«الناتو» يرص الصفوف.. وبايدن: الدفاع عن أوروبا «التزام مُقدّس»
شاركت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في «قمة لم شمل» في بروكسل أمس، التي تخللتها لقاءات جانبية مهمة، مع رغبة الرئيس الأميركي جوبايدن في «إحياء» التحالفات التقليدية، وقررت رص صفوفها لمواجهة «التحديدات الجديدة» التي تفرضها روسيا والصين.
وحاول بايدن طمأنة زعماء الدول الأعضاء في الحلف، مؤكدا أن الدفاع عن أوروبا وتركيا وكندا «التزام مقدس» بالنسبة للولايات المتحدة، فيما يمثل تحولا ملحوظا عن تهديدات سلفه دونالد ترامب بالانسحاب من الحلف العسكري.
وسعى بايدن مجددا، لدى وصوله إلى بروكسل بعد مشاركته في قمة مجموعة السبع في بريطانيا، إلى حشد الحلفاء الغربيين لدعم استراتيجية أميركية لاحتواء الصعود العسكري للصين وكذلك إظهار الوحدة في مواجهة «العدوان» الروسي.
وقال «البند الخامس التزام مقدس»، مشيرا إلى تعهد الدفاع الجماعي للحلف عبر الأطلسي، وأضاف عقب وصوله بسيارته الرئاسية السوداء «أود أن تعرف كل أوروبا أن الولايات المتحدة هنا».
وأردف بايدن «حلف شمال الأطلسي مهم للغاية بالنسبة لنا».
وتابع «اعتقد أن خلال السنتين الماضيتين، أصبح هناك إدراك متزايد أن لدينا تحديات جديدة. لدينا روسيا التي لا تتصرف بالطريقة التي كنا نأملها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الصين».
بدوره، طرح الامين العام لحلف الاطلسي النروجي ينس ستولتنبرغ مبادرة «الناتو 2030» التي اعدها بشأن سياسات الحلف المستقبلية، مؤكدا انها ستفتح فصلا جديدا في العلاقات عبر الاطلسي.
واضاف في كلمته الافتتاحية لقمة الحلف المكون من 30 عضوا «اننا نجتمع في لحظة محورية لحلفنا واليوم سنفتح فصلا جديدا في علاقاتنا عبر الاطلسي».
واوضح انه في ظل المنافسة الجيوسياسية المتزايدة وعدم الاستقرار الاقليمي والارهاب والهجمات الالكترونية وتغير المناخ لا توجد امة ولا قارة يمكنها التعامل مع هذه التحديات بمفردها.
وأعرب قادة الحلف شمال الأطلسي عن «قلقهم» حيال طموحات الصين المعلنة وتطوير ترسانتها النووية ما يشكل «تحديات لأسس النظام الدولي».
وقالوا في البيان الختامي لقمتهم إن «طموحات الصين المعلنة وسلوكها المتواصل تشكل تحديات لأسس النظام الدولي المستند إلى قواعد، وفي مجالات لها أهميتها بالنسبة إلى أمن الحلف».
ونددوا كذلك بالتهديد المتنامي الذي يشكله تعزيز الترسانة العسكرية لروسيا ودعوا موسكو إلى احترام القانون الدولي.
وأكدوا أنه «ما دامت روسيا لا تظهر أنها تحترم القانون الدولي وتفي بالتزاماتها ومسؤولياتها الدولية، لا يمكن أن يعود الوضع إلى طبيعته».
ودعا زعماء الدول الـ 30 إيران، إلى وقف كل أنشطة الصواريخ الباليستية. واتفقوا على تعزيز دفاعهم المشترك «ضد كل التهديدات من كل الجهات».
وبخصوص الانسحاب من أفغانستان، أعلنوا أنهم سيضمنون التمويل لمواصلة تشغيل مطار كابول بعد انتهاء مهمتهم العسكرية في أفغانستان في وقت لاحق هذه السنة.
وجاء في البيان: «إقرارا بأهمية مطار حميد كرزاي الدولي من أجل حضور ديبلوماسي ودولي دائم، ومن أجل تواصل أفغانستان مع العالم أيضا، سيؤمن الحلف الأطلسي تمويلا في المرحلة الانتقالية لضمان استمرار تشغيله».
وفي خطوة للطلاق نهائيا مع سياسات سلفه دونالد ترامب الذي اتهم الحلفاء بالتهرب من دفع مخصصاتهم، قال الرئيس الأميركي إن إدارته عازمة على فتح صفحة تعاون جديدة مع الشركاء الدفاعيين على الضفة المقابلة للأطلسي ضد أي تهديدات من الصين أو روسيا، كما أكد بايدن التزام إدارته بتقديم التمويل اللازم لدفع أنشطة حلف شمال الأطلنطي إلى الأمام كمظلة دفاعية جماعية، وقال إنه اطلع على وثيقة «ناتو 2030» ويؤيدها بقوة.
جاء ذلك خلال استضافة ستولينبيرغ لبايدن، في جلسة خاصة «لمنتدى بروكسل» الذي عقد على هامش القمة.
وقال إن إجمالي الإنفاق الدفاعي الأميركي في أوروبا وكندا ستتم زيادته بنحو 260 مليار دولار بدءا من العام الحالي.
ومن المقرر أن يلتقي بايدن غدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جنيف، وهي المرحلة الأخيرة من رحلة الرئيس الأميركي الخارجية الأولى والتي تشمل اليوم قمة مع رؤساء مؤسسات دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وشهدت القمة اجتماعات ثنائية مهمة، حيث التقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون نظيره التركي رجب طيب اردوغان بهدف «توضيح» مسائل عدة في الخلاف الفرنسي التركي خلال الاعوام الاخيرة، وفق ما افاد الاليزيه.
واستمر الاجتماع الثنائي 45 دقيقة في مقر حلف شمال الاطلسي قبل البداية الرسمية لقمة الحلف، وقالت الرئاسة الفرنسية إنه كان «مكثفا وتناول مسائل في العمق».
وشهدت القمة اجتماعا مماثلا بين اردوغان ورئيس الوزراء اليوناني.
كذلك اجتمعت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل وأردوغان على هامش القمة لمناقشة العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وتركيا ومن المتوقع ان يلتقي بايدن مع أردوغان في وقت لاحق اليوم.