السعودية تؤكد ضرورة التزام إيران بتعهداتها النووية وتطالب بتمكين «الطاقة الذرية» من القيام بأنشطة الرصد
حمَّل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان امس إيران المسؤولية عن أنشطتها النووية، مؤكدا أن دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية بملف إيران النووي حاسم، مطالبا بتمكين الوكالة من القيام بأنشطة الرصد والتحقق في ايران من دون معوقات.
وعلق وزير الخارجية السعودي على انتخابات الرئاسة الايرانية، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره النمساوي ألكسندر شالينبرغ، وقال ان المملكة ستبني حكمهما على حكومة الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي بناء على الوقائع على الأرض، مضيفا أن المرشد الأعلى الايراني علي خامنئي هو صاحب القول الفصل في السياسة الخارجية.
وصرح وزير الخارجية السعودي بأن «السياسة الخارجية في إيران، من منظورنا يديرها الزعيم الأعلى على أي حال، لذلك نحن نبني تعاملاتنا ونهجنا مع إيران على أساس الوقائع على الأرض، والتي ستكون مصدر حكمنا على الحكومة الجديدة بصرف النظر عمن يتولى المنصب». وبخصوص الملف اليمني، أوضح فيصل بن فرحان أن المملكة قدمت مبادرة استراتيجية لوقف إطلاق النار انطلاقا من حرصها على وقف الحرب، مؤكدا أن الحوثيين تعمدوا التصعيد وهاجموا مأرب ورفضوا المبادرة. وأفصح وزير الخارجية السعودي أنه تحدث في النمسا عن التدخلات الإيرانية في المنطقة، وأن المملكة لديها رؤية مشتركة مع النمسا بشأن استقرار المنطقة.
وفي الملف الفلسطيني، أعرب بن فرحان عن أمله في أن يؤدي تغيير الحكومة في إسرائيل إلى موقف أكثر إيجابية تجاه عملية السلام مع الفلسطينيين.
وقال ردا على سؤال حول موقف المملكة من الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نفتالي بينت «لا تربطنا علاقات مع إسرائيل، لذلك تغيير الحكومة هناك لا ينعكس علينا، لكن نتمنى أن يكون هناك موقف أكثر إيجابية من عملية السلام».
وتابع «النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي تسبب في عدم الاستقرار في المنطقة».
وثمن العلاقات القوية والمناقشات المثمرة مع النمسا في مختلف المجالات وحرص البلدين على دعم العلاقات الثنائية، مشيرا إلى قرب عودة السائح السعودي إلى النمسا بعد رفع قيود السفر.
من جهته، قال وزير خارجية النمسا ألكسندر شالينبرغ إن هجمات الحوثيين على السعودية أمر غير مقبول، وعلى الحوثيين العودة لطاولة الحوار، مشيرا إلى أن السعودية تقوم بدور محوري ومهم في المنطقة، وأضاف أن السعودية أكبر شريك لبلادنا في الشرق الأوسط، وأن مبادرات المملكة بشأن البيئة أثرت فينا بشكل كبير. وبخصوص الملف النووي قال وزير خارجية النمسا «نؤيد العودة للاتفاق النووي مع إيران وتعزيزه وتنفيذه».
وخلال زيارة رسمية إلى العاصمة النمساوية فيينا، التقى وزير الخارجية السعودي أمس الأول مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي. وجرى خلال اللقاء مناقشة أبرز التطورات تجاه البرنامج النووي الإيراني وأهمية فرض الآليات اللازمة للتفتيش السريع والشامل لكل المواقع النووية الإيرانية، وكذلك وقف الانتهاكات والسياسات الإيرانية للقوانين والأعراف الدولية التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة والعالم.
كما ناقش الجانبان أهمية الالتزام بتطبيق المعايير الدولية للطاقة الذرية من أجل تحفيز النمو والتقدم لتحقيق التنمية المستدامة عالميا، بالإضافة إلى مناقشة أبرز المستجدات على الساحة الإقليمية والدولية.