العالم يعيش «أزمة لقاحات مزمنة» وسجال أوروبي ـ أميركي حول تصديرها
حذرت منظمه الصحه العالميه من «أزمة لقاح مزمنة»، في وقت يستمر الجدل فيه حول ضرورة الغاء براءات اختراع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد لدعم جهود حملات التطعيم العالمية ووقف جهود وقف الوباء.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس ادهانون غيبريسوس «إن حالات الإصابة بمرض «كوفيد ـ 19» سجلت رقما قياسيا إذ يموت ما يقرب من 100 ألف انسان على مستوى العالم كل أسبوع في الوقت الذي نعاني فيه من أزمة لقاح مزمنة».
وأكد غيبريسوس في مؤتمر صحافي أن المنظمة تواصل استكشاف كل السبل لزيادة فرص الحصول على اللقاحات على مستوى العالم، مؤكدا «اننا في الوقت الحالي نشهد ان حجم اللقاحات وتوزيعها غير كافيين لإنهاء جائحة «كوفيد ـ 19» من دون التطبيق المستدام والمخصص لتدابير الصحة العامة التي نعلم أنها فعالة».
من جانبه، أعرب مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية د.مايكل رايان في المؤتمر الصحافي ذاته عن القلق لأن الفيروس التاجي لديه قوة هائلة للانتقال وينبغي إبطاء سيره عبر تغيير سلوك البشر وقبل ظهور متغيرات جديدة له على حد تعبيره. كما أعطت منظمة الصحة العالمية الضوء الأخضر للقاح «سينوفارم» الصيني للاستخدام للاستعمالات الطارئة.
وذكرت المنظمة في بيان ان لقاح «سينوفارم» لا يتطلب شروط تخزين معقدة ما يجعله مناسبا للغاية في المناطق منخفضة الموارد المخصصة للتخزين تحت شروط حرارة معينة. وأوصت المنظمة باللقاح للبالغين الذين تزيد أعمارهم على 18 عاما، موضحة أنه يجب ان يأخذه الفرد على جرعتين تفصل بينهما مدة قدرها من 3 إلى 4 أسابيع.
وأشارت في الوقت ذاته الى انه تم تسجيل عدد قليل جدا من البالغين الأكبر سنا (فوق 60 عاما) في التجارب السريرية لهذا اللقاح «ولذلك لا يمكن تقدير الفعالية في هذه الفئة العمرية».
وفي غضون ذلك، أعاد الاتحاد الأوروبي أمس الكرة إلى ملعب الولايات المتحدة، بعد دعوتها إلى رفع براءات اختراع اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد، داعيا واشنطن إلى تقديم «اقتراحات ملموسة» وإنهاء حظرها على تصدير اللقاحات ومكوناتها.
وأدى الإعلان المفاجئ لدعم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لرفع براءات اختراع اللقاحات ضد كورونا من أجل تسريع إنتاجها وتوزيعها على الدول الفقيرة، إلى تغيير برنامج قمة الدول الأوروبية التي استمرت يومين في بورتو. وطرحت الدول الـ 27 شكوكا كبيرة إزاء الاقتراح الأميركي، واعتبروه بمنزلة حيلة إعلامية. وأعلنوا بصوت عال أنهم يتبنون السياسة الأكثر سخاء دوليا فيما يتعلق بتصدير اللقاحات، ودعوا واشنطن إلى الاقتداء بهم. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إن الاقتراح «لن يوفر لقاحات في الأشهر المقبلة، ولا حتى في العام المقبل، في حين ثمة حاجة إلى لقاحات الآن».
وأكدوا أن الاتحاد الأوروبي هو «المنطقة الديموقراطية الوحيدة» التي تصدر هذا الكم من اللقاحات، بينما اختار البريطانيون والأميركيون تخصيص إنتاجهم لسكانهم.
ومن أصل 400 مليون جرعة تم إنتاجها في الاتحاد الأوروبي، صدر نحو النصف إلى 90 دولة، بحسب ما أوضحت رئيسة المفوضية التي أعلنت أيضا إبرام عقد جديد مع تحالف «فايزر ـ بيونتيك» لتوفير ما يصل إلى 1.8 مليار جرعة، وهو رقم يتجاوز بكثير احتياجات الاتحاد الأوروبي.
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «الولايات المتحدة بوضوح شديد إلى إنهاء حظر التصدير ليس فقط للقاحات ولكن أيضا لمكونات تلك اللقاحات التي تمنع الإنتاج». متابعا «ارفعوا الحظر على التصدير».
وكررت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل معارضتها رفع براءات الاختراع، داعية الولايات المتحدة الى فتح «السوق» للسماح بتصدير اللقاحات ومكوناتها.
وقالت ميركل في مؤتمر صحافي «آمل الآن، بعدما تلقى قسم كبير من الشعب الاميركي اللقاح، أن نكون قادرين على (تأمين) تبادل حر للمكونات وأيضا فتح سوق اللقاحات».
في غضون ذلك، سجلت الهند أمس أعلى حصيلة وفيات في يوم واحد على الإطلاق بينما استمر عدد الإصابات في الارتفاع وفرضت الولايات إجراءات عزل عام أشد صرامة.
وسجلت وزارة الصحة الهندية 4187 وفاة بالفيروس خلال 24 ساعة ليقترب العدد الإجمالي للوفيات من 240 ألفا كما تم تسجيل أكثر من 401 ألف إصابة ليرتفع العدد الكلي إلى نحو 22 مليون منذ بدء الجائحة.
وقالت ولاية تاميل نادو، المعروفة بتصنيعها لسيارات منها «بي.إم.دبليو» و«دايملر» و«هيونداي» و«فورد» و«نيسان» و«رينو»، إنها ستنتقل من مستوى العزل العام الجزئي إلى المستوى الشامل يوم غد إذ سيتم إيقاف وسائل النقل العام وإغلاق متاجر بيع المشروبات الكحولية التابعة للدولة.