( واشنطن ) تلمّح بالعودة إلى أفغانستان… عند الضرورة
كشف مسؤول الاستخبارات في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الجيش الأميركي الذي أنجز 50 بالمئة من عمليات انسحابه من أفغانستان، يستعد فعليا للعودة إلى هذا البلد في حال شنّ إرهابيون من تنظيم القاعدة أو تنظيم “داعش” هجوما على الولايات المتحدة.
وخلال جلسة استماع للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، شارك فيها رؤساء الاستخبارات العسكرية الأميركية، قال النائب الجمهوري عن فلوريدا، الذي كان جندياً في القوات الخاصة، مايك والتز، إن “هناك احتمالات كبيرة بأن نضطر للعودة (إلى أفغانستان)، وأن يعود تنظيم القاعدة في أعقاب تقدّم حركة طالبان، وأن يهاجموا الولايات المتحدة”.
وسأل عن الجهة المسؤولة عن الوثائق العسكرية الأميركية خلال 20 عاما في أفغانستان، حيث يخشى الخبراء انهيار الحكومة في مواجهة تقدّم “طالبان”.
وقال: “إلى أين ستذهب بيانات العمليات والاستخبارات التي جمعت خلال 20 عاما؟ من المسؤول؟”، مؤكدا وجوب أن تكون “في متناول يد القائد العسكري المقبل الذي سيُطلب منه العودة إلى الوادي الذي ذهبنا إليه قبل خمس أو سبع أو عشر سنوات”.
وتابع والتز، الجندي السابق في القوات الخاصة “القبعات الخضر”، التي قاتلت في أفغانستان والشرق الأوسط وإفريقيا: “أعلم أن قيادة العمليات الخاصة تفعل ذلك”.
وردّ مسؤول الاستخبارات العسكرية في “البنتاغون”، رونالد مولتري، بالقول “هذا بالضبط ما نفكر به”. وأضاف: “نحن من يقود الجهود لضمان تركيز وكالات الاستخبارات العسكرية على هذا الموضوع”.
وتابع مولتري الذي عيّنه الرئيس جو بايدن للإشراف على عمل وكالات الاستخبارات العسكرية، وخصوصا وكالة استخبارات الدفاع ووكالة الأمن القومي: “يمكنكم محاسبتنا”، متعهدا بذل ما في وسعه لضمان أن تكون جميع المعلومات التي يتم الحصول عليها في أفغانستان متاحة للجنود إذا لزم الأمر.
وقرر الرئيس بايدن في أبريل، وخلافا لنصيحة العسكريين، سحب كل القوات الأميركية من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر الذي يصادف الذكرى العشرين لاعتداءات 2001 التي قادت واشنطن إلى إطاحة نظام “طالبان”.
وبعد يوم من رفض “طالبان” اقتراح تركيا إبقاء قواتها لحراسة وإدارة مطار حامد كرزاي الدولي بعد رحيل بقية القوات الأجنبية، قال متحدث باسم “الخارجية” الأميركية إن بلاده “ترى ضرورة لوجود مطار عامل وآمن للمحافظة على وجود دبلوماسي دولي بالعاصمة كابول، وذلك في إشارة إلى احتمال اضطرار السفارات إلى الإغلاق من دونه. وكررت “طالبان”، أمس، دعوتها إلى انسحاب “كافة القوات الأجنبية” من أفغانستان بعد الموعد النهائي لخروج القوات الأميركية في 11 سبتمبر.
وقالت الحركة في بيان “كل شبر من الأراضي الأفغانية، أمن المطارات، التمثيليات الدبلوماسية والسفارات الأجنبية يجب أن يوضع تحت مسؤولية الأفغان”.
وأكدت “طالبان” أن “وجود أي قوات أجنبية، أيًّا كان اسمها، في وطننا، أمر غير مقبول للشعب الأفغاني والإمارة الإسلامية، وبالتالي، لا ينبغي لأحد أن يأمل في إبقاء وجود عسكري أو أمني في بلدنا”.
وأشارت إلى أنه “إذا ارتكب البعض مثل هذا الخطأ، فسيعتبرهم الشعب الأفغاني والإمارة الإسلامية محتلين، وسيتصرّفان كما فعلا في الماضي مع الغزاة”.
وبالرغم من الإعلان عن استئناف مفاوضات السلام في الدوحة، فقد واصلت الحركة المتشددة عملياتها الميدانية، وتمكّن مسلّحوها من طرد القوات الحكومية من منطقة تولاك في إقليم جور(غرب)، ومنطقة زارا في إقليم بلخ (شمال). ومنذ بدء الانسحاب الرسمي للقوات الأميركية والأطلسية في الأول من مايو الماضي، سقطت 17 منطقة على الأقل في أيدي “طالبان”.
وقتل 7 أشخاص على الأقل، أمس، في تفجيرين استهدفا حافلتي ركاب صغيرتين في حيّين تقطنهما أقلية الهزارة الشيعية غرب كابول.
وقُتل حوالى 10 أشخاص الأسبوع الماضي بالعاصمة الأفغانية في سلسلة هجمات استهدفت حافلات صغيرة يستخدمها خصوصاً أفراد أقلية الهزارة، وذلك بعد هجوم دموي استهدف في 8 مايو مدرسة للبنات في حيّ للهزارة قتل فيه 50 شخصاً.