تفقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المعدات والمركبات والآلات الهندسية لجهات الدولة المختلفة المشاركة في مبادرة “حياة كريمة” لتطوير قرى الريف المصري.
وقال السيسي في كلمته: “ما تم بذله هو جهد كبير، وهناك المزيد من الآمال التي ستتم إنجازها خلال الفترة المقبلة. مبادرة تطوير قرى الريف المصري ستغير حياة أبنائنا في الريف. الأمور تتم بجهد مشترك للمصريين، ولكن حين ندخل قرية علينا إيجاد المساعدة من أهالينا”.
عملاق المشروعات العالمية
ويقول الدكتور الحسين حسان خبير التطوير الحضاري، ورئيس اتحاد مؤسسات أفريقيا للقضاء على العشوائيات في حديثه مع موقع سكاي نيوز عربية إنّ: “الريف المصري عانى من مشاكل عديدة على مدار أكثر من 100 عام، فالقرية هي العمود الفقري للمجتمع المصري، حيث أن القرى في مصر تشمل أكثر من 58 مليون مواطن مصري، من بين عدد السكان الكلي الذي يصل إلى 101 مليون نسمة، فالريف يتكون 4741 قرية و31 ألف عزبة، كفر ونجع”.
وتابع حسان: “على مدار عقود كانت الحكومات السابقة تؤجل التنمية في الريف المصري نظرا لصعوبته، حتى جاءت مبادرة الرئيس لتطوير القرى في 3 سنوات لتكون من أكبر المشروعات على مستوى العالم، فلا يوجد دولة أحدثت تنمية لـ60% من مواطنيها بتعاون كل أجهزة ومؤسسات الدولة في هذا المشروع بالإضافة إلى القطاع الخاص”.
وأوضح حسان في حديثه مع موقع سكاي نيوز عربية أنّ: “تم وضع خطة لتطوير كل مركز وقرية من أجل تنميتها لحوالي 12 ألف مشروع بتكلفة 700 مليار جنيه، تتضمن مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي وتبطين الترع والمصارف وتطوير وإنشاء مدارس جديدة بجانب المستشفيات ومراكز شباب وتطوير وإنشاء الوحدات الصحية وإنشاء مجمعات حكومية وتوفير خدمات خاصة بالمياه والغاز والكهرباء”.
تغيير شامل
وأشارت دراسة تابعة للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إلى أنّ مشروع “تطوير قرى الريف المصري” يهدف إلى تغيير شامل ومتكامل التفاصيل لجميع قرى الريف المصري، التي تم حصرها بـ”4741 قرية” وتوابعها “30888” عزبة وكفرًا ونجعًا، من أجل إحداث تغيير جذري في حياة ما يقرب من 55 مليون مواطن مصري في 25 محافظة، وبالتناغم بين كافة الأجهزة الحكومية المعنية بدأت المرحلة الأولى لتطوير 1500 قرية وتوابعها في حوالى 51 مركزًا، ليشمل التطوير كافة جوانب البنية الأساسية والخدمات، والنواحي المعيشية والاجتماعية والصحية.
وأكدت الدراسة، أنّ هذا المشروع سيتم على 3 مراحل، الأولى تشمل القرى ذات نسب الفقر من 70% فما أكثر، والثانية تشمل القرى ذات نسب الفقر من 50% إلى 70%، والثالثة تضم القرى ذات نسب الفقر أقل من 50%، ويتم تحديد القرى الأكثر احتياجًا وفقًا لمعايير: ضعف الخدمات الأساسية من شبكات الصرف الصحي وشبكات المياه والكهرباء والاتصالات، وانخفاض نسبة التعليم، وتوافر المدارس وارتفاع كثافة الفصول، والاحتياج إلى خدمات صحية مكثفة لسد احتياجات الرعاية الصحية، وحالة شبكات الطرق، وارتفاع نسبة فقر الأسر القاطنة في تلك القرى.
مطالب بـ”تدريسه للطلاب”
ونوّه حسان إلى أن “المشروع قام أيضًا خلال الفترة الماضية بتطوير الاتصالات ورفع كفاءة البنية التحتية بالقرى لتحقيق تنمية شاملة في كل ريف مصر، ورفع مستوى دخل المواطن داخل الريف وتحويل الريف من مناطق طارده للسكان إلى مناطق جاذبة وتفعيل السياحة الريفية، وبالتالي قامت الدولة باتخاذ قرارات لإحداث تنمية الريف بمشروعات متكاملة وليس منفصلة مثل ما سبق، والدليل على ذلك وجود مشروعات تطوير لشبكات الصرف الصحي للريف المصري بنسبة 38% بتكلفة تصل إلى 207 مليار جنيه”.
وأردف حسان في حديثه لسكاي نيوز عربية: “لابد من وضع ما يتم للريف المصري من إنجازات في مناهج الدراسة حتى يحافظ أبنائنا على هذه الإنجازات، وضرورة وضع تشريعات تحافظ على المكتسبات في كل المشروعات الخاصة بالريف المصري”.
200 مليار لكل مرحلة
وفي كلمته في احتفالية تفقد المعدات المشاركة بمبادرة “حياة كريمة” لتطوير الريف، أكد السيسي أنّه ” أنه تم رصد 200 مليار جنيه بكل مرحلة من مراحل تنفيذ المشروع القومي. لم نغفل عن حال الناس يومًا ما وقررنا التصدي للمشكلات”.
وعن دور المجتمع المدني أوضح الرئيس المصري: “كل الذين يريدون المساعدة في حياة كريمة يقدر مرحب بهم هم وكل قطاعات الدولة. لدى مصر فرصة حقيقية لتطوير قدرات الصناعة والأولوية للصناعة الوطنية في تنفيذ المشروع القومي لتطوير قرى الريف. أتابع عن كثب قضية المناقصات مع الشركات التي تستهدف المشاركة في مبادرة حياة كريمة التي تستهدف تطوير التعليم والصحة والاتصالات والزراعة”.
حلم جميل
في الوقت نفسه يقول أستاذ التخطيط بجامعة عين شمس مسعد الشمسي إنّ: “مشروع تطوير قرى الريف المصري حلم جميل ينتظره ما يقرب من 60 مليون مصري في جميع أنحاء الجمهورية”.
وتابع الشمسي في حديثه لسكاي نيوز عربية أنّ: “مصر كانت تفقد 3.5 فدان كل ساعة بسبب التعد على الأراضي الزراعية، والمشروع القومي لتطوير القرى سيحد من ذلك الرقم المرعب الذي يقضي على الأخضر في مصر، مثلما أكد الرئيس السيسي في حديثه بأن مصر غالية وعزيزة ويجب عدم البناء العشوائي على المساحات الخضراء”.
وأضاف الشمسي: “المشروع سيغير من حياة ملايين المصريين المتواجدين تحت خط الفقر، ومحاولة الدولة للوقوف بجانب هؤلاء في ظل الظروف الاقتصادية القاسية هي محاولات مميزة من رئيس يجعل دومًا صوب أعينه الفئات المستحقة والأولى بالرعاية”.
وأردف قائلا: “يجب فقط على الحكومة وهي تعمل في هذا المشروع أن يكون هناك رؤية مستقبلية لما بعد 100 عام، وعدد المصريين والزيادات المتوقعة، وكيف سيتواجدون في حيز عمراني أوسع وأرحب، فالمساحة المكتظة بالسكان أقل بكثير من المساحة الكلية لمصر”.
وزارة القرية المصرية
ويشير أستاذ الإدارة الحكومية والمحلية بكلية الإدارة بالجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا حمدي عرفة إلى أنّ: “المشروع القومي للقرى هو الأول من نوعه على مستوى دول العالم لكبر حجمه، بجانب أنه يتضمن تبطين الترع لمسافة 7 آلاف كيلومتر تقريبًا، تم الانتهاء من 3200 كيلومتر حتى هذه اللحظة”.
وأوضح عرفة لسكاي نيوز عربية: “لأول مرة يتشارك في المشروع 26 وزارة مصرية دفعة واحدة، يحاولون جميعهم الارتقاء بالقرى من كل التفاصيل ومناحي الحياة، فمن يريد أسقف أو مياه أو صرف صحي أو أي شيء تجعل الحياة كريمة سيتم عمل ذلك”.