أوكرانيا وروسيا ( ترفضان ) خطة سلام إندونيسية
اقترح وزير الدفاع الإندونيسي، برابوو سوبيانتو، في مؤتمر شانغريلا للدفاع والأمن في سنغافورة، أمس، خطة لإنهاء الحرب بين موسكو وكييف، في مبادرة من 3 نقاط أساسية تشمل وقف إطلاق نار وإنشاء منطقة منزوعة السلاح، ونشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، وإجراء استفتاء للسكان فيما أسماه «المناطق المتنازع عليها»، لاقت رفضاً من أوكرانيا وروسيا، كما ووجهَت بانتقادات غربية. وقال وزير دفاع إندونيسيا: «أدعو روسيا وأوكرانيا إلى الالتزام بوقف فوري لجميع الأعمال العدائية»، مشدداً على أن اقتصادات البلدان الآسيوية وإمداداتها الغذائية تضررت بشدة من هذا النزاع. وأكد أن «جاكرتا مستعدة للمساهمة من خلال إرسال وحدات لعملية حفظ سلام محتملة تابعة للأمم المتحدة». في المقابل، رأى مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، خلال مشاركته بالمؤتمر، أن السلام في أوكرانيا يجب أن يتحقق بشروط مقبولة من دون مجازفة بتجميد النزاع.
وقال في كلمته بعد الوزير الإندونيسي: «يجب أن نحقق السلام في أوكرانيا» لكن يجب أن يكون «سلاماً عادلاً وليس سلام استسلام»، في إشارة محتملة الى أن الخطة الإندونيسية التي تدعو إلى اعتبار الأراضي الاوكرانية المحتلة أراضي متنازع عليها، أي الإقرار عمليا برواية موسكو. وردّ برابوو سوبيانتو على الاتهام، وقال بصوت عال: «اسأل الإندونيسيين، كم مرة تعرّضوا للغزو». وأضاف أن «هناك انتهاكات للسيادة ليس فقط في أوروبا»، وتابع: «قدمت خطة لحل النزاع، ولا أقول مَن هو المخطئ ومَن المحق».
وفي موسكو، قال مسؤول روسي إن «أي مبادرات سلمية تستحق الدراسة، لكن المبادرة الإندونيسية تتضمن عناصر من اتفاقية مينسك التي أفشلتها كييف بدعم من الغرب». وأضاف أن «قرار السكان في الاستفتاءات التي جرت بشأن الانضمام إلى روسيا الاتحادية، لا يقبل المراجعة»، مشدداً على ضرورة وقف إمدادات الأسلحة الغربية لكييف، ووقف الأعمال العدائية والاعتراف بالحقائق الإقليمية الجديدة، وإعادة أوكرانيا لوضع الدولة المحايدة. وجاء ذلك بعد يوم من حديث المبعوث الصيني إلى أوكرانيا، لي هوي، العائد من جولة في أوروبا وروسيا، عن «صعوبات جمّة» تمنع روسيا وأوكرانيا من بدء محادثات سلام مباشرة. الى ذلك، رفض وزير الدفاع الأوكراني، أمس، الخطة الاندونيسية، واصفا إياه بالمقترح الـ «غريب». وقال: «يبدو أنها خطة روسية لا إندونيسية… لسنا بحاجة ليأتي إلينا هذا الوسيط بهذه الخطة الغريبة». وكانت إندونيسيا التي تفضّل دبلوماسية عدم الانحياز، حاولت القيام بوساطة بين الطرفين المتحاربين لإحلال السلام. وزار الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، كييف وموسكو والتقى القادة الأوكرانيين والروس العام الماضي عندما ترأست بلاده مجموعة العشرين.
ووسط ترقّب للمعركة التي تعوّل عليها بعض القوى الغربية لتحسين شروط المفاوضات لإنهاء حرب أوكرانيا، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في تصريحات نشرت أمس، أن بلاده مستعدة لشنّ الهجوم المضاد الذي طال انتظاره لاستعادة الأراضي التي احتلتها القوات الروسية بشرق أوكرانيا. وقال: «نعتقد بقوة أننا سننجح». وأضاف: «لا أعرف كم من الوقت سيستغرق. لأكون صادقا، يمكن أن يسير بعدة طرق مختلفة تماما. لكننا سنقوم بذلك، ونحن مستعدون رغم التكلفة الباهظة». ورأى زيلينسكي أن القوات البرية الأوكرانية «أقوى وأكثر تحفيزا» من نظيرتها الروسية التي تسعى للحفاظ على نحو 20 بالمئة من الأراضي التي تسيطر عليها في شرق أوكرانيا وجنوبها.