اتفاقات أوسلو… «بساط أحمر» بنظر مستوطني الضفة الغربية
أوردت صحيفة «إسرائيل هيوم»، أمس، أن اتفاقات أوسلو تعتبر «بساطاً أحمر» في نظر المستوطنين، رغم أنها إحدى «الكوارث الكبرى» في تاريخ إسرائيل، مشيرة إلى أن الحكومة اقتطعت أجزاء من الضفة الغربية وسلمتها لـ«مخرب» أقام حكماً ذاتياً فيها.
وبحسب الصحيفة، فإنه بعد مرور 30 عاماً على عقد الجزء الأول من هذه الاتفاقات في 1993وعقد الجزء الثاني بعد عامين من ذلك، لا يوجد في اليمين من يمكن أن يقول إن هذه الاتفاقات «سيئة أو جيدة».
ولفتت إلى أن اليميني يوئيل بن نون، أحد حاخامات المدرسة الدينية «هار تسيون»، كان أحد الأشخاص المركزيين في تلك الفترة، وفتح قناة شبه سرية مع رئيس الحكومة آنذاك إسحق رابين، ورغم الانتقادات التي وجهت إليه تمكن من ترسيخ الاستيطان في هذه الاتفاقات.
واستعرض بن نون في مقابلة مع «إسرائيل هيوم»، الاتصالات التي جرت وراء الكواليس، وقال «اعتقد مهندسو اتفاقات أوسلو أن الاستيطان في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) سيتوقف بعد الاتفاق، وأنه لن يصمد وستتفكك المستوطنات، لكن رابين لم يوافق على إخلاء أي مستوطنة وعمل على ضمان أمن المستوطنات وأقام شوارع التفافية».
ولفت إلى أن «رابين كان أكثر يمينية من (رئيس الحكومة الأسبق) أرييل شارون الذي اعتبر كمؤيد متلهف للاستيطان»، موضحاً أنه «أصر على عدم إخلاء أي مستوطنة وهو الذي قال إنه لو وافقنا على إخلاء غوش قيطف ستسيطر (حركة) حماس على قطاع غزة».
وتابع بن نون «يتوجب القول وبدرجة معينة أن أوسلو أنقذ يهودا والسامرة صحيح أنه فصلنا عن المدن الكبيرة، لكن لو لم نفعل ما فعلناه حينذاك لما استوطن إسرائيليون في معظمها».
ولفتت الصحيفة إلى أن ذلك التقييم لا يقتصر على بن نون، إذ يعتقد الصحافي والمؤرخ للاستيطان حجاي هوبرمان، أنه «ورغم كون اتفاقات أوسلو شائكة جداً إلا أنها عززت الاستيطان».
وقال هوبرمان «لو أخذنا خرائط أوسلو وحللناها فسنجد أن الاستيطان هو الذي حددها، أوسلو هي التي رسخت الاستيطان».
وتابع «كان الاستيطان في الـ25 عاماً الأولى رسمياً، وساد في السنوات الثمانية في التسعينيات ومطلع العام 2000 اتفاق سياسي وتجفيف استيطاني، ورغم كل الصعوبات تمكن رؤساء المستوطنين من نقل مئة ألف إسرائيلي ليهودا والسامرة، اتفاقات أوسلو رغم سوئها إلا أنها أحسن للاستيطان».