السعودية تستضيف اجتماعاً لمستشاري الأمن الوطني بشأن الأزمة الأوكرانية
تستضيف المملكة العربية السعودية في مدينة جده اجتماعا على مدى يومين لمستشاري الأمن الوطني وممثلي عدد من الدول بشأن الأزمة الأوكرانية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) في بيان أن استضافة هذا الاجتماع الذي انطلق امس تأتي «استمرارا للمبادرات الإنسانية والجهود التي بذلها في هذا الإطار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، والاتصالات التي أجراها مع القيادتين الروسية والأوكرانية منذ الأيام الأولى للأزمة، وإبداء سموه استعداد المملكة للقيام بمساعيها الحميدة للإسهام في الوصول إلى حل يفضي إلى سلام دائم، ودعمها لجميع الجهود والمبادرات الرامية للتخفيف من آثار الأزمة وتداعياتها الإنسانية».
ونوهت «واس» إلى تطلع «حكومة المملكة إلى أن يسهم هذا الاجتماع في تعزيز الحوار والتعاون من خلال تبادل الآراء والتنسيق والتباحث على المستوى الدولي حول السبل الكفيلة لحل الأزمة الأوكرانية بالطرق الديبلوماسية والسياسية وبما يعزز السلم والأمن الدوليين، ويجنب العالم المزيد من التداعيات الإنسانية والأمنية والاقتصادية للأزمة».
وقد عبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن شكره للمملكة على تقديم «منصة لمفاوضات السلام في أوكرانيا»، في إشارة إلى اجتماع جدة الذي بدأ أمس.
وقال زيلينسكي في بيان نشر على الموقع الرسمي للرئاسة الأوكرانية: «في جدة بالمملكة العربية السعودية، بدأ اجتماع لمستشاري رؤساء الدول وممثلي وزارة الخارجية بشأن صيغة السلام، وقد تم تمثيل العديد من البلدان من قارات مختلفة، بما في ذلك بلدان الجنوب العالمي».
وأشار إلى أن اجتماعا مماثلا (لاجتماع جدة) عقد مؤخرا في كوبنهاغن، مضيفا: «نحن نتحرك خطوة بخطوة نحو عقد قمة عالمية للسلام»، موجها الشكر لجميع الداعمين لخطة السلام والذين انضموا بالفعل إلى الجهود المشتركة من أجل التنفيذ الكامل لها.
وأكد زيلينسكي ضرورة إنهاء الحرب في أوكرانيا بشكل عادل وصادق، مشددا على أن ذلك سيعود بالنفع على جميع دول العالم لأنه سيعني استعادة الاحترام الكامل للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
بدوره، قال المبعوث الأوكراني إلى الاجتماع إن المحادثات «ستكون صعبة».
وأضاف المبعوث أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة تلفزيونية مساء امس الأول «لكن ما يدعمنا هي الحقيقة، ما يدعمنا هو الخير».
هذا، ويشارك مسؤولون كبار من نحو 40 دولة من بينها: الولايات المتحدة والصين والهند في محادثات في جدة، حيث تأمل كييف التوصل إلى اتفاق على مبادئ أساسية لإنهاء الحرب سلميا.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين أمس أنه بناء على دعوة من السعودية، يشارك الممثل الخاص للحكومة الصينية للشؤون الأوراسية لي هوي في اجتماع جدة الخاص بالقضية الأوكرانية.
وقال وانغ إن بكين مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي لمواصلة لعب دور بناء في السعي للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية.
ولن تحضر روسيا هذه المحادثات، ومع ذلك قال «الكرملين» إنه سيتابعها.
وقال مسؤولون ومحللون غربيون إن الديبلوماسية السعودية كان لها أثر مهم في تأمين حضور الصين في المحادثات.
وقالت السفارة الهندية في الرياض عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن مستشار الأمن القومي الهندي شري أجيت دوفال وصل إلى جدة لحضور المحادثات. ويقول المسؤولون الأوكرانيون والروس والدوليون إنه لا يوجد أي احتمال لإجراء محادثات سلام مباشرة بين أوكرانيا وروسيا في الوقت الحالي، إذ لاتزال الحرب مستعرة.
وتوقع محللون تحدثوا لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية أن يتوصل المجتمعون إلى خارطة طريق مهمة تبلور جميع المبادرات التي قدمت لحل الأزمة الأوكرانية التي طالت تأثيراتها العالم أجمع، واصفين الاجتماع بمنزلة «رمي حجر في المياه الراكدة».
ويعتقد المحللون أن عقد هذا الاجتماع والمشاركة الدولية الواسعة فيه، بمدينة جدة، يبرزان الدور السعودي المؤثر والفاعل على الساحة الدولية، باعتبارها «رمانة الميزان» بين الشرق والغرب، نظير توازن علاقاتها وتميزها مع الجميع.
وفي هذا الصدد، قال د.عبدالله العساف أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود إن مشاركة مستشاري الأمن القومي لنحو 40 دولة في اجتماع جدة، تعني أن «الأمن العالمي مهتز، وأن المجتمعين يسعون لاستقرار العالم، وإعادة الأمن لأسواقه وغذائه، والأمن بشكل عام».
وأضاف «المملكة اليوم هي رمانة الميزان بين الشرق والغرب وتريد إحداث التوازن، ونزع فتيل الأزمات، حيث قام ولي العهد السعودي بدور مهم عبر تأسيس الشرق الأوسط الجديد الذي سيكون شريكا في النظام العالمي الجديد (…) ولن ننتظر العالم أن يكون وصيا علينا أو يخطط لنا».