أكاديمي مصري يثير الجدل ب”أكل الجراد”.. والخبراء يؤيدونه
تزايدت التوجهات عالميا في الآونة الأخيرة نحو وضع الجراد على موائد الطعام، نظرا لغنى هذه الحشرات بالبروتين ورخص ثمنها. ورغم نفور البعض من هذه الفكرة إلا أن فوائد تناوله أكثر بكثير فهو يعالج مشكلة النمو عن الأطفال والضعف الجنسي عند الكبار
وفي سياق توضيح أهمية تناول الجراد، أكد وكيل كلية الزراعة بجامعة عين شمس المصرية هشام الحريري أن قيمة الجراد الغذائية عالية جدا، وله فوائد أثبتتها الدراسات العلمية
واعتبر الحريري أن الجراد لا يؤكل في مصر بسبب صغر حجمه وغياب ثقافة التغذي عليه، موضحا أن أكله مسموح به في أوروبا بسبب قيمته الغذائية العالية
وكان الحريري قال مقابلة مع وسائل إعلام محلية في مصر، قبل أيام، إن الجراد المصري يتصف بصغر حجمه ومع ذلك يمكن أكله، مضيفا أن “الجراد المفضل عالميا في الأكل هو الجراد الصحراوي الكبير”
وقال إن الجراد غني بالبروتين بنسبة تصل إلى 62 بالمئة
واستغرب البعض حديث الأكاديمي المصري عن أكل الجراد، معربين عن رفضهم لتناول هذه الحيوانات التي تهاجم المحاصيل الزراعية، لكن البعض الآخر اتفق مع الأكاديمي في أن المسألة تعود لثقافة الإعراض عن الجراد
ولم يكن الحريري وحده الذي يفيد بأهمية تناول الجراد، فقد أيده خبراء آخرون
الاتحاد الأوروبي أقره
وتقول عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين في مصر، شيرين زكي، لموقع “سكاي نيوز عربية” إن القصة بدأت بإقرار الاتحاد الأوروبي أن الجراد من ضمن المواد الغذائية المسموح باستهلاكها، وهو ثاني نوع من الحشرات يقره الاتحاد الأوروبي كغذاء بعد يرقات الخنفساء الصفراء
ومن المنتظر أن يقر الاتحاد الأوروبي أيضا صرصور الليل كغذاء أيضا، فالعالم يتجه للأغذية المستدامة ووجد في الحشرات ضالته المنشودة بسبب ارتفاع مستويات البروتين فيها، وسعرها الرخيص، بحسب الخبيرة المصرية
وتضيف: “الحشرات تدخل في طعامنا دون أن ندري، فالشوكولاتة على سبيل المثال تحتوي على مكونات من الصراصير، فمنظمة الغذاء والدواء الأميركية “FDA” أظهرت نسبا لوجود الحشرات والصراصير في الكاكاو الذي تصنع منه الشوكولاتة، ومسحوق الكاكاو وبعض الأطعمة الأخرى، وأقرت المنظمة أنه لا يمكن إبعاد الحشرات عن الغذاء بنسبة 100%”
وتقول: “هناك نسب مسموح بها لوجود الحشرات في الغذاء، وهي مصدر من مصادر البروتين، وعلى هذا الأساس أقر الاتحاد الأوروبي الجراد كغذاء”
فوائد الجراد
وتلفت الطبيبة البيطرية إلى أن: “الجراد له فوائد وقيمة غذائية عالية جدا، فثلثا جسمه بروتين بنسبة تزيد عن 60% وهي نسبة عالية من البروتين الحيواني، كما أن نسبة الدهون فيه عالية أيضا تشكل ما بين 13 إلى 14%، كما أنه يحتوي على فيتامينات ومعادن، وهو يتغذى على المزروعات وليست الحشرات، ومن ضمن طعامه نباتات فطرية تستخدم في الأدوية، وبالتالي له فوائد طبية كبيرة، مثل مشاكل النمو عند الأطفال، بسبب احتوائه على البروتين، فضلا عن علاجه للآلام الروماتيزمية وآلام الظهر، فضلا عن أن الجراد منشط جنسي قوي جدا وفعال خاصة لكبار السن”
تحذير من التلاعب
وتؤكد المسؤولة بنقابة الأطباء البيطريين أن “ما يهم بعد إقرار الاتحاد الأوروبي الجراد كغذاء أنهم أوضحوا إمكانية تقديمه في صورة مجففة والتي تستخدم لأغراض طبية، أو في صورة مطحونة، أو في صورة مجمدة، والصورة الأخيرة مهمة، فمن يضمن للسوق المصري تلاعب بعض المستوردين؟ خاصة وأنه قد يأتي منزوع الأجنحة والأرجل ويمكن تقشيره، ومن يضمن عدم تسربه للأسواق في صورة جمبري أو قشريات؟ وهو ما يجعلنا نطالب بتشديد الرقابة (…)”
فوائد اقتصادية
وتشير إلى أن مصر كبلد تمر بها الهجرة الموسمية للجراد الذي يأتي بأعداد مهولة للغاية إلى مصر، في فترات معينة ويمكن الاستفادة منه عبر إنشاء مصانع بمعرفة الدولة لبيعه وتعليبه وتصديره وإدخال عملة صعبة للبلاد، ونستفيد ونضع قيود للمنتجات المستورد حتى لا يحدث الغش فيها وهو ما يجب الالتفات إليه
وتلفت شيرين إلى أن مشكلة الجراد كغذاء هو وجود بعض الأشخاص الذين لديهم حساسية من أنواع معينة من الحشرات، وهناك تنبيه آخر إذا تم رش الجراد ومكافحته في المزراع ثم بيعه يمكن أن يتسبب في تسمم للناس حال تناوله، وهذا يحتاج لرقابة، فيجب أن نضع نصب أعيننا أن القرارات الغذائية التي تصدر عالميا، يكون لها تداعياتها في مصر التي تعتبر سوقا مفتوحة تصدر وتستورد، وبالتالي قد تتعرض الدولة للضرر عبر الغش لتحقيق نوع معين من الكسب