علاج جديد ل«كورونا» يعطل تكاثر الفيروس بالجسم
توصل فريق بحثي من جامعة «ماكجيل» الكندية إلى توظيف «مرفق مصدر ضوء السنكروترون الوطني»، ومقره جامعة «ساسكاتشوان»، في اكتشاف جزيء صغير قد يساعد في مكافحة «كوفيد-19»، ويمكن أن يساهم في ترسانة جديدة من العلاجات التي تشق طريقها ببطء إلى السوق
ويستخدم الجزيء العلاجي الجديد الذي تم الإعلان عنه في دراسة نشرتها أول من أمس دورية «المجلة الأوروبية للكيمياء الطبية» الطريقة نفسها للعلاج المعتمد حالياً، والخاص بشركة «فايزر»، وهو تعطيل آلية تكاثر الفيروس
ويحول فيروس «كورونا» المستجد الخلايا البشرية إلى مصانع فيروسات تصنع منه آلاف النسخ، ويساعده على التكاثر بهذه الطريقة وجود بروتينات عاملة بالجسم، ويركز الفريق البحثي على الجزيئات الصغيرة التي يمكنها الارتباط بهذه البروتينات ومنع عملية التكاثر، وشبهوا ذلك بإلقاء مفتاح ربط في الآلة التي تصنع الفيروسات
يقول أنتوني ميترماير، الأستاذ المشارك في قسم الكيمياء في جامعة «ماكجيل»، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لـ«مرفق مصدر ضوء السنكروترون الوطني» بكندا: «هناك حاجة إلى علاجات، بالإضافة إلى الجهود المتعلقة باللقاحات، ونظراً لأننا أصبحنا أكثر دراية بكيفية عمل الفيروس، أصبح من الواضح أنه سيكون من المفيد للغاية وجود بعض الطرق الإضافية لمكافحة الوباء»
ويضيف: «إننا بحاجة إلى اللجوء إلى استراتيجيات إضافية للتصدي للفيروس في أعقاب متغيرات التهرب المناعي، وانخفاض امتصاص اللقاح في جميع أنحاء العالم، فمن المهم حقاً أن نجد في النهاية وضعاً طبيعياً جديداً يمكن أن تعود فيه حياتنا إلى شيء مثل ما كنا نعرفه من قبل»
وتمت الموافقة مؤخراً على أول جزيء علاجي صغير من شركة «فايزر»، ويستهدف بروتين يساعد الفيروس على التكاثر داخل الجسم، ويعمل الجزيء العلاجي الجديد لفريق جامعة «ماكجيل» على استهداف البروتين نفسه، ومع ذلك فإن الفريق البحثي يزعم أن الجزيء الخاص بهم يختلف عن جزيء شركة «فايزر»، مؤكدين أنه من الضروري وجود مجموعة متنوعة من الجزيئات للعلاج لمنع الفيروس من تطوير المقاومة
ويقول نيكولاس مويتيسير، أستاذ الكيمياء في جامعة «ماكجيل»: «من الجيد أن يكون لديك صندوق من الأدوات المختلفة للعلاج، فنحن ننظر إلى البروتين نفسه، ولكن المهم حقاً هو أن الجزيء الخاص بنا مختلف تماماً، فإذا تحور الفيروس لعرقلة نشاط عقار (فايزر)، نأمل وقتها أن يظل الجزء الخاص بنا يوفر حماية فعالة»
ويأمل الفريق البحثي أن يكون الجزيء العلاجي فعالاً كعلاج فموي لمرضى «كوفيد-19»، وذلك بفضل الإمكانيات المتاحة في «مرفق مصدر ضوء السنكروترون الوطني»، والذي كان مفيداً في معرفة كيفية ارتباط الجزيء بالبروتين بالضبط، مما يسمح للباحثين بتصور مدى فعالية الجزيء الخاص بهم
ويقول مويتيسير: «نحن نستخدم برنامجاً لتصميم هذه الجزيئات الجديدة، ثم نذهب إلى المختبر ونصنعها، ولكن ليس لدينا أي دليل على أنها ترتبط حقاً بهذه البروتينات، ولتأكيد آلية العمل أو الارتباط، ساعدنا (مرفق ضوء السنكروترون) في ذلك»