( الصحة العالمية ) تحذّر: ما يحدث في الهند يمكن أن يحدث في أي مكان
تفاقمت مؤشرات تفشي وباء كوفيد-19 في الهند امس، مع تسجيل السلطات حصيلة قياسية جديدة للوفيات، بينما في أوروبا أعلنت فرنسا جدولها الزمني لرفع القيود المفروضة لمكافحة انتقال العدوى، بدءا من منتصف مايو رغم الوضع الصحي الهش.
غير أن منظمة الصحة العالمية حذرت أوروبا امس، من تخفيف القيود، إذ إن «الوضع في الهند يمكن أن يحدث في أي مكان آخر».
ورجحت المنظمة ان تكون السلالة المتحورة الهندية لفيروس كورونا سببا للأزمة الصحية القائمة في البلاد، وإنما أيضا بسبب سلوكيات على غرار عدم الامتثال للقيود الصحية.
وسجلت الهند، الرابعة بين الدول الأكثر تضررا بالفيروس لناحية عدد الوفيات بعد الولايات المتحدة والبرازيل والمكسيك نحو، 205 آلاف وفاة بكورونا بينهم 3645 خلال 24 ساعة في حصيلة قياسية جديدة.
كما شهدت الإصابات مستويات غير مسبوقة في هذه الدولة، مع ما يقرب من 380 ألف حالة جديدة في 24 ساعة. وقد أحصت الهند التي ستفتح باب التطعيم لجميع البالغين غدا، أكثر من 6 ملايين إصابة جديدة في شهر أبريل فقط.
وتعاني المستشفيات المكتظة من نفاد الأسرة والأدوية والأكسجين، فيما بدأ وصول المساعدات الدولية، مع استقبال نيودلهي امس، أول طائرة عسكرية أميركية محملة بجزء من مساعدات الطوارئ البالغة أكثر من 100 مليون دولار التي أعلنتها واشنطن.
وقال المسؤول المحلي في كالكوتا فرهاد حكيم لفرانس برس، إن «نتيجة كل شخص من بين اثنين أجريا فحص الإصابة السريع في المدينة وضواحيها، كانت إيجابية». وأضاف أن «الأسرة تنفد في المستشفيات، والجثث تتراكم في المحارق».
وفي أوروبا، حيث تجاوز عدد الإصابات الخمسين مليونا حسب تعداد أجرته فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية، كانت القارة العجوز قد أحصت اكثر من مليون وفاة امس، من أصل 3.15 ملايين في أرجاء العالم.
ويبدو أن الوباء يتباطأ في غالبية بلدان تلك المنطقة، التي بدأت تخفف القيود بحذر.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن عدد من تلقوا لقاحات كورونا في أوروبا بشكل كامل صار حاليا أعلى من أصيبوا بالفيروس.
وأشار المدير الإقليمي للمنظمة في أوروبا، هانز كلوجه، امس، إلى مرور 462 يوما منذ تسجيل أولى الإصابات بالفيروس في منطقة أوروبا. وقال إنه منذ ذلك الحين جرى رصد الفيروس في 5.5% من إجمالي التعداد السكاني في القارة، بينما تلقى 7% من السكان التطعيم كاملا.
وتابع بالقول إنه للمرة الأولى خلال شهرين سجلت أوروبا تراجعا ملحوظا في الإصابات الجديدة الأسبوع الماضي، ولكنه حذر في نفس الوقت من أن حصيلة الإصابات مازالت مرتفعة إلى حد كبير.
وقال كلوجه، إنه جرى إعطاء نحو 215 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد 19 في المنطقة حتى الآن. وتلقى ما يقدر بـ 16% من السكان جرعة واحدة، على الأقل.
وقال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها أنه جرى تسجيل أكثر من 30 مليون حالة إصابة بفيروس كورونا في دول الاتحاد الأوروبي حتى امس.
وتم تسجيل 30.29 مليون إصابة مؤكدة بالفيروس في المنطقة الاقتصادية الأوروبية بنهاية الأسبوع الماضي.
وفي فرنسا، الدولة الأوروبية الأكثر تضررا من حيث العدد الإجمالي للإصابات (5 ملايين و565 ألفا و852) وحيث يبدو أن هناك انخفاضا خجولا في عدد المصابين الجدد، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحافة المحلية امس، أنه سيتم تأخير ساعة حظر التجول إلى التاسعة مساء في 19 مايو ثم إلى الحادية عشرة مساء في 9 يونيو قبل رفعه تماما في 30 يونيو.
وستتمكن المتاجر وشرفات الحانات والمطاعم والمواقع الثقافية وبينها دور السينما والمتاحف من إعادة فتح أبوابها اعتبارا من الأربعاء 19 مايو، على أن تفتح الصالات الرياضية مجددا في 9 يونيو، وفق ماكرون.
وتبرز الولايات المتحدة كنموذج في المعركة ضد الوباء، وقال رئيسها جو بايدن امس، إن خطة التطعيم في البلاد كانت «من أعظم النجاحات اللوجستية» في تاريخها.