولذلك كان النجاح حليفنا في الجزأين السابقين “دفعة القاهرة”، و”دفعة بيروت”، ولكن للحقيقة حتى الآن لم تبدأ أي مباحثات حول ما اذا كنت سأتصدى لإخراج الجزء المرتقب “دفعة لندن”، وإن كان يسعدني ذلك إلا أنه ليس لدي معلومة مؤكدة في هذا الشأن.
* كيف تقضي وقت فراغك في البحرين في ظل موجة الإغلاق الثانية التي تسيطر على العالم؟
– البحرين وضعها أفضل بكثير من بلدان أخرى، حيث نستطيع رغم الجائحة ممارسة حياتنا الطبيعية، وكافي الخدمات متوفرة، وكل المحال أبوابها مفتوحة وتستقبل الجميع، فالشعب البحريني واع وملتزم بخطة وزارة الصحة للسيطرة على الفيروس، لذلك فإن الأوضاع هنا مطمئنة جدا، وهو ما يجعل الحركة اليومية الطبيعية أو الفنية تسير في البحرين على نحو طبيعي.
وأنا أستمتع مع الأهل والأصدقاء في وقت راحتي، وخاصة في أجواء الطقس الجميلة، كما أن العديد من المسلسلات الخليجية تصور مشاهدها في البحرين، ومنها مسلسل “مارغريت” للفنانة القديرة حياة الفهد التي أفخر بوجودها هنا وانطلاق مسلسلها من الأراضي البحرينية.
* هل تتواصل معها أو قمت بزيارة موقع التصوير؟
– تشرفت بالتواصل معها هاتفيا مؤخرا، ورحبت بها في بلدها الثاني البحرين، لكني لم أتشرف بزيارتهم في موقع التصوير نظرا لانشغالهم، فهم يصارعون الوقت للانتهاء من العمل واللحاق بالركب الرمضاني، وأتمنى لهم التوفيق، بقيادة زميلي العزيز المخرج باسل الخطيب، كما أنني سعيد بتصوير العمل هنا، إذ إن البحرين لديها عدة خصائص تساعد أي مخرج على الخروج بعمل درامي مميز وصورة مبدعة، خاصة إذا كان المسلسل تراثيا كـ”مارغريت”، حيث إن البحرين تمتلك قرية تراثية للإنتاج الفني والإعلامي على أعلى مستوى، وهي ميزة تميزها عن غيرها من بلدان الخليج، فضلا عن ذلك نحن نحافظ على البيوت القديمة وموروثنا الشعبي إلى قدر كبير، فنحن بلد سياحي والتراث عمود أساسي في ثقافتنا وهويتنا.
* لماذا لم يحدث تعاون مع حياة الفهد حتى الآن؟
– أحد أحلامي الفنية أن أعمل مع الفنانة القديرة حياة الفهد، وبالفعل كان من المقرر أن أتصدى لإخراج مسلسلها الجديد “عرش الطاووس”، لكن تعطل المشروع بالكامل وتغيرت ملامحه إلى حد كبير في ظل جائحة كورونا، ولكن سيظل حلم التعاون معها قائما، فهي قامة فنية وفخر للدراما الخليجية.
* تكتفي هذا العام بدور المراقب للدراما… فما تقييمك للأعمال الخليجية مؤخرا؟
– أولا أتمنى لجميع زملائي التوفيق في الموسم المقبل، وسأهتم بمراقبة أعمالهم عن كثب، حيث أشعر أننا في تطور مستمر، فنحن لدينا كل الإمكانيات التي تؤهلنا للنجاح والريادة، ما ينقصنا هو الموضوع والمعالجة، وفي السنوات الأخيرة أصبحت لدينا موضوعات منوعة وطرح مختلف، ولكن بشكل عام تعاني الدراما الخليجية ضعف الدعم، فالبحرين مثلا كانت في أحد عصورها رائدة الدراما الخليجية، حيث كان تلفزيون البحرين يدعم الأعمال بقوة، أما هذا العام فلديها 4 مسلسلات فقط لرمضان المقبل، وهو الحال في عدة دول خليجية، لكن ما تبقى من هذا العصر الذهبي هو الكوادر التي تربت على يد الكبار، ومنهم المخرج أحمد المقلة، الذي نشأنا في مدرسته، وأخرج جيلا من المخرجين البحرينيين الذين أثبتوا نجاحهم وريادتهم بالدراما الخليجية.