أحمد النواف: مُقبلون على عهد جديد
شدد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ أحمد النواف، على رجال الأمن، ضباطاً وأفراداً، بضرورة التعامل مع الجمهور، من مواطنين ومقيمين، باحترام، بعيداً عن الظلم أو الإهانة، ولاسيما للوافدين الذين دعا إلى التعامل معهم بمسطرة واحدة، الأميركي مثل الهندي، وأن الظلم غير موجود في قاموسه، متوعداً أي ضابط يسيء أو يتعسف مع المواطن او المقيم، بألا يكون له مكان في وزارة الداخلية، بعد اتخاذ الإجرءات القانونية بحقه
وفيما أكد النواف، خلال استقباله القيادات الأمنية ومنتسبي الوزارة، أمس في مبنى الوزارة، للتهنئة بمنصبه الجديد، ضرورة تطبيق القانون، ومخالفة من يتجاوزه، شدد في الوقت نفسه على ضرورة احترام الجميع، «وألا تظلم أو تتعسف مع الناس»، مشيراً إلى أن قضية التركيبة السكانية سيناقشها عبر مجلس الوزراء، للتعامل مع الأعداد الهائلة التي تأتي الى الكويت وهي فوق طاقتها، من خلال تعديل التركيبة السكانية، واستغلال طاقات الشباب الكويتي، وهي القضية التي ستكون شغله الشاغل
وخاطب الوزير القيادات بالقول: «الكل يعرف حجم المسؤوليات الجسام التي تقع على عاتق وزارة الداخلية، فعليها العبء الأكبر من أي وزارة أخرى، وبلا شك، فإن كل الجهات الحكومية لها دور كبير، لكن وزارة الداخلية هي التي تنصب عليها كل المشاكل ولذلك يجب علينا ان ننظر نظرة الى الامام»، مشيداً بدور وكيل وزارة الداخلية الفريق أنور البرجس، حيث قال: «غالبيتكم تعرفونه جيداً وتعرفون معدنه، وأطلب منكم التعاون في ما بينكم وأعدكم أنني مهما أفعل فلن أظلم أحداً، و(الظلم مو في قاموسي)، جئت لإصلاح الوضع، وليس معنى ذلك أن يغضب مني البعض، فالنقل والتقاعد والتدوير سنة الحياة ولابد أن نتقبل سنة الحياة، وأرجو ألا يغضب مني أحد في حال تم نقله إلى قطاع آخر أو تمت إحالته للتقاعد، والفريق البرجس خير دليل على ذلك، فقد عمل في مواقع وقطاعات عدة بالوزارة، وكان يقول السمع والطاعة، وكذلك كنت أنا قبله وعملت في قطاعات عدة بالوزارة، فأرجو ألا يغضب أحد، فالوكيل يرشح الأسماء للنقل أو التقاعد أو الترقية، ونحن نعتمدها»
وتابع: «جئت للوزارة لأحاول وأبذل كل ما أستطيعه للنهوض بها، وإذا لم نتعاون فلن ننهض بالوزارة، وأثق أننا إذا وضعنا أيدينا في أيدي بعضنا، فستتحقق الأهداف المنشودة، وسوف يكون لي اجتماع قريب معكم لمناقشة كافة القضايا والمشاكل من أكبرها لأصغرها، ووضع الحلول لها، وباب الفريق البرجس مفتوح للجميع، فهو يسعى حالياً للقيام بكل الخطوات التي تهدف إلى تطوير الوزارة، فسيستمع لجميع المشاكل، وسوف يستقبل أي ضابط مظلوم بالفعل وسيحل مشكلته، ومع تطبيق القانون لن يظلم أحد»
واستدرك «لنحرص على المواطن بالدرجة الأولى، علينا أن نشعر به، ونستشعر بمتطلباته، وأكثر من يتعامل مع المواطنين ضباط الصف في الأمن العام والنجدة والمرور، فهم يشعرون بمشاعر الناس، ونأتي إلى المخافر والشكاوى التي تأتي إليها، يجب الاهتمام بها، ركزوا على المواطنين وساعدوه قدر ما تستطيعون، وبالحق وليس بالتعسف، يجب احترام الصغير قبل الكبير، ويجب احترام الوافد، إن كان هندياً أو أميركياً، والاحترام منكم يجب أن يكون لكافة شرائح المجتمع والمقيمين على أرض الوطن الحبيبة، وذلك بالتعامل الراقي معهم، خصوصاً من الضباط والعسكريين الذين يعملون بالميدان والطرق، فإذا أردت أن تحرر له مخالفة فعليك احترامه، تريد أن تحرر له مخالفة فلا مشكلة، ولكن عليك احترامه، وصدقوني أي شكوى على ضابط يسيء ويتعسف مع المواطن أو المقيم بعد الاجرءات القانونية التي ستتخذ بحقه، لن يكون له مكان بيننا، لأن الذي لا يحترم المواطن والمقيم لا يحترم بلده، ونحن كذلك لن نحترمه، فأرجو احترام الجميع، وتطبيق مسطرة القانون على الجميع، وتذليل العقبات التي تواجهم وتسهيل أمورهم، وهذا سوف ينعكس على سمعة الجهات الحكومية»
وقال النواف إن «هناك أموراً كبيرة كانت مخفية، سمعت بها، من مثل عدم وجود عقود أو صيانة أو آليات ومشاكل على الكاميرات الحدودية، هناك كثير من المشاكل يجب حلها، لنعمل ونحن مرتاحون، ويجب وضع أيدينا بأيدي بعض، ونضع اصبعنا على موضع الخلل، ويجب أن نراعي الله بالوطن والمواطن، فنحن لسنا مخلدين وجميعنا سوف نغادر الحياة، وسوف نقابل رب العالمين وسيحاسبكم واحداً واحداً، تذكروا هذه الكلمة، فالزمن يمشي وموعدك مع ربك لا تعرف متى، اليوم أو غداً أو بعده، سوف يبدأ الحساب مع رب العالمين، كلكم مسلمون، وتصلون وتعلمون أن الأفعال التي تفعلونها إلى أين تذهب بكم، فلا تجعلوها تأخذكم إلى جهنم ضع الله أمامك وأنت تصلي وأنت تعمل، حاول تخدم بلدك بما يرضي ربك، لا تبوق، لا تخاف، وليكن لديك سلطة القرار، كن صاحب قرار، طالما أنك تعلم أنك تطبق القانون فاصدر قرارك ولا تظلم، أنتم قادة وأرجو إيصال هذه الرسالة إلى إخواننا الضباط وأبنائنا العسكريين، أنا أتيت لأخدم الكويت وأضع يدي بأيديكم، فلا تذهب إلى الجهة التي أتضرر منها، وهي أن تظلم وتتعسف مع الناس وكأنهم حشرات أمامك لا تعبرهم ولا تعطيهم أي اهتمام، لماذا؟ لا تجعل الأيام تدور، ويأتي نفس الشخص الذي عاملته معاملة سيئة، وتروح له وتكون حاجتك عنده وتنحرج
فأكثركم يعرفني جيداً، ويعرف أسلوبي، لا أقبل بالأمور التي تسيء إلى المواطن، فهو شغلي الشاغل، وجئت لأخدمه»
وختم الوزير كلامه بالقول: «إن التعداد السكاني للمواطنين قليل، وسيكون هناك تنسيق مع مجلس الوزراء لدراسة الأعداد الهائلة التي تأتي الى الكويت وهي فوق الطاقة، ويجب تعديل التركيبة السكانية، وعلينا استغلال طاقات الشباب الكويتي الذين لا عمل لديهم، وهذا الملف شغلنا الشاغل، وسأناقشه مع مجلس الوزراء، وأنا أتكلم عن الأفكار التي أسمعها، وستتضح لدي الصورة عندما أناقش الأمر مع الإخوة في مجلس الوزراء، فهذا ما لدي وأحببت إيصاله إليكم»
بذل الغالي والنفيس لترجمة الثقة السامية على أرض الواقع
أعرب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الفريق أول متقاعد الشيخ أحمد النواف، عن خالص شكره وتقديره وامتنانه لسمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، على منحه الثقة الغالية واختياره لتوليه حقيبة وزارة الداخلية، معتبراً إياها وسام فخر واعتزاز، مؤكداً أن هذه الثقة الأميرية ستظل خير حافز لبذل المزيد من الجهود والعمل الدؤوب والعطاء لدعم أمن الوطن والمواطنين في ظل القيادة العليا الرشيدة
وأكد أن «هذا التكليف أمانة غالية نسأل العلي القدير أن يعيننا عليها»،مؤكداً تجديد العهد والوعد باسمه ونيابةً عن منتسبي المؤسسة الأمنية ببذل الغالي والنفيس في سبيل حماية الوطن واستقراره وسلامة وأمن مواطنيه
تعديل الأوضاع بالإنصاف
أكد الشيخ أحمد النواف أنه جاء إلى وزارة الداخلية للإصلاح وتعديل الأوضاع بالعدل والانصاف، وخاطب القياديين بالقول «أنا كنت أعمل بوزارة الداخلية، وتقاعدت منها منذ سنوات، واتجهت للعمل كمحافظ، ومن ثم الى مؤسسة الحرس الوطني، ولكن القدر جاء بي مرة أخرى لكم بوزارة الداخلية، كيف؟ لا أعلم، ولكن أتيتكم، والتعامل معكم سوف يكون سهلاً بالنسبة لي، كوني كنت أعمل معكم بالسابق، وأعرف غالبيتكم من وكلاء مساعدين ومديرين عامين»
«الداخلية» عهد جديد وصفّ ثانٍ
قال النواف: «نحن مقبلون على عهد جديد وسنهتم بتطوير وزارة الداخلية، ووضع خطة زمنية لمدة 5 سنوات مقبلة لتأهيل قادة للمستقبل
بارك الله في من كانوا موجودين، وجزاهم الله خيراً، فقد اجتهدوا وأعطوا، ويجب ألا ننكر ذلك، نشكرهم ونثني عليهم طوال السنين التي قضوها في خدمة بلادهم، ولنعط فرصة للصف الثاني من القيادات وتهيئتهم، ليتعلموا من القادة الموجودين عندنا، فليس لدينا صف ثانٍ، وسنبدأ الآن في بحث هذا المشكلة، وطالما أنا موجود وقبل أن أخرج من الوزارة، يجب أن أهيئ قادة جدداً لسنوات مقبلة، والداخلية فيها أجيال موجودة، ويجب أن يبدأ العمل في تأهيلهم والاهتمام بهم، ويتعلمون منكم كقادة، وتستفيدون من أفكارهم»
تجربة دبي
شدد الوزير النواف على أن «المعاملات الورقية يجب أن تنتهي، وما في شي صعب أو ما نقدر عليه، وأقرب مثال لدينا دبي، فالمواطن والمقيم هناك ينجز معاملته وهو في منزله، ونحن لا نطالب أن ينجزها في منزله، ولكن على الأقل يراجع إدارة واحدة يستطيع انجاز جميع معاملاته فيها، من دون التوجه الى الإدارات الأخرى»
وتابع «سأجتمع مع قياديي إدارة نظم المعلومات لوضع حلول سريعة وخطة عمل، لتسهل معاملات المواطنين والمقيمين في وزارة الداخلية بكل سهولة ويسر، ويجب أن ننجز هذه المهمة لإخراج وزارة الداخلية بأبهى صوره حضارية ومتقدمه، ليس لدي مانع من إيفاد لجنة مختصة من الوزارة لدبي للاطلاع على تجربتهم، أو نأتي بهم إلى الكويت، وعلينا أن نسعى ونكون في المقدمة بتطوير العمل»
عودة مقابلات أصحاب المعاملات
دعا النواف إلى «الاهتمام بمقابلة المواطنين، وحل مشكلاتهم، مرة كل أسبوعين، بوجود الوكلاء المعنيين، خصوصاً في قطاعي الجنسية والجوازات، فأكثر هموم المواطنين بين هاتين الجهتين، وإن كانت هناك معاملات في جهات أخرى، فسنستدعي الوكيل المختص، ليجلس مع أصحاب المعاملات حتى لو استمر اللقاء 5 ساعات لإنجاز معاملاتهم، وقبل دخول صاحب المعاملة، سنضع لجنة لدراسة المعاملة والتأكد من صحتها، فهناك أناس أصحاب حاجات إنسانية ضرورية، ومن الممكن أن يأتي وهو يبكي»
البرجس: نحن ذراعك اليمنى
رحب وكيل وزارة الداخلية الفريق أنور البرجس بوزير الداخلية الشيخ أحمد النواف، خلال حفل الاستقبال. وأكد أن جميع التعليمات التي أوصى بها الوزير ستطبق على أرض الواقع من أكبر مسؤول لأصغر عنصر، وقال: «إخوانك القيادات الأمنية والضباط سوف يكونون سنداً وعوناً لك، وسوف يتم اتخاذ جميع الملاحظات التي كلفتنا بها بعين الاعتبار موجودة، ونحن ذراعك اليمنى وأيديك التي لا تعصاك»