( مواقع إستراتيجية ) بالخرطوم في مرمى الاشتباكات مجدداً وسط انسداد الأفق السياسي
تجددت الاشتباكات في الخرطوم، أمس وسط تدهور الوضع الإنساني والاقتصادي وانسداد الأفق السياسي في السودان.
ودارت الاشتباكات بشكل عنيف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بمنطقة أم درمان القديمة التي شهدت انفجارات عنيفة واستخداما للأسلحة الثقيلة وتبادلا كثيفا لإطلاق النار بين الطرفين.
وشملت منطقة الاشتباك عددا من المواقع الاستراتيجية بما فيها محيط هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمي، ومقر رئاسة شرطة أم درمان وبلديتها، وزاد من خطورة الوضع قرب منطقة الاشتباكات العنيفة من المستشفيات والأحياء الحيوية المكتظة بالسكان وكذلك قربها من جسر «شمبات» الذي تسيطر عليه «الدعم السريع».
وسمع دوي انفجارات متتالية وسط وجنوب العاصمة السودانية وبعض الأحياء والطرق المجاورة.
وعلى المستوى السياسي، اشترطت الوساطة السعودية – الأميركية الراعية لمحادثات أطراف القتال، استئناف عملية التفاوض بينهما بمدى توافر عوامل جدية الطرفين والتزامهما ببنود وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية لضحايا الحرب، وفقا لقناة «روسيا اليوم» الإخبارية.
وعلى المستوى الإنساني، يشهد الوضع المعيشي تدهورا مستمرا بسبب نقص المواد الغذائية والاحتياجات الضرورية مع ندرة حادة في الخبز، فيما لايزال هناك ضعف في الخدمة الطبية والرعاية الصحية للمرضى لاسيما أصحاب الأمراض المزمنة مثل السكر وارتفاع ضغط الدم الذين نفدت لديهم الأدوية اليومية إلى جانب معاناة مرضى السرطان وغسيل الكلى التي تتفاقم يوما بعد يوم.
في هذه الأثناء، قال الهلال الأحمر السوداني إن القتال المستمر في الخرطوم ودارفور أرغم المتطوعين على دفن 180 قتيلا على الأقل انتشلت جثثهم من مناطق القتال، من دون التعرف على هوياتهم.
وقال الهلال الأحمر في بيان إنه منذ اندلاع القتال في 15 أبريل الماضي، دفن متطوعون جثثا مجهولة الهوية في مقبرة الشقيلاب بالعاصمة ومقابر أخرى بدارفور.
وأضاف ان متطوعيه وجدوا صعوبة في التنقل في الشوارع لانتشال الجثث «بسبب القيود الأمنية».
جاء ذلك غداة حث مجلس الأمن الدولي طرفي النزاع في السودان على الوقف الفوري للأعمال العدائية وتيسير إيصال المساعدات الإنسانية.
وشدد أعضاء مجلس الأمن خلال اجتماعهم مساء امس الأول على «ضرورة قيام الطرفين بوضع ترتيب دائم لوقف إطلاق النار، واستئناف العملية الرامية إلى التوصل إلى تسوية سياسية دائمة وشاملة وديموقراطية في السودان».
وقال البيان إن «أعضاء المجلس يدينون بشدة جميع الهجمات على السكان المدنيين، وموظفي الأمم المتحده والأفراد المرتبطين بها، والعاملين في المجال الإنساني، فضلا عن الأهداف المدنية، والطواقم والمرافق الطبية، وعمليات نهب الإمدادات الإنسانية».
واكد أعضاء المجلس مجددا دعمهم الراسخ للدور القيادي لأفريقيا وأشاروا إلى خارطة الطريق التي وضعها الاتحاد الأفريقي لحل الصراع في السودان.
وقرر مجلس الأمن تمديد تفويض بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان (يونيتامس) حتى 3 ديسمبر 2023.
وأفاد المجلس بأن تواجد البعثة الأممية هناك يكون أكثر أهمية من أي وقت مضى، وذلك لتنسيق استجابة الأمم المتحدة للتحديات المعقدة التي تواجهها السودان.